إن الأيام المقبلة عصيبة، والمؤامرة شرسة ومتنوعة والمطلوب من أبناء الشعب الفلسطيني بفصائله وقواه السياسية، الالتفاف حول قيادته للوقوف في وجه المؤامرة الاسرائيلية الاميركية وان ما يجري يستوجب التوحد ضد هذه المخططات التصفوية والعمل على تعزيز العلاقات الجماهيرية وإعادة بناء الخلية الاولى والتوحد والالتفاف حول القيادة الفلسطينية ليكون الموقف الجماهيري صلب موحد لا يلين، ومن منطلق حرصنا على ضرورة تفعيل العمل الجماهيري فى قطاع غزة والضفة الغربية وأماكن تواجد الشعب الفلسطيني من اجل مواجهة مؤامرة صفقة القرن وجميع مؤامرات التصفية التي تستهدف النيل من نضال الشعب الفلسطيني يجب علينا العودة الى مضامين العمل الجماهيري وإعادة صياغة العلاقات الجماهيرية ما بين الطليعة الكفاحية والجماهير الفلسطينية، ومن اجل ضمان استمرار ونجاح العمل الجماهيري، لا بد ان نسلط الضوء هنا علي ابجديات العمل الجماهيري الناجح والذي يبدأ من الخلية الاولى التي هي الاساس الثابت لقواعد البناء الهرمي والمؤسساتي لمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الفلسطينية .
ان تشكيل خلايا العمل التنظيمي الجماهيري والمؤسسات الشعبية يعد من ابجديات العمل الناجح والهادف الى تحقيق التوازن في العلاقات التنظيمية وتفعيلها فى اطار العلاقة ما بين القاعدة التنظيمية والقيادة الفلسطينية وخاصة فى ظل الظروف الصعبة التي شهدتها ساحات العمل التنظيمي في الاراضي الفلسطينية المحتلة وقيام سلطات الاحتلال الاسرائيلي بممارسة سياسة الاعتقال الاداري وأقدامها وبشكل يومي على ملاحقة واعتقال المئات من الشباب الفلسطيني والزج بهم في سجونها .
ان قواعد العمل التنظيمي والجماهيري لم تكن يوما من الايام وعلى مدار تاريخ الثورة بالمقرات ولا بالمكاتب، بل كانت ثورة تنطلق من كل بيت فلسطيني ومن بين شوارع وأزقة المخيمات والمدن الفلسطينية عبر تشكيلات خلايا العمل التنظيمي والجماهيري، وأننا اليوم بحاجة ماسة الى اعادة هذه العلاقة من اجل التصدي لمؤامرات صفقة القرن والعمل على اعادة انتاج وتشكيل خلايا العمل الجماهيري والتنظيمي وانتشارها وتشعبها حيث انه كفيل بإعادة القوة الكامنة للثورة وتوحيد الجهود الوطنية وإنتاج العمل المنظم الناجح الذي يبدأ من الخلية الاولي .
لقد كانت الثورة دوما عبر مسيرتها النضالية هي صمام الامان والحصن الرصين لمقدرات النضال الوطني الفلسطيني، حيث يتطلب في هذه المرحلة توحيد الجهود وبذل كل الامكانيات من اجل بناء المؤسسات الشعبية وانتشارها بشكل افقي وبتوزيع جغرافي متكامل من اجل ضمان العمل التنظيمي وفقا لقواعد المسلكية الثورية فى مجال العمل التنظيمي والجماهيري .
إن التاريخ لن ولم يرحم كل من يحاول المساس بقدرة الشعب الفلسطيني والعبث بالمقدرات النضالية وأهداف الثورة ومكاسبها وإنجازاتها الوطنية التي تحققت بعطاء الشهداء وتضحياتهم خلال مسيرة امتدت أكثر من خمسين عاماً قدمنا فيها الشهداء تلو الشهداء والقافلة مستمرة فهذه الحقيقة ليست حبراً على ورق ، وهذه الكلمات التي نكتبها ليست لتجميل المقال أو الكتابة بعبارات تدغدغ المشاعر بل هذا هو الواقع الذي تعيشه الثورة الفلسطينية بقوة وإيمان راسخ بالعدالة والمنهجية الوطنية التي يجب أن تنطلق لتنهض وتستمر للحفاظ على وحدة الموقف الفلسطيني من أجل مستقبل أجيالنا ومستقبل الدولة الفلسطينية المستقلة .
من خلال حرصنا على المستقبل ومن أجل وحدة الموقف الفلسطيني اننا نناشد الجميع بالامتثال إلى قاعدة الديمقراطية المركزية والمركزية الديمقراطية وممارستها بعيداً عن المصالح الشخصية والذاتية ومن أجل تحقيق اهدافنا الوطنية المتكاملة وانجاز الحلم الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية التي تتعرض للهجوم والتصفية حيث تشتد المعركة شراسة ووحشية ومن أجل أن تكون هي الجماهير موحدة وعلى قلب رجل واحد وفي مقدمة المعركة لتنتفض وتواجهه مؤامرات صفقة القرن وكل مشاريع الوهم البائدة، يجب علينا أن نعمل ونخوض عملية البناء للخلية وفي كل المواقع ومجالات الحياة المجتمعية من عمال وطلاب ومحامين ومهنيين وصحافيين وإعادة بناء الاطر الجماهيرية فهذا هو المناخ الطبيعي والاتجاه الحقيقي للوحدة الوطنية الفلسطينية ولضمان النتائج الإيجابية بعيد عن المزاجية والمصالح الخاصة والتي أدت الى تكريس الانقلاب والتفسخ وشرذمة الموقف الفلسطيني وأننا جميعاً ندرك الحجم الطبيعي لقوة الموقف الجماهيري الفلسطيني إذا ما تم تجسيد الوحدة والعودة للعمل بين الجماهير من اجل فلسطين صانعة ثورة المستحيل .. الثورة التى انطلقت من رحم معاناة ابناء شعبنا والتي شهد لها الجميع بأنها لا تعرف المستحيل .
إننا ندرك حجم القاعدة الجماهيرية العريضة التي اسستها الثورة ومنظمة التحرير الفلسطينية على مدار النضال الوطني وحاجتنا الماسة الى العمل الجماهيري المعمق وليكبر بنا العطاء ولتكبر بنا فلسطين فكراً ونهجاً وتجربة من أجل مستقبل أجيالنا القادمة.
إن جماهير شعبنا وفي كل المواقع مطالبون اليوم ووفاءً منهم لدماء الشهداء ووفاءً للزعيم الخالد الشهيد ياسر عرفات وحرصا علي وحدة الكل الوطني، مطالبين جميعاً بالوقوف وقفة رجل واحد رافعين شعار الوحدة، رافعين شعار علم فلسطين علم واحد وهو الغطاء والراية لموجهة صفقة القرن وان نكون وحدويين موحدين في ظل المواقف الصعبة والعصيبة التي تعصف بنا والتي تهدف الى تدمير هذا التاريخ والنضال والمشروع الوطني الفلسطيني.
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]