ماذا أعددنا من خطط وبرامج نحن الفلسطينين لمواجهة ضم الضفة وصفقة القرن؟ فتصريحات "نتنياهو" الاخيرة حول نيته ضم الضفة الغربية، ليست من باب الدعاية الانتخابية، وان كانت تساعده في جذب المزيد من اصوات الناخبين، كونها حقيقة واقعة لا محال في ظل الضعف والانقسام العربي والفلسطيني الحاصل والذي يدمي القلب.
لنتذكر معا انه عندما قام جيش الاحتلال باحتلال الضفة الغربية، قال قادته بصريح العبارة، بانهم سيعطوا الفلسطينيين مستقبلا حكم ذاتي للتجمعات الكبرى من السكان وهو ما حصل ويحصل على ارض الواقع.
ما يرديه "نتنياهو" هو عدم تحمل عبئ ومسئولية ثلاثة مليون فلسطيني في الضفة الغربية، ولتجنب ذلك سيعمل على ضم الضفة دون سكان، والفائدة من السكان الفلسطينيين وبرغم انهم الاصليين منذ مئات والاف السنين، والاسرائليين هم الدخلاء والمحتلين، هو خدمة ماكنة الاحتلال الصناعية، وبعض الاعمال مثل كنس شوارع المستوطنات وتل ابيب.
يا للهوان! ما هي النتيجة لاتفاق "اوسلو"، هي كما ترون، الضفة ستكون بلا دولة كما اوهموا الشعب قبل 25 بتوقيع اتفقاية "اوسلو"، وهي مجرد كانتونات معزولة تغلق متى شاءت مجرد مجندة صهيونية أتت من بولندا او روسيا او حتى من ارتيريا باثيوبيا، وتوقف من تريد من الفلسطينيين بمجرد حركة من اصبعها وكفها على الحواجز.
اذن الصورة هي هكذا: سكان الضفة يعملون في كنس شوارع المستوطنات ويعلمون في تل ابيب والمناطق الصناعية الكبرى، وسيكون ثلاثة مليون فلسطيني في خدمة دولة الاحتلال، ومجرد عبيد ولكن بصورة محسنة بشكل طفيف.
قد لا يروق التحليل والتوصيف السابق للبعض، ولكن الحقيقة احيانا تزعج كونها تضرب في العمق، وتفتح جراح ما كسبت ايدي البعض بغير حق، ومن عنده توصيف غير هذا فاليتحفنا به ونحن له من الشاكرين.
صفقة القرن واضحة للعيان وهي ضم الضفة ودويلة بغزة، وهذا يرفضه كل حر وشريف، والتسويق ان مقاومة غزة تدجن للقبول بها، او ستقبل بها هو من قبيل المناكفات، والضعف في الطرح، فاصلا اكبر عقبة تواجه مخططات صفقة القرن، هي المقاومة، وهي سبق وافشلت "شرق اوسط جديد"، وما يفيد ويعجل صفقة القرن هو بقاء الحال على ما هو عليه في الضفة، من تغول استيطاني وطرد وتهجير المقدسيين والضفة خاصة في مناطق "ج".
في كل الاحوال هذا ما يخطط له الاحتلال، وما يفرضه على ارض الواقع، ويمكن بحالة واحدة افشاله وهو سرعة الوحدة واتباع نموذج جنوب لبنان وغزة، فالاحتلال لا يفهم لغة المفاوضات طيلة 25 والتي كانت نتيجتها لصالحه، بل يفهم لغة القوة التي فهمها جيدا من خلال المقاومة بجنوب لبنان وغزة، والتي اجبرته على الانسحاب ذليلا صغيرا.
بقلم/ د. خالد معالي