حضرة رئيس الوزراء
أتوجه اليكم بهذا السؤال: لماذا تقتلون الدروز؟!! انتم تقتلون العلماء العرب حين يتسنى لكم ذلك، تقتلون كتابًا، فنانين مفكرين ومبدعين اعتقادًا منكم بان درجات الوعي لدى الشعب العربي تشكل خطورة بعيدة الأمد على مستقبلكم.. تقتلون أطفال شعبنا الفلسطيني قبل ان يكبروا، ويصبحوا (مخربين) على حد تعبير احد وزرائكم، تفتعلون المشاكل لتبرير ما تقومون به، ولم ينجُ من القتل حتى المسعفين والمسعفات، استعملتم الأسلحة المحرمة دوليا، حرقتم.. نسفتم.. قصفتم.. انتهجتم أساليب جهنمية لم تخطر على بال الشيطان، أدرك منطلقاتكم وتخوفاتكم الغريبة والعجيبة، التي تدفعكم إلى ارتكاب جرائمكم بحق جيرانكم، أدرك كل ذلك وأكثر.
ولكني لم أدرك لماذا تغتالون جنود دروز يخدمون في جيشكم؟!! عجب يعجب منه العجب!!
قبل مدة فُخختم سيارات رؤساء البلديات في الأراضي المحتلة وعندما انفضح الامر ارسلتم " سلمان الخرباوي" من قرية جولس لتفكيك العبوات الناسفة فانفجرت به.
وفي حادثة أخرى أصيب الجندي مدحت يوسف من قرية بيت جن في قبر يوسف في نابلس، وقررتم القيام بعملية إنزال هيلوكبتر لإنقاذه، وعندما بلغكم بان الجندي ينتمي إلى أبناء الطائفة الدرزية الغيتم عملية الانزال وتركتموه ينزف حتى الموت، هذا حسب اعتراف الجنرال شاؤول موفاز قبل ان يصبح وزيرا للحرب.
عندما اختفى الجندي مجدي حلبي من قرية دالية الكرمل قمتم كي تبعدوا الشبهة بتخصيص مبلغ وقدره 10 مليون شاقل لمن يدلي بمعلومات تفيد (مسعاكم) في العثور عليه، ولكن مسرحيتكم لم تكن متقنه حيث عُلقت عظامه بعد مرور ستة أعوام على اختفائه على شجرة بالقرب من ممر للمشاة يستعمل يوميا وكان الحبل ما زال يبارق؟!! مما يدل بشكل واضح بانه اخرج من المستودع لتو، كما تنكرتم لوعدكم بدفع المبلغ لمن وجده.
وعندما قتلتم الجندي مروان القاسم من قرية الرامة وفرتم للجندي القاتل تقريرا طبيا يزعم بان الجندي القاتل يعاني من اضطرابات نفسية الامر الذي يقول وفقًا لاعتباراتكم بانه غير مؤهل للمثول امام القاضي؟!!
هذه الحيلة منتهجة بكثافة عندما يقتل المواطن اليهودي مواطنًا عربيًا أيا كان، فهنا ايضا وفرتم لسائق الشاحنة الذي دهس الجندي فؤاد قزل من قرية المغار تقريرا طبيا يزعم بان السائق يعاني من مشاكل نفسية لذلك لا يمكنه ان يحاكم، هكذا فانه عندما يقتل المواطن اليهودي مواطنا عربيا أيا كان يصبح مجنونا بكبسة زر؟!!
هذه مجرد نماذج مما ارتكبتم بحق الجنود الدروز ولا نستطيع أن نستعرض الواقع كله وقد سبق ونشرت كتابا حول المظالم التي تعرضت لها الطائفة الدرزية حمل عنوان " المغلوبون على امرهم" احتجزتموه لمدة شهر قبل ان يطلق سرحة، كما الفت كتابا باللغة العبرية أصدرته لجنة المبادرة العربية الدرزية ترجمة إلى اللغة العربية الكاتب غالب سيف، حمل عنوان " كيف نواصل التنكيل بالطائفة الدرزية" ولا نريد هنا ان نحصي الجنود الدروز الذين قتلوا حتى داخل المعسكرات التي يخدمون فيها وفي كل مرة كنتم تزعمون بان الجندي انتحر او ان رصاصة طائشة قتلته..
