لم يكن ينقصنا نحن أبناء الشعب الفسطيني سوى مشاهد متظاهري ارحل في قطاع غزة ، ومشاهد متظاهري بايعناك في الضفة الغربية ، حتى تكتمل اللوحة السوداء لسيل من المصائب والإحباط والقرف حد التخمة ، خصوصاً بعد جولة الحوارات الأخيرة في موسكو .
صحيح أن حجم المقترف من خطيئة بحق أهلنا في قطاع غزة من فرض لعقوبات متتالية أقدمت عليها السلطة ورئيسها السيد محمود عباس ، مست حياتهم المعيشية ، وزادت من معاناتهم ، أمر لا يغتفر . ومع أحقية الناس أن تعلي صوتها رافضة لكل تلك العقوبات التي أسهمت وتساهم في تضييق الحصار على القطاع ، ولكن ليس من المحمود أن تصل الأمور على شاكلة عناوين تلك المسيرة ، إلى الحد الذي لم يعد في مقدور أحد لملمة الأوضاع في الساحة الفلسطينية . وكنا نتمنى أن تبقى في حدود المطالب المحقة في رفع العقوبات وكل ما يمس أهلنا وشعبنا بالسوء ، ويسهم مع الاحتلال في حصاره للقطاع .
وفي المقلب الآخر ، أي ما شهدته الضفة من تظاهرات المبايعة لرئيس السلطة ، كان من الواجب أيضاً أن تتضمن شعارات بايعناك واخترناك ، شعارات تطالب السيد أبو مازن بوصفه رئيس السلطة برفع العقوبات فوراً عن أهلهم في قطاع غزة ، الذين يتضورون من الألم والمعاناة بسبب تلك العقوبات المتقاطعة مع حصار المحتل الصهيوني منذ ما يزيد عن 10 سنوات
ما جرى بالأمس في غزة والضفة يتناقض جذرياً مع مشاهد العزة والفخار لأهلنا في مدينة القدس ، في صمودهم وتصديهم لكل الإجراءات التعسفية والقمعية للمحتل الصهيوني وقطعان مستوطنيه ، ومنعهم من تمرير السيطرة على المسجد الأقصى ، وفتحهم لباب الرحمة دليل راسخ على إرادة شعبنا في القدس التي لا تكسر ولن تكسر أمام جرائم العدو الصهيوني وسياساته .
مشهد الأمس سواء في الضفة أو القطاع يدعو إلى القلق الجدي من انعدام أية احتمالات مستقبلية في إنهاء الانقسام والتوصل إلى مصالحة . وما جرى إعلان صريح للقطيعة والفصل بين الضفة والقطاع ، من قبل من وقف وراء تلك المسيرات ، بغض النظر عن المبررات أو الدوافع ، وهي بالتأكيد من خارج المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني .
بقلم/ رامز مصطفى