انقضى 26 عامُا على اتفاق اوسلو المشؤوم، الذي تم التوقيع عليه في البيت الابيض العام 1993، بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
وقد اثبتت الايام أن هذا الاتفاق كان خطيئة سياسية كبرى دفع الفلسطينيون ثمنها الكثير. فقد كرس سيطرة الاحتلال، ومن تداعياته توسيع الاستيطان الكوليونالي في الاراضي الفلسطينية، والحصار على غزة، ناهيك عن سقوط آلاف الضحايا والجرحى من الجانب الفلسطيني، والاعتقالات التعسفية والاغتيالات التي طالت العديد من القيادات الفلسطينية، عدا الانقسام على الساحة الفلسطينية، والاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل.
والحقيقة أن المؤسسة الاسرائيلية هي التي قتلت اتفاق اوسلو، وعطلت المفاوضات العبثية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وسدت كل المنافذ لكل احتمالات السلام بين الشعبين. وما اراده الفلسطينيون من توقيع اتفاق اوسلو لم يتحقق منه شيئًا، وبدلًا من أن تصبح السلطة الفلسطينية جسرًا للعبور نحو تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني، أصبحت مقبرة له.
ولعل الاستنتاج الاكبر من اتفاق اوسلو هو التعلم من أخطائه وسلبياته وتبعاته، وتعميق الوحدة الوطنية الفلسطينية، لمواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية في الوقت الراهن، وفي مقدمتها صفقة القرن الامريكية، والسلطة الوطنية الفلسطينية مطالبة بنفض يديها من هذا الاتفاق المشؤوم.
بقلم: شاكر فريد حسن