عجب يعجب منه العجب، هؤلاء جنودكم!! ام ان كل من هو غير يهودي فلا بأس ان قُتل؟!! ترى هل اصبح القتل لديكم نمط حياة او مجرد هواية لا تستطيعون العيش بدونها؟.. هل مد اخطبوط السادية أذرعته في اعماقكم وتولى انفاسكم؟!!.
وماذا على الصعيد المدني، أتذكر بيتًا من الشعر جاء في مطولة جبران الشعرية " المواكب" يقول فيها:- وقاتل النفس مأخوذ بفعلته .. وقاتل الروح لا يدري به أحد
لقد اعددتم برامج دراسية خاصة بالطلاب الدروز، كان ذلك كي تقتلوا الروح وينشأ الطالب الدرزي على هواكم، بحيث لا يشعر بالانتماء وقد نجحتم إلى حد بعيد، شوهتم عقله ووجدانه حتى اضحى البعض كالفئران في غرف مختبراتكم وهو بالرغم من اضطهادكم له يعتقد بانه يعيش في بحبوحة!! ولكنه عندما يخرج إلى الحياة المدنية يجد ان بيته الذي بناه له والدة، عصارة تعب العمر، مهددًا بالهدم والملاحقات والغرامات وفي أفضل الحالات بعد مسيرة العذاب الطويلة ودفع الأموال الطائلة يمنع عنه إيصال بيته بالكهرباء، وهنا بودي ان اذكركم بان هناك عائلة عسفاوية، عائلة المرحوم نايف كيوف قضت بعد ان استعملت المولد الكهربائي الذاتي، ففي ليلة ظلماء تسرب الغاز داخل البيت وخنق افراد الاسرة، فهل هذا حرك فيكم ساكنه؟
أحب ان اذكركم انه عندما احترق احراش الكرمل قمتم ببناء محطة إطفاء بين عسفيا ودالية الكرمل كان ذلك بدون ترخيص وتم إيصال البناء بالشبكة الكهربائية، قلنا سابقا بان هذه الشبكة توصل الكهرباء إلى اقنان الدجاج وحضائر المواشي لديكم ولكنها تستثني حتى الجنود الذين خدموكم، عجب يعجب منه العجب، هل الدجاج والمواشي والأشجار أفضل من البشر عندما يكون هؤلاء من الغير يهود؟
رؤساء المجالس عندنا لم يستغلوا الامر من اجل استخدام ذلك كسابقة يمكن الاستفادة منها قضائيًا؟!! وكان يمكن رفع قضية للمحكمة الدولية في " لاهاي " إذا وجدت المحكمة العليا المبررات لهذا الاضطهاد؟
وما دمنا نتحدث عن واقعنا المدني فان الاستهتار بنا لا يقف عند حد، وهذا الاستهتار الذي اشرنا إلية عدة مرات والذي يدحض ادعاءاتكم بان من يخدم يحصل على حقوقه كاملة اثار حتى زلمكم فها هو السيد أكرم حسون يجرى مقارنات بين المستحقات التي يحصل عليها المواطن العربي في هذه البلاد، وقد تبين بان الوسط العربي من غير الدروز يحصل على اكثر مما يحصل عليه المواطن الدرزي من حيث الميزانيات للمجالس المحلية ومن حيث تحرير قسائم ارض للبناء وتوسيع مسطحات القرى، مفتت من الأرض التي صادرتموها، كما ان مساحة الأرضي التي صادرتموها منا تفوق مساحة الأرضي التي سلبتموها من غيرنا من الطوائف الأخرى من أبناء شعبنا.. ان ذلك يدل أن دل على شيء، يدل على خيانتكم حتى لمن يسير في فلككم، كان مخيرا او مجبرًا، يدل على مشاعركم البليدة، على افتقادكم لحس والمشاعر الإنسانية، وهنا نجد من الواجب علينا ان نعمل جاهدين على اعادتكم لتكونوا بشرا، شكلا ومضمونًا، فكفى مع القتل على كافة الأصعدة.. كفى حجزًا للمستحقات.. كفى استهتارًا بمن يخدمكم وبالبشر بشكل عام.. كفى سلبًا.. كفى نهبًا.. كفى اضطهادًا.. كفى قتلا للروح والجسد.
هادي زاهر