لا يمكن أن يفلت الرّجُل إذا عشقَ امرأة لدرجة الهوسِ وأن يفلت من احتلال المرأة لعقله مهما طالت العلاقة بين امرأة ورجل وقعا في حُبٍّ حقيقي صادق، ومع مرور الزمن تشكّل المرأة المحتلة لدماغ أي رجل حالة من القلق الإيجابي، رغم أن الرّجُل العاشق يحاول أخذ الحبَّ من المرأة، وفي الكثير من الحالات تحاول المرأة إغراء الرجل بجسدها، لكن هناك من لا ينظر للمرأة على أنها جسد وفقط، وهؤلاء قلة من الرجال، الذين يرون المرأة إنسانا، فعندما تحتلّ المرأة عقلَ رجُل مهووس بها أو عاشق بها لدرجة الجنون يذهب إلى التفكير في فلسفة اتزانها كأنثى من نظرات عادية تصوبها للرجل العاشق، دون أية تلميحات منها بأنها ترغبه لشيء ما، إنما تحاول عبر علاقتها معه بأن توحي له بأن المرأة رغم هوْس الرّجل العاشق بها، إلا أنها يمكن أن تقول له كفى، كنّ معتدلا في تطوير علاقتكَ، ومن هنا يمكن رغم احتلال المرأة لعقلِ الرّجُل، إلا أن الاحتلالَ يسبب قلقا أفقيا لعقلِ الرّجُل العاشق، مع أن قلقَه إيجابي، لكن مع مرور الوقت يحاول أن ينفكّ من احتلال المرأة لعقله، لكن يظلّ منشغلا في فلسفة اتزان المرأة في تطوير العلاقة، حتى أن المرأة حينما تحبّ رجلاً تظل واقفة أمام جدار الرغبة، وتمنع انجرافها صوب السير وراء غريزة يمكن التغلّب عليها، وهنا لا أتكلّم عن علاقة نزوة عابرة دون حُبٍّ، لكنني أتحدث هنا عن احتلال المرأة العاشقة لرجُلٍ يظل تفكيره مهووسا بها وقلقا، لكن نبقى العلاقة بينهما في حدود المعقول ويسيطر عقله على قلبه، رغم أن قلبه يمكن أن يميل إلى قلب امرأة أخرى، لكن ليس بالضرورة أن تنشأ علاقة عشق، لأن احتلال المرأة الأولى لدماغ الرّجُل العاشق تظلّ مسيطرة عليه، ومن هنا يظل تفكيره موجها نحو المرأة التي احتلّتْ عقله..
عطا الله شاهين