أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، عن الأسيرة خالدة جرار (56 عاما)، وذلك بعد قضاء 20 شهرًا في الاعتقال الإداري على حاجز عسكري سالم غرب جنين .
وقالت الأسيرة جرار إن الأسيرات في سجن الدامون يعانين ظروفا قاسية وسيئة للغاية منذ نقلهن إلى هناك، ويوجد عدد من الجريحات، ولا تتمتع الأسيرات بالخصوصية نتيجة وجود كاميرات مراقبة على مدار الساعة.
وأضافت جرار لحظة الإفراج عنها على حاجز سالم غرب جنين في لقاء خاص لـ"وفا"، اليوم الخميس، ان الأسيرات في السجن يشتكين من انتشار الرطوبة الشديدة في السجن، ما يؤثر على صحتهن، ويرفع عدد الحالات المرضية في السجن، خاصة مع وجود أسيرات جريحات لم تشف جراحهن بعد بشكل كامل، وبينهن الأسيرة شروق دويات، وأمل طقاطقة، وإسراء الجعابيص.
وأشارت إلى أن إدارة السجن لا تتجاوب معهن في القضايا والمطالب المشروعة قانونيا، وأولها وجود أماكن الاستحمام خارج الغرف، وهذا موضوع هام لأنه يتعارض مع خصوصية الأسيرات، وأن وقت الاستحمام يندرج ضمن وقت "الفورة".
وتابعت: "ان قوات الاحتلال تقوم بتقسيم الفورة بين الغرف بشكل منفصل، والإدارة هي من تقسم وتقرر من يخرج، ولا تمنح الأسيرات الوقت الكافي"، لافتة إلى أن إدارة السجن حتى الآن ما زالت ترفض إعطاءهن أغراضهن الشخصية المتمثلة بالصور والكتب والأوراق المكتوبة والرسائل، مشيرة الى عمليات النقل التعسفي للأسيرات من معتقل "هشارون" الى "الدامون، بعد خوضهن فعاليات نضالية مطلبية لمدة 62 يوما احتجاجا على نقلهن الى معتقل الدامون.
وأوضحت أن الأسيرات يعانين من سوء الأوضاع داخل الغرف، جراء الرطوبة العالية، وعدم وجود مياه ساخنة باستمرار، وتدخل الإدارة بمنع أي تجمع، إضافة الى عدم تعرضهن للشمس.
وناشدت جرار في رسالة حملتها من الأسيرات، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومجلس حقوق الإنسان، بالتدخل لدى قوات الاحتلال لوضع حد لمعاناة الأسيرات الفلسطينيات وظروفهن غير الإنسانية، ومراعاة خصوصيتهن في سجون الاحتلال، وفضح انتهاكات مصلحة سجون الاحتلال بحقهن من كافة الجوانب، مطالبة كافة مكونات شعبنا الى بذل مزيد من الفعاليات والحراك نصرة لقضيتهن الوطنية العادلة.
ونددت بإقدام سلطات الاحتلال على عملية القرصنة وسرقة أموال شعبنا الفلسطيني كمحاولة ضغط على القيادة للتنازل عن ثوابتنا الوطنية وفي المقدمة ملف أسر الشهداء والأسرى والذي لا يمكن التنازل عنه، كما أكد الرئيس محمود عباس والقيادة، ومحاولة لتمرير صفقة القرن.
وأشارت إلى أن الاحتلال تعمد على اطلاق سراحها مبكرا عن طريق معسكر سالم، بعد أن كان قرار الإفراج على معبر الجلمة، لمحاولة قتل الفرحة في قلوب الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أنه لأول مرة يتم اطلاق سراح أسيرة بسيارة خاصة دون تجميع الأسيرات كالعادة في "بوسطة" للنيل من فرحة شعبنا بتحرر الاسيرات.
وكان في استقبال الأسيرة المحررة، محافظ جنين أكرم الرجوب، وعضو المجلس الثوري جمال حويل، وعدد من المسؤولين وممثلي الفعاليات والقوى الوطنية، وذوو الأسيرة وقادة وكوادر الجبهة الشعبية.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، إنه وبعد الإفراج عن الأسيرة جرار يبقى في معتقلات الاحتلال (49) أسيرة، من بينهن ثلاثة أمهات لشهداء وهن: وفاء نعالوة، وسوزان أبو غنام، وسهير البرغوثي، علماً أن أسيرة واحدة تبقت قيد الاعتقال الإداري وهي فداء دعمس من الخليل.
وكانت سلطات الاحتلال قد مددت يوم 25 أكتوبر الماضي، اعتقال خالدة جرار لمدة أربعة شهور إداريًا، وذلك للمرة الرابعة على التوالي، علما أنها كانت قد حكت بالسجن لمدة15 شهرا في العام 2015، وشهرا واحدا عام 1989.