تساؤلات أحببت طرحها للقارىء للتفكير فيها، وتتمثل فيما يلي: ماهية العلاقات الايرانية العربية من جهة؟ وماهية علاقات ايران بالغرب والكيان الصهيوني من جهة اخرى،؟ ... لن اقدم اجابات جاهزة على تلك التساؤلات، تاركا المجال فيها للبحث الموضوعي العلمي ...... البعيد كل البعد عن الشعارات والانفعالات الغرائزية وعن الأحكام الظاهرية والجاهزة والمسبقة، لتقديم الأجوبة على هذه التساؤلات التي على ضوءها يمكن أن نفهم حقيقة ما يجب أن تكون عليه العلاقات العربية الإيرانية من جهة ... ونفهم حقيقة وواقع العلاقات الغربية والامريكية الإيرانية من جهة أخرى .....!
فإذا كان كذلك النظام الإيراني (عدو للكيان الصهيوني )، (ويهدد المصالح الامريكية والغربية في الخليج والوطن العربي).. .....
نتساءل: إذا لماذا لم تفكر أمريكا والغرب بالإطاحة به كما فعلت في العراق وافغانستان في ٢٠٠٣م و٢٠٠٤م ؟ ولماذا اطلقت يده في لبنان بعد تصفية م.ت.ف والحركة الوطنية اللبنانية عام ١٩٨٢م وهو لا يمتلك ما يمتلكه اليوم من عناصر القوة .. ؟ واطلاق يده أيضا في افغانستان والعراق بعد احتلالهما من قبل التحالف الغربي بقيادة امريكا ...؟! ومن ثم غض الطرف عن دوره في سوريا منذ انفجار الحريق العربي؟! ... ومن ثم في اليمن واسقاط حكومته الشرعية والعبث في أمن الخليج بشكل عام ... ونشر وممارسة التشيع السياسي في البلاد العربية ..؟!
وتركه للعمل على ضرب وحدة نسيج مجتمعاتها ...؟! ودعم حركات الإسلام السياسي على اختلافها فيه وفي فلسطين ودعم المعارضة الاسلامية ل م.ت.ف ..؟!
كل هذه الأسئلة وأكثر يجب طرحها على الفكر والعقل العربي ... والإجابة عليها بموضوعية متناهية... كي نقف على تعقيدات المشهد السياسي في منطقتنا وعالمنا العربي....
الذي باتت فيه إيران فاعل أساسي ورئيس إلى جانب الكيان الصهيوني .... وتركيا الاوردوغانية .. وبقية القوى الدولية من الإتحاد الروسي والصين إلى القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية التي لازالت تلعب الدور الرئيس في مسرحنا السياسي وتوزع الأدوار على الخصوم والمتنافسين على الهيمنة عليه ..
وكل من هذه الدول والقوى تسعي لتقوية مواقفها ودورها. وتعمل على حصاد الفوائد والعوائد بحجم دورها وحجم النفوذ والهيمنة التي ستحققها في المنطقة.....
كل ذلك دون الوصول إلى درجة المواجهة المباشرة والشاملة فيما بينها أو مع أي طرف من الأطراف المتنافسة والمتصارعة على المصالح والهيمنة والنفوذ في المنطقة العربية ...!
إلى هنا أتوقف عن الإسترسال في العرض والمقال، تاركا للقارىء والمتلقي البحث والتفكير في هذه الأسئلة والإشكاليات التي تثيرها، ومن بعد محاولة التوصل إلى الإجابات على ما أثير من تساؤلات، والخروج برؤيا واضحة شاملة حول المشهد السياسي العربي وتعقيداته وحول القوى الفاعلة فيه والصراع والتنافس فيه وحدوده بين تلك القوى ...!
بهدف وغرض التوصل إلى رؤيا عربية واضحة ومحددة تستند الى نظام المصالح العربية (في إطار محاولة إعادة صياغة واعية استراتيجية لنظام مصلحة عربي يعيد ترتيب أولويات المصالح العربية، وإعادة صياغة المشهد السياسي على أساسه، والتعامل معه على ضوءه مع كافة القوى الاقليمية والدولية الفاعلة والمتنافسة والمتصارعة في عالمنا العربي ... )... !
بأمل الخروج من النفق المظلم الذي نعيش فيه منذ أكثر من ثلاثة عقود .... والحبل على الجرار..!!!
بقلم/ د. عبدالرحيم جاموس
رئيس المجلس الاداري للإتحاد العام للحقوقيين الفلسطينيين
عضو المجلس الوطني الفلسطيني...
الرياض مساء 1/9/2019م