زيارة نتنياهو لأمريكا ولقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأتي في غمرة وذروة الحملة الانتخابية في اسرائيل ، وتشكل مؤشر واضح على طبيعة العلاقة اللصوصية التي تربط بينهما . وأيا كانت المسائل والعناوين المتعددة التي سيبحثانها في لقائهما ، إلا أن الموضوع الانتخابي هو الاكثر حضورًا في هذا اللقاء ، إضافة إلى موضوع السيادة الاسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة يحتل العنوان الأبرز الآخر .
ومما لا شك فيه أن ترامب يتدخل في الانتخابات الاسرائيلية لصالح نتنياهو ، ورغبته في أن ينجح ويصل إلى سدة الحكم من جديد وتشكيل الحكومة الاسرائيلية القادمة ، بهدف استكمال مشروع " صفقة القرن " ، ومخططات الدمار والفوضى الخلاقة في العالم العربي . ولذلك فتصريحاته بخصوص الجولان في هذا الوقت بالذات هي بمثابة دعم سياسي وانتخابي له .
موقف ترامب من السيادة الاسرائيلية في الجولان ، يؤشر على اكثر من عنوان وهدف يتصل بمستوى عمق العلاقة بين واشنطن وتل أبيب ، ويكشف حقيقة مدى النفوذ الصهيوني في دوائر صنع القرار الأمريكي . لقد هزم المشروع في سورية بفضل الصمود الاسطوري والقتال البطولي للجيش السوري ، والتفاف الشعب السوري حول قيادته الأسدية ، وعليه فالولايات المتحدة بتصريحات ترامب تسارع إلى تحقيق ضم الجولان لإسرائيل عن طريق القرصنة .
وفي الواقع أن الولايات المتحدة لم تكن لتجرؤ على اتخاذ المواقف العدوانية ضد الشعوب العرب وتجاه قضية الشعب الفلسطيني والانحياز التام لسياسيات الحكومات الاسرائيلية ، لولا حالة التبعية المزرية لغالبية الانظمة العربية الحاكمة وهرولتها نحو التطبيع مع المؤسسة الاحتلالية الصهيونية ، وتواطؤها لتصفية القضية الوطنية الفلسطينية ، وسعي البعض منها لإنشاء حلف مشبوه تقوده امريكا واسرائيل .
الامبريالية الامريكية تزداد شراسة وعدوانية وعداءً للشعوب وحرياتها كلما شعرت بتراجع دورها ونفوذها في ظل العالم الجديد متعدد الاقطاب ، وكلما اخفقت وفشلت في تنفيذ مخططاتها العدوانية وفرض سيطرتها في المنطقة العربية والعالم . ولذلك هناك حاجة وضرورة ماسة لتضافر قوى وحركات التحرر العربية والعالمية للتصدي للمشاريع الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية ، واتخاذ مواقف أكثر صلابة وشراسة ضد التصريحات والمواقف الامريكية العدوانية ، التي تتجلى أكثر وضوحاً في اللقاء بين القراصنة ترامب ونتنياهو .
بقلم/ شاكر فريد حسن