سيناريوهات تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة بعد تكليف نتنياهو

بقلم: عاهد عوني فروانة

قرر رئيس دولة الاحتلال رؤوبين ريفلين تكليف بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة الجديدة بعد ان حصد اكثر الاصوات التي رشحته لتشكيل الحكومة من جانب الاحزاب الفائزة بانتخابات الكنيست 22، رغم ان حزب ازرق ابيض حاز على 33 مقعدا في الانتخابات مقابل 32 مقعدا لليكود، إلا ان ما تم ترشيحه عند رئيس الدولة كان نتنياهو خاصة في ظل امتناع 3 اصوات من القائمة العربية المشتركة عن ترشيح غانتس وهو ما رجح كفة نتنياهو في النهاية خاصة مع فشل تشكيل حكومة وحدة بين الليكود وازرق ابيض في ظل الخلاف حول من يتولى رئاسة الحكومة اولا بعد الاتفاق على مبدأ التبادلية، الى جانب ان نتنياهو تعهد امام احزاب اليمين بأن يتحدث باسمهم مجتمعين، وعدم قدرة غانتس على اعطاء نتنياهو فرصة ان يتبوأ منصب رئيس الوزراء أولا.

الخيارات امام تشكيل نتنياهو للحكومة صعبة جدا، ولربما غانتس أراد ان يتكلف نتنياهو اولا ومن ثم يفشل في تشكيل الحكومة لتزداد الضغوط على الاحزاب عند اعادة التكليف لغانتس ويصبح قادرا في تصوره على استمالة احزاب اخرى أو انه بعد جلسة الاستماع لنتنياهو مع المستشار القضائي للحكومة، بداية شهر اكتوبر المقبل، قد تفضي الى توجيه لائحة اتهام ضده، مما قد يؤدي الى ازاحة نتنياهو عن رئاسة الليكود وبالتالي تصبح الطريق ممهدة لتشكيل حكومة وحدة بين ازرق ابيض والليكود، أو ان الخشية من الذهاب للانتخابات مجددا قد يدفع الاحزاب للتكاتف مع ازرق ابيض وتشكيل حكومة برئاسة غانتس تضم الى جانبه المعسكر اليمقراطي وحزب العمل واسرائيل بيتنا الى جانب اما حزب يمينا او شاس او يهودات هتوراة وان كان انضمام الحزبين الاخيرين صعبا في ظل خلافاتهم الكبيرة مع يائير لبيد الرجل الثاني في حزب ازرق ابيض، ويبقى خيار الاستعانة بشبكة امان من القائمة العربية المشتركة بعيدا لاعتبارات كثيرة اهمها تنكر غانتس لمطالبها بالاضافة الى رفض ليبرمان مثل هذا الامر.
اذن الفرصة الان امام نتنياهو لتشكيل الحكومة الجديدة، للمرة الخامسة على التوالي منذ العام 2009، ولكن الصعوبات تظل كبيرة ولربما يعول على زيادة الضغط على ليبرمان من اجل انضمامه الى التكتل اليميني مع حوافز كبيرة قد تصل الى وعده بالعودة الى الليكود للاستعداد الى خلافة نتنياهو في مرحلة مستقبلية وهو ما يخطط له ليبرمان منذ فترة طويلة، أو ان يحاول استمالة جزء من حزب ازرق ابيض او اقناع حزب العمل بالانضمام الى حكومته اليمينية، مع بقاء خيار حكومة وحدة قائما مع ازرق ابيض اذا ما تم الاتفاق على من يتولى الحكومة اولا، وهو امر ليس بالسهل لان نتنياهو يرغب بأن يكون رئيس الوزراء في المرحلة الاولى ولو لعام واحد على الاقل حتى يجابه قضايا الفساد المتراكمة ضده وهو في موقع الحصانة الاكبر.

 

 

كتب/ عاهد عوني فروانة
مختص بالشأن الإسرائيلي