لقد حدث تطور كبير على صعيد العديد من المجتمعات كنتيجة طبيعية لتفاعل قوى المجتمع وأساسها المرأة، باعتبارها الأم والأخت والزوجة، والتي تشكل أساس ومحور الأسرة والنواة الأساسية لأي مجتمع ، ومدى قدرتها على استنهاض الطاقات الكامنة وتعزيز المقومات الأساسية وما تشكله المرأة من تأثير قوي بحكم طبيعتها ودورها الأسري والمجتمعي التي تستطيع من خلاله أن تشكل القوة الناعمة الفاعلة ، والقادرة على بناء أفرادها تربويا وسلوكيا والنهوض بهم وتعزيز قدراتهم الخاصة والعامة وفي مجالات عدة .
المرأة داخل أي مجتمع ستبقى محور النجاح والتأثير لكل من حولها ،مما يشكل قوة دفع نفسي وتربوي وحالة من الوعي المجتمعي يعزز من ترابط الأفراد داخل الأسرة ومن خلالها تعزيز العلاقات والروابط داخل المجتمع وبناء مقوماتها الثقافية والفكرية على أسس سليمة وصائبة لا يعتريها أي شوائب أو ثغرات أو سلبيات .
المرأة واذا ما توفر لها البيئة والمناخ الأسري والمجتمعي ومن خلال تشريعات قانونية ووعي مجتمعي سيكون بإمكانها أن تحدث المطلوب منها ، بل أن تحدث الكثير من متطلبات إنجاح أي أسرة ، وبالتالي سلامة أي مجتمع .
من هنا سيبقى دور المراة فاعلا هاما وحاسما على صعيد المجتمع القادر على مواجهة تحدياته ومصاعبه ، في ظل العديد من المتطلبات الحياتية والضغوط الاقتصادية والإجتماعية والنفسية ،وهذا ما يزيد من الأعباء والمسؤوليات على دورعاتق المراة بما تتحلى به من صفات وسمات تبرز مدى قدرتها على التحمل والصبر والجلد لأجل أسرتها والمحافظة عليها واحداث التماسك بها وعدم انهيارها في ظل مصاعب الحياة وعواطف المجتمع وسلبياته .
لقد كانت المرأة ولا زالت محور المجتمع والمرآة الحقيقة التي يمكن من خلالها رؤية وتلمس ما بداخل المجتمع من مكونات القوة والضعف والذي يحتاج إلى المزيد من افساح المجال للمرأة لأداء دورها من خلال تحصيلها العلمي وتعزيز ثقافتها واستنهاض طاقاتها وعدم تقييدها بتقاليد وأعراف عفى عليها الزمن ولم تعد قائمة في ظل التطور المجتمعي وتحديات عصرية في ظل التطور التكنولوجي الذي يوفر الكثير من التداخل الإيجابي ذوالمشاركة المجتمعية في بحث قضايا وملفات هامة ذات صلة بالمرأة وحقوقها ، كما لها صلة بالمراة ودورها المجتمعي من خلال أسرتها وتعزيز مكانتها لأجل أداء دورها بصورة سليمة ودون عوائق واشكاليات تخضع لاعتبارات وتقاليد لم يعد من المفيد الاستمرار عليها والتمسك بها ، في ظل المرأة العصرية التي تتسم بالعلم والمعرفة والقدرة على إيصال رسالتها وتعزيز مكانتها واحداث التميز والابداع بدورها وأداء لمسؤولياتها الأسرية والمجتمعية .
لقد حققت المرأة الكثير من النجاحات ولا زالت على طريقها في بناء أسرة متماسكة على طريق بناء مجتمع أكثر تماسكا من خلال عاطفتها وحنانها ومحبة أفراد الأسرة لها وما تقوم على تعزيزه وبناءه من محبة المجتمع والتمسك بأهدافه والعمل على إنجازها .
لا يمكن لأي مجتمع أن يتقدم وأن يتماسك ويكون قادرا على انجاز مهامه ومسؤولياته وتحقيق معدل مقبول من النمو والرفاهية إلا اذا تم توفير مقومات إنجاح دور المراة من خلال المجتمع الذي تعيش بداخله والذي يوفر لها فرص التعليم والتدريب وتعزيز الثقافة وإيجاد فرص العمل حتى تثبت ذاتها وتؤكد على نجاحها وتعزز من وجودها .
المراة هذا الإنسان الجميل الدافئ بحنانها وعواطفها الجياشة وبذكائها الفطري والمكتسب بفعل علمها وثقافتها وتجاربها تؤكد من جديد أن المرأة صانعة الحاضر كما أنها صانعة الحياة القادرة على مواجهة تحدياتها من خلال قاعدة التعاون والتشابك الإيجابي ما بين أفراد الأسرة والذي سيبقى عنوانه المرأة الإيجابية التي تصنع الإنسان الإيجابي.
المدربة الدولية والإعلامية :ريم وفيق زنداح