حين يبكي التاريخ فإنه يبكي على حال أمة وعلى مأساة قد حدثت وعلى ظلم قد وقع وعلى إنسانية قد قهرت وعلى شعوب حرة قد أذلت هكذا يبكي التاريخ ، وللتاريخ وقفات ولبكائه وقفات في حياة الشعبالفلسطيني بل الشعوب العربية والإنسانية جمعاء .
حين يهرب الضمير من بكاء التاريخ وتزور الحقائق وتقلب المعايير فإن الحدث يفرض نفسه بوقائعه المؤلمة وبمعايير تختلف عن الهروب المصحوب بالضجيج ، مازال العالم المنافق يتحدث عن الهلكوست الذي مورس بحق اليهود في الحرب العالمية وما قبلها ويتحدثون عن معاناة اليهود ومن خلال هذا الحديث والضجيج توقف التاريخ ليفرض على الشعب الفلسطيني والشعب العربي حل لمشكلة الهلكوست كما يدعون بإقامة دولة يهودية صهيونية فاشية عدوانية على أرض فلسطين ويبدأ التاريخ يبكي ويسجل في طياته بالدموع عذابات الشعب الفلسطيني والهلكوست الذي يمارس ضده منذ إنشاء الكيان المغتصب لفلسطين هلكوست في كفر قاسم ، هلكوست في دير ياسين ، هلكوست في جنين ، هلكوست في المسجد الإبراهيمي ، هلكوست في المسجد الأقصى وهليكوست مذبح الشجاعية والسلك الشائك ، ومن الذي يمارس هذا الهلكوست على الشعب الفلسطيني انها عصابات الاحتلال الصهيوني لفلسطين وهلكوست أيضا ً مورس في قانا وبحر البقر هكذا المفهوم الهمجي للسياسيين الدوليين حينما قرروا إنشاء دولة الصهاينة على الأرض العربية الفلسطينية .
النكبات الفلسطينية و الجريمة المعلقة في ضمير الإنسانية والمجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنا ً أمام هذه الكبات الفريدة من نوعها الهمجي ، هكذا هي النكبة و التاريخ يتحدث ولحديث التاريخ عدة محطات ولأن الشعب الفلسطيني مازالت تنهال عليه المؤامرات داخل الوطن وكل ما حدث او ما يمكن أن يحدث في أي لحظة تحت شعار ونغمة الشرق اوسط الجديد اي شرق اوسط بامن ويد طولى لاسرائيل ويمكن أن يحدث بشكل أو بآخر في نطاق عمليات تصفية القضية الفلسطينية وحقوق اللاجئين فمازال هناك بكاء للتاريخ ولأن القوى الدولية مازالت تصر على تحالفها المطلق مع الصهيونية العالمية وعلى حساب الشعب الفلسطيني ومآسي الشعب الفلسطيني.
لماذا تبقى ذاكرة الشعب الفلسطيني والشعب العربي في ديمومة مستمرة نحو ما مورس من هلكوست للشعب الفلسطيني ببساطة لأن الشعب الفلسطيني يصنع من مأساته كل ركائز الصمود والتحدي للواقع المؤلم لحال الأمة وللواقع المؤلم للضمير العالمي .
إن الشعب الفلسطيني يواجه الآن أكبر عملية هلكوست في تاريخ الإنسانية ، هذه العملية التي تريد أن تقتل التاريخ وبكاء التاريخ تحت مظلة السلام المزعوم مع القتلة ، إنهم يبرمجون على تشريع الاغتصاب تحت بند التطبيع والحلول الملفقة يريدون من هذا أن يقتلوا ذاكرة التاريخ وبكائه على ما حدث للشعب الفلسطيني ولكن سيبقى التاريخ في محطاته يذكر أن الشعب الفلسطيني يتجاوز المحن بقدرة واقتدار ولتبقى ذكرى نكباته عهداً من عهود الوفاء والصبر والمثابرة والمقاومة لكل المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية .
بقلم/ م. سميح خلف