أكد عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان أبو النصر، أن انتفاضة الأقصى شكّلت حدثاً مهماً في تاريخ نضال شعبنا، ضربت من خلالها قوة الردع الإسرائيلية عبر استنزاف الاحتلال ومستوطنيه، لافتاً أن المقاومة ما زالت ترتكز على هذه الإنجازات، في مراكمة قوتها العسكرية وخصوصاً في القطاع.
وقال أبو النصر خلال كلمة له في مخيم العودة شرقي جباليا، أمس الجمعة، "في مثل هذه الأيام اندلعت شرارة الانتفاضة الثانية كتراكم موضوعي لسنوات عقيمة من اتفاقية أوسلو، تصاعدت خلالها وتيرة الجرائم الصهيونية ومخططات التهويد والقتل والحروب، لـتشكل هذه الانتفاضة انعطافة جديدة وهامة في تاريخ نضال شعبنا كشفت عن أن المخزون النضالي لشعبنا الفلسطيني مهما تكالبت عليه كل الظروف والعوامل واتفاقيات التسوية لا ينضب ولا يمكن كسره".
واعتبر أبو النصر انتفاضة الأقصى ساهمت في وضع اللبنات الأولى لتطور نضالنا على كل المستويات عسكرياً وتكتيكياً وبرامجياً وخصوصاً في جبهة غزة التي ساهمت الانتفاضة الثانية في انسحاب جيش القتلة والإرهاب من غزة وهو يجر ذيول الخيبة والهزيمة.
ونوه أبو النصر بأن اندلاع انتفاضة الأقصى قد جاء على خلفية إدراك شعبنا الفلسطيني وقواه السياسية المخاطر الداهمة والكامنة في اتفاقية أوسلو وتداعياتها الكارثية، وما أقدم عليه شارون من تدنيس حرمة المسجد الأقصى كانت الشرارة التي أشعلت فتيل هذه الانتفاضة، مشيراً أن شعبنا اليوم يعيش نفس التحديات والمخاطر التي كانت سبباً في اندلاع الانتفاضة وهي استمرار المخططات الامريكية الإسرائيلية المتسارعة في كل أماكن تواجد شعبنا في فلسطين والشتات والمخيمات.
وأضاف أبو النصر أن الإرادة الشعبية الفلسطينية التي قادت الانتفاضة الثانية وما زالت تتصدر المشهد في مسيرات العودة وفي مواجهة مشاريع الاحتلال التهويدية والعنصرية في الضفة والقدس والداخل المحتل أثبتت أنها أيقونة العودة والتحرير، وأنه لا يمكن هزيمة المشروع الصهيوني دون هذه الحاضنة الشعبية.
وأكد أبو النصر في كلمته على استمرار مسيرات العودة بطابعها الشعبي كمحطة نضالية هامة من تاريخ شعبنا، وسعينا لتطويرها وتوسيعها لتشمل كافة أماكن تواجد شعبنا، مؤكداً دعمه للرؤية الوطنية لإنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة التي أطلقتها ثمانية قوى، داعياً جماهير شعبنا للالتحام مع الجهود الوطنية من أجل الزام طرفي الانقسام ببنودها كخطوة هامة على طريق طي صفحة الانقسام مرة وإلى الأبد.
وعبّر أبو النصر عن تضامنه مع الحركة الأسيرة والأسرى المضربين عن الطعام، مؤكداً وقوف شعبنا الكامل مع المعركة التي تخوضها ضد السجان ومخابراته، مشدداً أن معركة الأسرى هي معركة الشعب الفلسطيني كله، ولن نسمح أن يتم الاستفراد بهم، محذراً من أن استمرار السياسات الإجرامية الممنهجة بحقهم ستدفع إلى انفجار كامل للأوضاع.
ودعا أبو النصر الأشقاء في مصر إلى التدخل لإلزام الاحتلال بتنفيذ بنود الاتفاق الذي جرى برعاية مصرية والذي ينص على تركيب أجهزة هاتف عمومي، ونزع أجهزة التشويش المسرطنة، وتحسين شروط الحياة الكريمة في جميع السجون، وخاصة انهاء سياسة الإهمال الطبي والاعتقال الإداري.
وفي ختام كلمته عاهد شعبنا على استمرار المقاومة والانتفاضة، حتى تحقيق أهداف شعبنا في العودة والحرية والاستقلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس