قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض، ان "ما أقدمت عليه حكومة الاحتلال من قرار بقرصنة أموال المقاصة الخاصة بالشعب الفلسطيني يأتي كحلقة من حلقات المسلسل الكبير الذي تقوم به الولايات المتحدة ودولة الاحتلال في محاولة لفرض الابتزاز على الشعب والقيادة الفلسطينية في كافة المجالات ففي المجال السياسي حاولت الولايات المتحدة ان تعقد مؤتمرا في واشنطن في آب الماضي وقبل أسبوع في وارسو في محاولة لتأليب الرأي العام وخلق مناخات في محاولة لرد الروح لصفقة العار(القرن) بعد ان أحبطت بفعل صمود الموقف الفلسطيني. "
وقال العوض خلال لقاء تلفزيوني ان "دولة الاحتلال تحاول ممارسة الابتزاز والضغط عبر قرصنة أموال المقاصة التي هي حق للشعب الفلسطيني والحجة التي اخذتها دولة الاحتلال لعملية القرصنة بان هذه الأموال ترسل لأبناء الشهداء والجرحى. فقوات الاحتلال تريد ان تضع القيادة الفلسطينية تحت وتيرة الضغط الاقتصادي في محاولة ابتزازها سياسيا لإجبارها بان تتنكر للرواية التاريخية للشعب الفلسطيني (وهذا لن يحدث)"
وأضاف العوض بأن" الموقف الفلسطيني الذي عبر عنه الرئيس الفلسطيني في اجتماع القيادة أمس هو موقف كل طفل فلسطيني موقف كل الشعب الفلسطيني "فالحرة تجوع ولا تأكل من ثديها" وبالتالي يجب ان يكون هناك سلسلة من الإجراءات التنفيذية لقرارات اتخذتها القيادة بالأمس لمواجهة هذه الهجمة الصهيونية الامريكية الجديدة في محاولة بائسة لإنعاش صفقة العار التي تهاوت في وجه الصمود الفلسطيني ".
وحول التحديات التي تواجهها القيادة الفلسطينية والدور المنوط بفصائل منظمة التحرير إزاء الجرائم الإسرائيلية، قال العوض ان "القيادة اتخذت بالأمس مجموعة من القرارات بثلاث مسارات ويتمثل المسار الأول العمل بمقاطعة البضائع الإسرائيلي بشكل كامل ولذلك مطلوب الان العمل الشعبي والجماهيري من اجل تفعيل لجان مقاطعة البضائع الإسرائيلية ونحن في حزب الشعب بدأنا منذ الامس التحضير لسلسلة من الاجتماعات مع كل فصائل م ت ف ومع اللجان الشعبية لتفعيل مقاطعة البضائع الإسرائيلية بشكل كبير حيث لن تتوقف الخسارة علينا نحن بل ستطال دولة الاحتلال فعلى دولة الاحتلال ان تدرك بان عدم قبولنا أموال المقاصة منقوصة سيكون هناك الاف الطلاب والعمال بلا عمل في الشوارع فهي تتحمل المسؤولية عن أي فوضى ممكن ان تحدث والاحتلال والمستوطنين هم الذين سيدفعون الثمن ".
اما بالنسبة للمسار الثاني أوضح العوض بانه يتمثل بالتحرك الدولي بمسارين الأول الاجتماع بالقناصل وسفراء الدول وتوجيه رسائل الى فرنسا والمسار الثاني هو التوجه للمحاكم الدولية التي تفرض على الاحتلال عدم المساس بالموال الشعب الفلسطيني وبالتالي
وأكد العوض بان هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض بها الشعب الفلسطيني لحروب سياسية واقتصادية وامنية لكنه صمد وكطائر الفينيق خرج من تحت الرماد
ودعا العوض فصائل منظمة التحرير تغليب القضايا الكبيرة على التكتيكات الصغيرة التي تضيع بها بعض الحسابات في خضم هذه المعركة. وأضاف ان البوصلة واضحة فهناك مواجهة محتدمة بين الشعب الفلسطيني من جهة ودولة الاحتلال والإدارة الامريكية من جهة أخرى ورأس هذه المواجهة هو منظمة التحرير وبالتالي الخيارات يجب ان تكون واضحة بدون لف او دوران فالاصطفاف واضح ولا اصطفافات غير ذلك فإما الاصطفاف مع الشعب ومنظمة التحرير او الاصطفاف مع المعسكر الآخر.
واردف العوض بان هناك العديد من القضايا الداخلية المحتاجة لنقاش لكنها تناقش بيننا داخليا اما الان فعلينا تعزيز الصمود في مواجهة الهجمة ضد الشعب الفلسطيني، فهذه الهجمة ليست بجديدة على منظمة التحرير فهي تتصاعد مع تصاعد المؤامرة ضد الشعب الفلسطيني.
