الاعتداءات الاحتلالية الاخيرة على المسجد الاقصى ، ومن أشد فصولها وأخطرها اقتحام المئات من المستوطنين صبيحة أول أيام عيد الأضحى ساحاته وميادينه من جهة باب المغاربة ، وبحراسة مشددة من قوات شرطة الاحتلال ، وذلك استجابة لدعوات الجماعات الدينية اليمينية الفاشية المتطرفة تكثيف الاقتحامات الجماعية ، هذه الاعتداءات تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن هناك أهدافًا وغايات سياسية من ورائها ، وتأتي في إطار الخطة الصهيونية لتهويد مدينة القدس وتغيير معالمها وطابعها ورموزها الدينية والوطنية والتاريخية .
فقد بات واضحًا أن المؤسسة الصهيونية تصعد عدوانها على القدس الشريف وعلى المسجد الاقصى خاصة ، لما يمثله من رمز تاريخي ووطني وديني ، بهدف فرض سياسة الامر الواقع ، وصولًا إلى احداث التجزئة الزمانية والمكانية للأقصى بين المقدسيين وغلاة المستوطنين .
وتستغل حكومة الاحتلال والعدوان انحياز الادارة الامريكية بزعامة ترامب لمواقفها وتصوراتها وخطواتها للإطباق على مدينة القدس وتهويد الحياة فيها ، وفرض السيطرة على المسجد الاقصى وتحقيق السيادة المطلقة عليه ، وفق قرارات اتخذتها حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية .
ولعل تصريحات وزير الأمن الداخلي جلعاد اردان بشأن الاقتحامات على الأقصى تصب في هذا الاتجاه ، وهي خطوة في سياسات التهويد .
حقًا أن القدس الآن في خطر حقيقي وشرس ، والاقتحامات للأقصى وساحاته تتصاعد أكثر من ذي قبل ، وهذا يتطلب تصعيد الرد وتصليب الموقف الفلسطيني ، والضغط عربيًا واسلاميًا لإصدار قرار في مجلس الامن الدولي يلزم حكومة الاحتلال منع أي اجراء تقسيمي للمسجد الأقصى ، وكذلك ادانة دولية لكل الممارسات والاجراءات التي تقوم بها المؤسسة الصهيونية ، والتي من شأنها تغيير معالم وطابع مدينة القدس ، وخصوصًا المسجد الاقصى الشريف .
بقلم : شاكر فريد حسن