عقد منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال ( تواصل ) مؤتمره في العاصمة التركية اسطنبول يومي 17 – 18 / 2018 بحضور 65 دولة في العالم , وبمشاركة واسعة من الشخصيات الاعلامية والصحفية تحت عنوان : فلسطين تخاطب العالم , وقد خصص المؤتمر مساحة لقضية الأسرى ومعاناتهم في سجون الاحتلال .
المنتدى حاول من خلال جلساته البحث عن خطاب فلسطيني مختلف، وتطوير هذا الخطاب على المستوى العالمي لمواجهة الخطاب الاسرائيلي العنصري، وابراز الرواية والقصة الانسانية الفلسطينية في ظل هجمة الاحتلال المسعورة على حقوق شعبنا العادلة.
من هناك سمع العالم خطاب الأسرى المحشورين خلف القضبان، صوت القضية الأكبر انسانياً في المجتمع الفلسطيني، صوت الدبابات والجنود والاعتقالات اليومية، صوت التعذيب والضرب والتنكيل بحق الاطفال القاصرين، صوت المرضى الذين يصارعون الموت نتيجة الاهمال الطبي المتعمد، صوت الأسرى الاداريين وهم يواجهون سياسة تعسفية واجراءات محاكمة غير عادلة، صوت عمداء الاسرى القدامى الذين يقضون أكثر من ربع قرن من أعمارهم في السجون، صوت النساء والمعاقين والمعزولين والمشلولين وكبار السن، انه صوت شعب يقبع خلف السياج وبين الجدران يدفع سنين عمره وأرواحه من اجل الكرامة والحرية.
فلسطين قالت إنه لم يعد يكفي كلمة الاحتلال، بل دولة الاحتلال العنصرية الكولونيالية الفاشية الدينيَة الاستيطانية، دولة ابرتهايد تقام في المنطقة تشكل خطراً على السلم والأمن والثقافة و الديمقراطيات في العالم، وهي الأكثر طغياناً ووحشية في المنطقة، دولة تمارس جريمة الفصل العنصري بحق الشعب الفلسطيني.
فلسطين قالت ان اسرائيل بدأت تشرعن جرائمها بحق شعبنا الفلسطيني في اكبر حملة تشريعات عدائية وعنصرية للقانون الدولي ولحقوق الشعب الفلسطيني، وشمل ذلك على 15 قانوناً ضد الاسرى و المعتقلين آخرها قانون إعدام الأسرى، وقد حذرت فلسطين من محاولات المحتلين تجريم نضال الشعب الفلسطيني والمساس بشرعية مقاومته للاحتلال، وبمكانة الاسرى بصفتهم أسرى حرية ومحاربين قانونيين.
فلسطين قالت ان دولة الاحتلال تتصرف كأنها دولة غير محتلة، لا تلتزم باتفاقيات جنيف ولا بكل الشرائع والمواثيق الدولية، وان الضحايا الفلسطينيين حسب قوانينها تحولوا الى ارهابيين ومجرمين تطبق عليهم قوانين الموت والاجراءات الصارمة.
فلسطين قالت ان دولة الاحتلال الاسرائيلي تمارس الجريمة المنظمة وارهاب الدولة الرسمي بحق الشعب الفلسطيني، جرائم الاعدامات خارج نطاق القضاء، التصفيات الميدانية بديل عن الاعتقال، وانها تعتبر القتلة ابطالاً قوميين يستحقون الأوسمة ويحظون بالافتخار والدعم والتشجيع، دولة تدعم الارهاب اليهودي وارهاب المستوطنين وتقضي على السلام العادل بالرصاص والجرافات والحصار والاعتقالات الجماعية.
فلسطين قالت ان الأطفال الفلسطينيين مستهدفون بشكل متعمد بالقتل وحملات الاعتقال الواسعة التي تحولت الى ظاهرة يومية، يتعرضون للضرب والتدمير النفسي والروحي خلال الاعتقال والاستجواب، يحاكمون احكاماً رادعة بهدف تحطيم احلامهم ومستقبلهم ومستقبل المجتمع الفلسطيني.
فلسطين قالت لا يوجد جيش دفاع اسرائيلي، بل جيش القتل والقناصين وفرق الموت التي تقتل السكان المدنيين وتطلق الرصاص على المتظاهرين في مسيرات العودة في غزة، دولة الحواجز والمعسكرات والمخابرات والتحريض والكراهية وهيمنة الخطاب اليميني المتطرف، دولة تهدم الكيان الفلسطيني والهوية الوطنية بشكل منظم، لا تلتفت كثيراً للحسابات المرتبطة بالشرعية الدولية.
فلسطين قالت إن نظام المحاكم العسكرية الاسرائيلية ساهم في اطار تشريع ممارسات الاحتلال، من خلال توفير الغطاء القانوني والحصانة القضائية وسياسة الافلات من العقاب لمرتكبي جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية من الاسرائيليين.
فلسطين تساءلت لماذا لا تقاطع برلمانات العالم البرلمان الاسرائيلي؟ هذا البرلمان الذي تغول في سن قوانين معادية لحقوق الانسان وللعدالة والقيم الانسانية، لماذا لا تدرج اسرائيل على قائمة العار في الأمم المتحدة بسبب اعتقالها للاطفال؟ لا زال صوت الطفل احمد مناصرة وهو يتعرض للدهس والضرب الوحشي يهزَ ضمائر العالم، ولازلت صورة الطفل فوزي الجنيدي الذي اعتقلته كتيبة كاملة من جنود الاحتلال تثير الدهشة والصدمة في كل مكان.
فلسطين قالت ايها الاعلاميون اكتبوا عن جثث الشهداء المحتجزين رهائن لدى سلطات الاحتلال منذ سنوات طويلة، اكتبوا عن دولة تعاقب الأموات بعد الموت، وتعاقب اهاليهم المنتظرين المفجوعين، لا جنازات ولا قبور ولا مشيعين ولا أسماء.
فلسطين قالت أيها المؤتمرون لازال هناك شعب يقاوم بدمه وروحه وصموده وصلواته، يحمل الشمس في يمينه، والقمر في يساره، يرتدي كوفية ولا يرى سوى القدس العربية الاسلامية المسيحية عاصمة أبدية لدولة فلسطين.
فلسطين قالت الإعلام الجريء يستطيع أن يقيم دولة فلسطين المستقلة على الخارطة، ويستطيع ان يتحرك في كل فضاءات الدنيا، لتصبح هذه الدولة حقيقة واقعة على الارض.
فلسطين قالت أيها الاعلاميون اكتبوا واكتبوا الدم غزير، الجدارة عالية، الشهداء يملأون الصورة، يخرجون من تحت التراب وهم اكثر شهيَة للحياة الآتية.
بقلم/ عيسى قراقع