حملة تبحث عن “مسلمين لهم جذور يهودية من جهة الأم أو الجدة“ لإعادتهم

كشف النقاب عن نشاط منظمة إسرائيلية في منتديات التواصل الاجتماعي تبحث باللغة العربية عن "مسلمين لهم جذور يهودية، من جهة الأم أو الجدة"، لإعادتهم إلى اليهودية" خاصة في العالمين العربي والإسلامي.
المنظمة الزاعمة أنها غير صهيونية تقول إنها تهدف إلى منع "اليهود المسلمين" من الاندماج في المجتمعات التي يعيشون فيها، وإعادتهم إلى اليهودية، معتبرة ما تقوم به مجرد مقدمات لخطوات لاحقة، بضمنها نقلهم إلى البلاد. ولهذا الغرض، توظف المنظمة الإسرائيلية المغني اليهودي من أصول شرقية زيف يحزقئيل للتوجه الى "جمهور الهدف" بلغته، ومن خلال الأغاني العربية أيضا، وهو اليوم قائد للحملة.
وطبقا لما أوردته صحيفة " معاريف " فقد سجلت المبادرة " نجاحا مفاجئا " في حملة باللغة العربية بدأت في حزيران/ يونيو الماضي على شبكة التواصل الاجتماعي. وتتوجه الحملة إلى "المسلمين ذوي الجذور اليهودية، بحسب الشريعة" لإعادتهم إلى "الشعب اليهودي".
وينظم هذه الحملة "غير المسبوقة" منظمة "ياد لحيم " (يد للإخوة) التي تعرف نفسها على أنها منظمة تعمل كل ما بوسعها "من أجل عدم ضياع أي يهودي"، وأنها تحارب الاندماج والانصهار، وتعمل على "تكريس قيم اليهودية". وطبقا لما نشر حتى الآن ترتكز الحملة على المقولة إن "اليهودية تنتقل من الأم إلى أبنائها، وإذا كانت الأم أو الجدة (والدة الأم) يهودية، فإن الأولاد والأحفاد يكونون يهودا أيضا. ويستدل من معطيات هذه الحملة أنها تطمح الى لوصول إلى "أولئك المسلمين الذين كانوا يهودا، بحسب الشريعة، ومحاولة إعادتهم إلى الشعب اليهودي". كما يستدل أن للحملة أصداء، حيث توجه مسلمون من دول عربية، مثل الأردن ولبنان واليمن إلى المنظمة الإسرائيلية.
الشاعر والمغني الإسرائيلي، زيف يحزقئيل، الذي يتقن اللغة العربية، ويعزف ويغني أغاني لأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، هو منسق الحملة هذه وهو معروف لدى أوساط عربية. ويتوجه يحزقئيل إلى مشاهديه وهو يحمل العود بيده، وهو يقول "من كانت أمه أو جدته يهودية، فهو يهودي، الشعب اليهودي يريد عودتكم بأذرع مفتوحة.. هذه فرصة لكل من ولد لأم يهودية، ليقول لنفسه إنه يريد تجديد العلاقة مع الخالق… فإذا كنت ابنا لأم يهودية، فقد حان الوقت لتبدأ حياتك من جديد".
ويشير أحد قادة المنظمة، الحاخام شموئيل ليفيشتس إلى أن المنظمة لا تحاول "تهويد مسلمين، لأن اليهودية تعارض ذلك"، مضيفا أن المنظمة لا تريد لأي مسلم أن يغير دينه، وإنما يتركز نشاطها "مع اليهود، بحسب الشريعة، المعنيين بجذورهم اليهودية "، زاعما أن هدف المنظمة ليس بالضرورة تشجيعهم على الهجرة إلى البلاد، حيث يقول إن "المنظمة ليست صهيونية، ولا يظهر تشجيع الهجرة إلى البلاد ضمن أهدافها".
وتوضح المنظمة أنها تلقت توجهات غير قليلة بسبب شريط يحزقئيل، زاعمة أنه قد وصلها، حتى اليوم، أكثر من 1000 توجه من كافة أنحاء العالم الإسلامي، وأيضا من إسرائيل ومن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. ويقول ليفشيتس إنه يتم فحص كل طلب بعمق للتأكد من وجود "جذور يهودية"، مشيرا إلى أنه هناك نحو 30% من التوجهات في مراحل فحص متقدمة للكشف عن "الجذور اليهودية"، وأن هناك الكثير من التوجهات التي لم يتمكن أصحابها من إثبات علاقتهم باليهودية ما يمنع تحقيق تقدم.
وتقول المنظمة إنها لم تتوقع هذا العدد من التوجهات، وإنه سينشر عما قريب شريط آخر في شبكات التواصل الاجتماعي يقدمه يحزقئيل، نظرا لإتقانه اللغة العربية وشهرته في العالم العربي. ويقول إنه سبق وأن دعي إلى المغرب ومصر وتونس ودبي والكويت، وإنه تلقى رسائل خاصة من أناس في العالم العربي، مثل سوريا والعراق والأردن واليمن.
وأشار التقرير إلى أن يحزقئيل متحمس لإعداد أشرطة أخرى، وذلك بداعي أن "شبكات التواصل الاجتماعي أحدثت ثورة تتيح الوصول إلى كل شخص ". ويدعي يحزقئيل أن "غناءه باللغة العربية يقلل من العداء للسامية"، وأن "الموسيقي تخفض مستوى الكراهية". وتشير المنظمة أنه في أعقاب نشر الشريط، توجه شخص يدعى "نبيل" (42 عاما) من عمان إليها زاعما أن "والدته يهودية وجدته يهودية من أصول عراقية، وأنه لم يكن يعرف أنه يهودي، خاصة وأنه بحسب الإسلام فإن الديانة تكون بحسب الوالد. ويضيف نبيل أن اكتشاف "يهوديته" دفعه لفحص ذلك، وأن "المشكلة الوحيدة هي أنه لم يعد له أية علاقة بوالدته، وأصبح لديه فضول للتحدث معها. كما يدعي أيضا وفقا لما تورده المنظمة الإسرائيلية أن "اليهودية هي الدين التوحيدي الأول في العالم، وأنه يفضل اليهودية على الإسلام". ويقول إنه "كمسلم، لم يكن متدينا أبدا، ولكن الدين اليهودي يسحره، ويريد أن يتقدم". كما يشير إلى أنه يشاهد أشرطة عن اليهودية والتوراة، وأنه يخفي هويته اليهودية خشية من البيئة المحيطة به، حيث يدعي أن "البيئة في الأردن معادية للسامية ".
ويقول الحاخام ليفيشتس إنه على قناعة من أن الشريط التالي سيجلب موجة أخرى وكبيرة من الاهتمام باليهودية في العالم الإسلامي. ويضيف أن "اليهود عاشوا مع العرب طيلة مئات السنين، ولا شك أن هناك كثيرا من اليهود بين المسلمين، ومع مرور الزمن سيكون من الصعب الوصول إليهم". ويشير إلى أن "المنظمة تعتقد بإمكانية الوصول إلى آلاف منهم، وربما أكثر من ذلك".

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -