بنفس الخطوات وبذات الاسلوب الذي مارسته حكومة الاحتلال العسكري الاسرائيلي على الرئيس الشهيد ياسرعرفات تعود وتنفذ خطواتها وحصارها المشدد على الرئيس محمود عباس صاحب الرؤية والشجاعة والمنطق الأقوى وصوت فلسطين النقي والحقيقي الذي يناضل من اجل فلسطين الدولة المستقلة والقدس عاصمتها، وحتى نكون أكثر وضوحا ولأننا أصحاب المشروع الوطني ومن حقنا أن ندافع عن شهدائنا وارثنا الكفاحي والنضالي، كون المؤامرة تشتد والمواجهة تصل الي الذروة لا بد من وضع النقاط علي الحروف والكشف عن المؤامرات التي تحاك ضد الشرعية الفلسطينية، حيث باتت تشتد المؤامرات شراسة وتتشعب الادوار لاستهداف الشعب الفلسطيني والنيل من حقوقنا وضرب المشروع التحررى الفلسطيني لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية والسعى لضم مناطق من الضفة الغربية، ناهيك عن فرض الحصار المالي والسياسي للضغط علي القيادة الفلسطينية ضمن مخطط شمولي لإسقاط السلطة الوطنية الفلسطينية وضرب مشروع اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
الرئيس محمود عباس حمل الامانة ووقف بكل شجاعة واقتدار ليكمل المسيرة بعد رحيل الشهيد الرئيس ياسر عرفات، وكان خير من دافع عن الشعب الفلسطيني وعن حقوقنا الوطنية المشروعة، فكانت مواقفه تجاه عملية السلام والقضية الفلسطينية مواقف واضحة وثابتة وتعبر عن رؤية شعبه وعن مواقف فصائله فهو الرئيس المنتخب وهو من يدافع عن الديمقراطية ويطالب بها وفي كل المواقع والمواقف، وهو من يطالب بالسلام العادل والشامل ليس في فلسطين فحسب بل بالمنطقة كلها على اساس منح الشعب الفلسطيني حقوقه وفقا للمعايير الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ولكن الحقيقة واضحة بان الاحتلال الإسرائيلي وعملاءه يرفضون السلام ويقف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي وبدعم امريكي مطلق موقف همجي رافضين الاعتراف باستحقاقات السلام، ومتسمرين في بناء المستوطنات، ومصادرين للأراضي وقامعين ومنتهكين الحقوق الفلسطينية .
ان القيادة الفلسطينية مواقفها واضحة تماما ولا تمارس الخداع مع الشعب الفلسطيني وتعمل وبشكل واضح، ومواقفها يتم طرحها بشكل مباشر امام الجميع، والرئيس محمود عباس لا يخادع شعبه وإنما حرص دوما علي قول الحقيقة، ليس لشعبه فقط بل للعالم اجمع، فهو من يحمل راية الكفاح وهو المناضل وابن فلسطين الذي يدافع عن حقوق كل فلسطيني أينما كان، ويحمي شعبه ويحرص على صناعة السلام المبني علي العدل وحقوق الشعب الفلسطيني، وهو واضح وضوح الشمس لا يخادع، ومواقفه واضحة وقوية وكان دائما وسيبقي يقول للعالم كما قال الرئيس ياسر عرفات لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي فهو يدافع عن حقوق شعبنا ومستقبله السياسي، ووقف وبكل شجاعة وقال ( لا ) كبيرة للسياسة الامريكية في الوقت الذي يلهث الاخرين للبحث عن دور لاستكمال المخطط التآمري علي الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة .
في ظل ذلك تتنوع المؤامرات وما يتم تجهيزه في المطبخ السياسي بات واضحا فالمستهدف هو فلسطين والدولة الفلسطينية، والصراع القائم بيننا وبين الاحتلال الاسرائيلي هو صراع وجود، صراع حضارات بمعزل عن مواقف الدول المتباينة او طبيعة المواقف المتنوعة لمختلف القوى المتصارعة، ولكن تبقي حقيقة الموقف الفلسطيني والذي يشكل الحد الادنى واضحا ولا مجال لمن كان ان يشكك فيه او يحاول الالتفاف عليه، فلا تنازل عن حلم شعبنا لا تنازل عن اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود عام 1967 والقدس عاصمتها، وهذا ما اجمعت عليه كل القوى والفصائل الفلسطينية وما اقرته الدول العربية ضمن مبادرة السلام العربية المطروحة، وان هذا الموقف بات واضحا ونحن الفلسطينيين لا خلاف بيننا ولكن التشكيك في نوايا ومواقف البعض والقيادة الفلسطينية والرئيس عباس لا يخدم الموقف الفلسطيني بل يخدم مواقف الاحتلال الإسرائيلي، وأننا نستغرب إصرار البعض التشكيك بنوايا القيادة الفلسطينية وادعاء إنهم يمثلون الشعب الفلسطيني ويرفعون يافطات باسم المعارضة ويتهجمون علي انجازات الرئيس عباس وخطواته الواثقة نحو تجسيد وبناء المؤسسات الفلسطينية من خلال الانفكاك الاقتصادي عن الاحتلال وإعلان وقف التعامل مع الاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الاحتلال، بل وصلت الامور بالمجلس التشريعي المنهية ولايته والذي تسيطر عليه حركة حماس في قطاع غزة الى مخاطبة برلمانات العالم بأنه تم نزع الأهلية القانونية والسياسية عن الرئيس محمود عباس من قبل مجلسهم ووصفه «برئيس السلطة منتهي الولاية».
ان الشعب الفلسطيني يقف اليوم مساندا وداعما للرئيس عباس امام هذه الهجمة الاسرائيلية المبرمجة والممنهجة من قبل حكومة الاحتلال الاسرائيلي وعملائها، وبات المطلوب من المجتمع الدولي ضرورة التدخل لفرض عقوبات على حكومة الاحتلال وملاحقتها حيث التهديد الواضح من قبل قادتها وخاصة تصريحات المدعو ليبرمان التهديد بقتل الرئيس عباس وحصاره، كما جرى سابقا بحق الرئيس الراحل ياسر عرفات، وان المجتمع الدولي امام اختبار حيال ما سيتخذ من اجراءات بحق السياسة الاسرائيلية العنصرية والإرهابية ضد القيادة الفلسطينية.
إن المهام الملقاة على عاتق الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية هي مهام واضحة وتتطلب حشد الجهود والإمكانيات ليتحمل الجميع المسؤولية التاريخية بهذه المرحلة الحساسة والدقيقة من حياة شعبنا الفلسطيني التي تتكالب فيها قوى الشر للنيل من صمود الإنسان الفلسطيني وحقه المقدس في العودة لأرضه و إقامة دولته الفلسطينية المستقلة ، وهنا تتجسد رؤية القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس في تحقيق أماني وتطلعات شعبنا الفلسطيني في صياغة وجودنا والكينونة الفلسطينية تأصيلا لروح الكفاح الوطني ومجمل إنجازات ثورتنا، أعظم ثورة في التاريخ المعاصر لتحقق رؤية واقعية هدفها بناء الأجيال والحفاظ على الإنسان الفلسطيني صامدًا مرابطًا في ربوع أرضه أرض الحضارة والتاريخ ومهد السلام .
ان شعبنا الفلسطيني يدرك حجم المؤامرة ويدرك من يقف خارج نطاق الصف الوطني، فلا مجال هنا لتشكيك بالوحدة الفلسطينية ولا مجال أيضا للقفز عن القيادة الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في إطار منظمة التحرير الفلسطينية التي هي الدولة وليست حزبا بالدولة، وعلى الجميع وكل من هو حريص علي مستقبل الشعب الفلسطيني ان يقف خلف القيادة الفلسطينية، قيادة منظمة التحرير الفلسطينية لأنها تمثل فلسطين كل فلسطين ولا تمثل نفسها، وأننا نستغرب قيام البعض بإثارة الفتن والقفز عن الشعب الفلسطيني وقيادته وعن استحقاقات المصالحة والعودة لتشكيل اللجنة الادارية كحكومة موازية لحركة حماس في قطاع غزة، والتشكيك بالرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية وسعيهم الي ادامة الانقسام علي حساب المشروع الوطني الفلسطيني، وكل ذلك يكون خدمة مجانية للاحتلال وإضاعة الفرصة الحقيقية لإقامة الدولة الفلسطينية فلا مجال امام الشعب الفلسطيني الا الوحدة والتلاحم وإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية القادرة على تحقيق اهدافنا الوطنية المتكاملة.
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]