ثمة ماهو مهم ان يذكر قبل الخوض في عمل لجنة التكافل الاجتماعي وانجازاتها ومواصلتها على طريق اعادة البناء الوطني لابد ان نذكر الاتي :
منذ عام 2011 انبثقت الفكرة لدى القائد الوطني محمد دحلان والاخ سمير المشهراوي واخوة اخرين وبقناعة كاملة بان الطريقة الكلاسيكية في انهاء الانقسام والاتفاقيات المبرمة لن تحل عقدة الانقسام وبالتالي منيت من قبل الطرفين في رام الله وغزة بالفشل الذريع ولذلك كانت رؤية الاخوة هي اختراق لحالة الانقسام السيكولوجية وما ترتب على ذلك من ثقافات متضادة كل يشحن من طرفه ضد الاخر وهي عقدة وطنية بحد ذاتها ولذلك خطى محمد دحلان الخطوة الاهم والاقوى برغم ان لجنة المصالحة الوطنية مقرة في اتفاق القاهرة بين الطرفين وان لم تتحقق المصالحة سياسيا ً وامنيا ً ونظاما ً فقد اقدم محمد دحلان ورفاقه الى اهم عناصر يمكن ان تضع ارضية لانهاء الانقسام على طريق الوحدة الوطنية ، لم تكف المحاولات وبكل الوسائل سواء بتفاهمات جانبية او تفاهمات معلنة عبر مبادرات متعددة وخرائط وطنية متعددة طرحها الاخ محمد دحلان والاخ سمير المشهراوي عبر فضائيات مختلفة ولم يكن الطرح قولا بل كان فعلا وعملا وصراحة ومضمونا ووفاءا واخلاصا لجزء مما تبقى من الوطن المتمثل في قطاع غزة والذي تضرر بنسبة 100 % من الانقسام ، ومازال الانقسام بكل ظواهره ياكل في جسد الشعب الفلسطيني في غزة ، وهنا لا ننفي ان الانقسام قد انعكست مظاهره السلبية بل الكارثية على مجمل الواقع الفلسطيني الثقافي والاقتصادي والنفسي واينما وجد الفلسطيني.
من هنا كان لابد ان ننظر بعمق للجنة الوطنية للتكافل التي تضم الفصائل الفلسطينية والتي تعمل بنزاهة وان كان الممول الرئيسي لها الاخ ابو فادي ودولة الامارات بقيادتها العظيمة التي لم تتوانى لحظة في رفد كل التوجهات من اجل دعم صمود شعبنا سواء من خلال التيار الاصلاحي في داخل حركة فتح او من خلال جمعية فتا التي تراسها الدكتورة جليلة دحلان .
لجنة التكافل كسرت الحاجز السيكولوجي والذي عمل عليه البعض لتكريس الانقسام والمصالح ، ولذلك قامت لجنة التكافل باعطاء اولوية لتهدئة النفوس بين ابناء الشعب الواحد وهي رواسب مؤلمة خلفها الانقسام عام 2007 ، وهنا هناك من يريد ان يعيدنا للماضي ونقول هنا ايضا ً ان الشعوب لا تقف عند الامها واحزانها بل يجب ان تتجاوزها من اجل بناء مستقبل جديد ووضع لبنات سلم اجتماعي دائم وهذا ما اكده القائد الوطني محمد دحلان والقائد الوطني سمير المشهراوي في اكثر من لقاء ، وهنا لسنا بصدد التركيز ايضا ً على بعض الحمقى الذين يثيرون التعصب والالام ، فلقد قالا بان الجميع كان مخطا ً والخطأ لا تتحمله جهة معينة فقط ، بل اعتقد وبتصوري الشخصي ان الجميع وقع في فخ دبرته جهات اخرى تعمل على استدامة الانقسام وترفض وضع اي تنازلات من اجل وحدة بواقي الوطن وترفض ان تعيد دراسة برنامجها الفاشل الذي اوقعنا في حفرة او جرف عميق تحت ذريعة كل المبررات التي يطرحونها والتي ادت الى افشال طاقات الشعب الفلسطيني ، وافشال حركة فتح وترهلها وانفلاشها وانقسامها ، هم هؤلاء الذين ساهموا في تدبير هذا الانقسام الى ان وصل الواقع المر الى التصريح العلني من قادة امريكا والاحتلال بضم 06 % من الضفة وفي ظل فقدانهم كل الاوراق ، فلا اوراق قوة لديهم الان ، وفي حالة تغييب الاسلوب التعبوي والتوعوي للشعب الفلسطيني ،وينتظرون المجتمع الدولي ليفك عقدهم وازماتهم !
ولذلك من يعمل على الارض من اجل قيادة حركة فتح الواحدة الموحدة وارساء الوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة والبرنامج الموحد ولو بالحد الادنى الذي يصون الحقوق ويسلط الموقف الداخلي الفلسطيني ويعزز الموقف الخارجي ضمن برنامج منظمة التحرير الفلسطينية التي لا يمكن باي حال من الاحوال ان تتعارض مع مصالح الشعب الفلسطيني بل المنحرفون خرجوا عن برنامجها وبرنامج طموحات هذا الشعب .
التفاهمات التي تمت في القاهرة بين قيادة التيار الاصلاحي والاخوة في حماس والتي اتفق فيها الطرفين على تجاوز الماضي ووضع تفاهمات دائمة من اجل مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته التي تتعرض لمؤامرات خطيرة وفشل التيار الرسمي في معالجة كل تلك الازمات ومواجهة المؤامرات ، لم يكن العمل الانساني منفصلا عن العمل الوطني بل اعتقد ان العمل الانساني هو جوهر الالتزام الوطني الذي يحقق فكفكة ازمات هذا الشعب وخاصة في قطاع غزة وما خلفه الانقسام من تبادلية الحقد واسالة الدماء في عام 2007 وهو المهم ومعالجة الحالة الانسانية البطالة والفقر هي تلك التبويبات التي تجمع ولا تفرق وهي من الاهمية لمعالجة ملف اولياء الدم ، فلقد قامت لجنة التكافل الاجتماعي في مرحلتها الرابعة اليوم الخميس الموافق 20/6/2019 بارضاء 40 اسرة في غزة وفي المرحلة الرابعة لعملها واستئناف نشاطاتها وفي عرس وطني من الصفو الاجتماعي والانساني شعر به الجميع في لحمة وطنية واحدة وتجاوز اثار الالام ولفتح صفحة جديدة من التعاون بين كافة الفئات من اجل مصلحة شعبنا في غزة وهنا نثمن دور هذه اللجنة وعمق مسؤوليتها الوطنية ، فلا مكان للمشككين ولا مكان للذين يريدون لشعبنا ان يكون اسيرا للماضي ونحو سلم اجتماعي شامل ونحو معادلة وطنية بمنية على الشركة والاحترام لكي نبني مستقبلا ً واحدا لشعبنا واحد ونحو دولة واحدة وعلى الجغرافيا الفلسطينية تتجاوز الفاسدين والمفسدين والحاقدين واسرى الماضي .
بقلم / سميح خلف