وأوضح العوض بأن احد اهداف صفقة القرن هو شطب التمثيل الفلسطيني الموحد ويتم تنفيذ هذا الهدف من خلال سلسلة من الاجراءات التي تقوم بها دولة الاحتلال والولايات المتحدة بدءا من اغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن وصولا الى محاولة محاصرة القيادة الفلسطينية سياسيا واقتصاديا وامنيا وأضاف انه من المؤسف في هذا الجانب ان بعض الأصوات الفلسطينية تتناغم مع العزف الأمريكي على شطب التمثيل الفلسطيني الموحد وهذا ما شاهدناه بشكل مؤسف في موسكو فالوثيقة المقدمة من الروس سبق وان وقعت عليها هذه القوى في القاهرة لكن توقيت هذا النكوص هو المفاجئ
وقال العوض "لكل الذين ولدوا سواء كقوى سياسية او افراد بعد ان عبدت منظمة التحرير الفلسطينية طريقها بالدم والكفاح "فشرت عنيكو" ان تقفزوا فوق منظمة التحرير الفلسطينية فهذه منظمة كتبت تاريخها بدم الشهداء وعذابات الجرحى والاسرى في القدس والضفة ومخيمات الشتات"، وأضاف ان "الذي لم يدفع برأس المال في موضوع منظمة التحرير والكفاح الوطني لا يحق له المساومة فالقفز عن منظمة التحرير الفلسطينية لن يتم الا على جثثنا، فنحن الذين حملنا هذه الراية في الوقت الذي كان فيه الأخرون يولدون في أحضان الاخرين ".
وأكمل حديثه بالقول "لن يتم القفز عن منظمة التحرير الفلسطينية التي دافعت عن الشعب الفلسطيني في الأردن وسوريا ومخيمات لبنان وفي كل التلال والروابي والوديان التي دافعت عنها وحملت الراية في الضفة الغربية وقطاع غزة وحققت للشعب الفلسطيني مكانته وحافظت على الهوية التي حولت شعبنا من مجموعة طوابير من لاجئين الى حركة تحرر وطني لم يولد بعد من يتجاوزها وواهم من يعتقد ان تضحيات أبناء الشعب الفلسطيني ممكن ان تقايض لمكان هنا او مكانة هناك او ممكن ان تستخدم في سياق المحاور الإقليمية. ".
وقال العوض:" الذي حدث في موسكو هو محاولة إقليمية للقول لروسيا أنك لست الوحيدة التي ترتبين المنطقة من دول إقليمية أخرى منظمة التحرير خارج هذه الالاعيب منظمة التحرير هي الشعب الفلسطيني بأحيائه وشهداءه بأسراه وجرحاه منظمة التحرير هي فلسطين وفلسطين أكبر من الجغرافيا ومنظمة التحرير مظلتها العالم كله هكذا هي وهكذا وستبقى وسنعمل على تطويرها وتفعيلها حتى تقوم بدورها كقائدة لحركة التحرر الوطني الفلسطيني وتستمر بهذا الدور المعبد بدماء الشهداء وعذابات الجرحى والأسرى."
وقال العوض "هناك أصابع إقليمية مثلتها ايران التي حاولت ان تفشل الدور الروسي في المنطقة او على الأقل ان تقول لروسيا انها هي تمتلك الورقة الفلسطينية وتمتلك الورقة السورية واللبنانية لذلك في الوقت الذي كانت فيه روسيا تسعى لإحباط ما تخطط له الولايات المتحدة في وارسو للأسف كان هناك حسابات صغيرة عند بعض الدول الإقليمية التي حاولت ان تضعف الدور الروسي وبالتالي ضغطت لعدم صدور بيان يمكن روسيا من مواجهة الولايات المتحدة الامريكية التي تدعي انها تعيد ترتيب المنطقة والعالم هذه المسألة كان يجب ان يدركها الجميع وبالتالي كان يجب ان يمكن الأصدقاء الروس من هذا البيان ليقولوا انهم بصدد ترتيب المنطقة على أساس الندية مع الولايات المتحدة ".
وحول الانقسام قال العوض ان" دولة الاحتلال تدرك تماما انه بالوحدة الوطنية الفلسطينية ممكن ان نواجه كل المخاطر والتحديات وبالتالي هي تسعى بكل الاشكال لمنع الوصول لهذه الوحدة وقالها بيرس قبل موته ان أفضل انجاز لدولة الاحتلال على مدار 67 عام هو الانقسام الفلسطيني لذلك كل الذين يتمسكون بهذا الانقسام ويتخندقون في ملعبه هم يتقاطعون شاءوا ام أبو مع ما تريده دولة الاحتلال. "
وشدد العوض على أنه" امام منظمة التحرير الفلسطينية مسؤولية كبيرة بترتيب أوضاعها الداخلية بمختلف فصائلها لنواجه بشكل موحد كل هذه المخاطر والتحديات وكذلك مطلوب حكومة فلسطينية قادرة على تعزيز صمود المواطنين في مواجهة المخاطر الإسرائيلية الكبيرة وأيضا تفعيل كل عوامل القوة الفلسطينية في كل مكان وتفعيل الدبلوماسية الفلسطينية على مختلف انحاء العالم خاصة انه لدينا أصدقاء كثر يقفون الى جانبنا في مواجهة القرصنة والعربدة الإسرائيلية ".
وفي نهاية حديثه قال العوض "المعركة محتدمة اما ان يقف بعض المترددون مع الشعب الفلسطيني في معركته او على الأقل يكفون شر خناجرهم وسهامهم من الخلف".