تجري في نيسان القادم الانتخابات للكنيست ، في ظل ظروف معقدة ومضطربة ، وفي ظل اوضاع سياسية واجتماعية واقتصادية سيئة للغاية ، لا تبشر بالخير بالآتي .
ومع اقتراب المعركة الانتخابية يحتدم التنافس والصراع والسباق بين الليكودي بنيامين نتنياهو ، وبين تحالف الجنرالات بقيادة الجنرال السابق بيني غانتس – لبيد ، الذي ينظر اليه على نطاق واسع في المجتمع الاسرائيلي بأنه يمثل تيار الوسط .
والواقع أن اليمين الصهيوني المعادي لشعبنا وقضيته الفلسطينية العادلة ، يشتد ويتصاعد ويتعاظم ، يسير ويتنافس للانضواء تحت مظلة الأحزاب والقوى اليمينية المتطرفة التي تتبنى الخطاب العسكري لكسب التأييد وحصد المزيد من الأصوات والمقاعد في الكنيست . بينما ما يسمى بـ " أحزاب اليسار " فهي في تراجع وانحسار كبيرين ، وتكاد يتلاشى أمام الكهانية والفاشية والليبرمانية .
ووفق التوقعات فإن الكثير من المراقبين والمحللين يرون أن الحكومة القادمة ستكون بالأساس حكومة وحدة وطنية بزعامة نتنياهو، ومكونة من الليكود ومن قائمة الجنرالات – لبيد .وهذه الحكومة ستسعى إلى تبني وتمرير صفقة بل صفعة القرن ، التي ستكرس الاحتلال للأراضي الفلسطينية .
وبخصوص الوسط العربي فما يسم هذه الانتخابات هو الشقاق الذي حصل بين مكونات القائمة المشتركة ، وما رافق ذلك من صراعات واحتكاكات ومناكفات واحترابات ، خصوصًا غداة تقديم القوائم الانتخابية . فضلًا عن الاتفاقات التي أبرمت بين الجبهة والطيبي ، وبين التجمع والحركة الاسلامية الجنوبية .
وثمة 4 قوائم أخرى ستخوض الانتخابات وستحرق الكثير من الأصوات ، لأنها لن تجتاز نسبة الحسم .
وفي تقديري أن القوائم العربية سوف تخسر الكثير من الاصوات والمقاعد ، ويتهددها الخطر الكبير ، وستذهب أصوات منها لقائمة " ميرتس " ، وفي المقابل ستكون مقاطعة قوية هذه المرة ، نتيجة الاحباط والغضب والسخط على القيادات السياسية ، التي أثبتت أن الكرسي أهم من المبدأ .
وفي تقديري أن من يتهيأ ليكون في اطار " الكتلة المانعة " هو واهم ، ويسير وراء سراب ، ويقع في فخ الاوهام والاحلام ..!!
وفي المجمل ، أن قوة اليمين ستتضاعف ، والأحزاب العربية ستفقد من قوتها ، والحكومة الاسرائيلية القادمة ستكون اسوأ من الحكومات السابقة ، وأكثر يمينية وتتطرفًا وتعنتًا وعنصرية ، ولن نشهد أي توجه فعلي نحو السلام مع الفلسطينيين ، بل ستعمل هذه الحكومة على ابتلاع المزيد من الأراضي ، وتكثيف الاستيطان ، وتكريس الاحتلال الكوليونالي في المناطق الفلسطينية .
بقلم : شاكر فريد حسن