ما اعلن حول مشروع الشرق الاوسط الصغير والكبير ..... ومشروع اعادة توطين الشعوب ما بعد ما يسمي بثورات الربيع ..... ليس مجرد صدفة طارئة بقدر ما كانت تعبيرا عن مخطط مدبر .... من قبل الولايات المتحدة وبعض حلفائها .
السياسة لا تعبر عن جمعيات خيرية .... لكنها بالاساس تعبر عن أنظمة ومصالح تحدد مواقفها ..... من خلال حسابات دقيقة أساسها المصالح والاولويات ....حتى وان كانت لا تخضع لأخلاقيات بقدر ما تتطلبه من مصالح يراد تحقيقها حتي وان كان الثمن كبيرا وباهظا من غيرهم .....وليس منهم بطبيعة الحال .
المبعوث الامريكي غرينبلات والمسمي بأنه مبعوث السلام يتحدث أن القضية الفلسطينية ليس القضية الاساسية بل هناك قضايا اخري بحسب ما تم تخطيطه بما يسمي بثورات الربيع والذي قلنا وقال غيرنا بأنه الربيع الامريكي الاسرائيلي ..... متحدثا عن ما يجري في سوريا والعراق واليمن وغيرهما ..... وكأن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لم يعد قائما ولم يعد محتاجا لتدخل دولي لالزام دولة الكيان بقرارات الشرعية الدولية والزامها بمفهوم حل الدولتين ..... معتبرا هذا المبعوث الامريكي أن اسرائيل رمزا من رموز السلام والحرية وهذا بعكس الفلسطينيين هكذا المصالح والاولويات الامريكية والتي تنسجم مع الاحداث المتتالية والجارية على صعيد دولة الكيان ومشروع قانون القومية العنصري ....وما تم من نقل السفارة الامريكية الي القدس واعتبارها عاصمة لهذا الكيان .....وما يجري من محاولة شطب الأونروا لاغاثة اللاجئين وكانهم يعملون على شطب حق اللاجئين بالعودة وفق القرار 194 .
كل ما سبق في اطار المخطط المدبر فيما يسمي بصفقة القرن وما يجري الحديث عنه حول السياسة الامريكية لتوطين الفلسطينيين في اطار المشروع الاكبر الجاري تنفيذه ما بعد ثورات الربيع والمسمي اعادة توطين الشعوب .
جميعها مسميات لمشروعات ومخططات تم وضعها بعناية فائقة وبدراسة مستفيضة ..... وبحسابات دقيقة ....وببحث ميداني ..... والذي أوصل السياسة الامريكية الي الاستخفاف بقضايا العرب والذي جعل سفيرهم بتل أبيب يتحدث أن العرب ضعفاء ....وأنه لا ينفع معهم الا لغة القوة .
ضحكت امريكا على بعض المتحمسين والمتواطئين معها ..... بشعار الديمقراطية وتغيير الانظمة الديكتاتورية وتحقيق العدالة الاجتماعية واعتبروها مداخل براقة ..... لجذب الشباب العربي وشد أنظارهم ..... والسامعين لهم بمثل هذه الشعارات الكاذبة والتضليلية والمخادعة فكانت ثورات ما يسمي بالربيع ....وصناعة الازمات والقلاقل .... وحتي ادخال الارهاب التكفيري من أوسع الابواب لهدم الدول ومؤسساتها .... وانهاء قوة الجيوش وتشتيت الشعوب وتهجيرها .
مخطط أمريكي صهيوني بامتياز ...والمستهدف المنطقة العربية شعوبا وخيرات ومنابع نفط ..
امريكا واسرائيل حاولوا ان يصنعوا حالة الفوضي والفلتان الامني .... كما حاولوا ان يصنعوا عدو جديد اسمه ايران .... من خلال اثارة النعرات الطائفية وخلق حالة من عدم الاستقرار الامني ..... حتي يصب العرب بخانة أمريكا لحمايتهم من الغول الايراني ..... ومشروعاته التوسعية ...ومفهوم تصديره للثورة وللطائفية .
وقعت الاغلبية العربية في فخ المخطط الامريكي الاسرائيلي وبدرجات متفاوتة اليمن مشتعلة ....وليبيا غير مستقرة ....وسوريا على طريق الانقاذ والانتهاء من الوجود الارهابي ما بعد معركة ادليب الجاري الاستعداد لها ...... ومصر بحمد الله ورعايته وصحوة أبناء القوات المسلحة ومؤسسات الدولة والشعب المصري العظيم ..... والقيادة الحكيمة والمنتخبة ديمقراطيا .... برئاسة الرئيس السيسي استطاعوا تجاوز الازمة الخانقة والمخطط المدبر من خلال ارهاب تكفيري قام على صناعته تنظيم الاخوان المسلمين وبمساعدة بعض القوي التي كانت تري في اضعاف مصر قوة لها .
انقلب مخططهم ...ووجدوا انفسهم في الانفاس الاخيرة على أرض الفيروز سيناء ما بعد العملية الشاملة الجارية بطول وعرض الارض المصرية .
امام المشهد الاقليمي الذي يتعرض لمخطط كبير وشامل وبكافة تفاصيله المعلنة والخفية ...... يأتي دورنا بفلسطين ما بعد نكبة كبري وتهجير وتشريد احتلال واستيطان .... ليصنع لنا اسما جديدا اسمه الانقسام الاسود .... وللأسف الشديد تم صناعته بايدينا حتى وان كان بفكر غيرنا ..... ومساعدته والاستمرار بتغذيته لاحداث التفاعل بالازمات واتساعها .... وزيادة شقة الخلافات واحداث الانفصال والانفصام في الجسد الفلسطيني من خلال مخططات مدروسة .... من وجهة النظر الامريكية الاسرائيلية التي تساعد كثيرا على تنفيذ مشروعهم وصفقتهم .
أمريكا لا تنتظر احد .... لكنها تفعل ما تريد ...وتنفذ مخططاتها ...نقلت السفارة الامريكية واعترفت بالقدس عاصمة لدولة الكيان الغت معوناتها للاونروا للقضاء على قضية اللاجئين حسب وجهة نظرهم قطعوا المساعدات عن السلطة الوطنية لاجل اركاعها وتسليمها بالسياسة الامريكية يحاولون توطين الفلسطينين باماكن تواجدهم ....وعلى طريق شطب حق العودة ....كما يدفعون باتجاه يهودية الدولة والاقرار بقانون القومية العنصري ..... وما خفيه كان أعظم ..... بانهاء مفهوم حل الدولتين ..... بحسب تصريحات بعض المسئولين الإسرائيليين .
الامور تسير بخطي متسارعة ..... وعلى ايقاع المخطط الامريكي المسمي بصفقة القرن ولا زلنا نتجادل.... ولا زلنا محكومين بأجندة كل منا ....ولا نعرف أننا نسرق على مدار اللحظة ....وتطوي صفحاتنا صفحة بعد اخري ...ولا نعرف متي ستكون اليقظة .
الكاتب :/ وفيق زنداح