يقوم الموسم الثالث من المسلسل الأمريكي "قصة جريمة أمريكية" American Crime Story، الذي تنتجه "إف إكس" FX، حيث يتناول الموسم تفاصيل "فضيحة لوينسكي" التي اعترف فيها الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون بأنه أجري علاقة جنسية مع مونيكا لوينسكي التي كنت وقتها متدربة في البيت الأبيض.
اعتمد سيناريو المسلسل على فصول كتاب "مؤامرة واسعة: القصة الحقيقية لفضيحة الجنس التي هزمت رئيس" للمحامي الأميركي جيفري توبين، وتحكي أحداث الفضيحة والتحقيقات التي جرت وراءها من خلال وجه نظر ثلاث سيدات لهن دور محوري في التحقيق، ويتعلق الأمر بالسيدات: مونيكا لوينسكي وتؤدي دورها بيني فيلدشتاين، وليندا تريب وتؤدي دورها سارة بولسون، وباولا جونز وتؤدي دورها أناليه أشفورد.
ويجسد الممثل الإنجليزي كليف أوين البالغ من العمر 55 عاما دور الرئيس 42 للولايات المتحدة بيل كلينتون. وكان كلينتون قد انتخب لفترتين رئاسيتين، الأولى من عام 1993 حتى 1997، والثانية حتى عام 2001 والتي مني في بدايتها حين كان بعمر 52 بفضيحته الجنسية الشهيرة، وتحت ضغط التحقيقات والاستجوابات اعترف بإقامة علاقة مع الشابة ذات الـ 22 عاما مونيكا لوينسكي، وبسبب هذه الفضيحة تمت مساءلته من قبل الكونغرس عام 1998، بعد اتهامه بحنث اليمين الدستورية وعرقلة سير العدالة.
ومن خلال التتابع الزمني للجرائم الأمريكية التي يناقشها في مواسمه الثلاثة، الجريمة الأولى عام 1994، والثانية عام 1997، والثالثة عام 1998، يبدو أن المسلسل يسلك نهجا نقديا للمجتمع الأميركي في العقد الأخير من القرن المنصرم، عبر طبيعة الجرائم وسير التحقيقات الشرطية والقضائية، والضغط الإعلامي والشعبي في قضايا كان أبطالها مشاهير ونجوم مجتمع وحتى رئيس الولايات المتحدة الأميركية نفسه.
جدير بالذكر أن هذا الموسم من المسلسل هو العمل الثاني الذي يتعاقد عليه الممثل الإنجليزي كليف أوين هذا العام، بعد مسلسل ليزيس ستوري المأخوذ عن رواية لكاتب الرعب ستيفن كينغ والمتوقع إنتاجه وعرضه لصالح تلفزيون آبل.
وجاء الموسم الثالث للمسلسل الذي يحمل اسم "اتهام" بعد موسمين ناقشا جريمتين أميركيتين، الأولى بعنوان "الشعب ضد أو جاي سيمبسون" عن كتاب "الحرية الأهم في حياته: الشعب ضد أو جاي سيمبسون" للمحامي الأميركي جيفري توبين، والذي ناقش حوليات اتهام لاعب كرة القدم الأميركية السابق أو جاي سيمسون بقتل زوجته وصديقها عام 1994، قبل تبرئته من التهمة بعد عام من المحاكمات التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة، أبرزت الانقسامات العرقية وتاريخ شرطة لوس أنجلوس في التعامل مع الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية.
فيما تناول الموسم الثاني مقتل مصمم الأزياء جياني فيرزاتشي، استنادا إلى كتاب "حسنات مبتذلة: أندرو كونانان، جياني فرزاتشي، وأكبر مطاردة فاشلة في تاريخ أميركا" للصحفية الأميركية مورين أورث، وقد عرض في يناير/كانون الثاني 2018 من 9 حلقات، ويحكي جريمة قتل المصمم الإيطالي على يد الأميركي أندرو كونانان عام 1997، وهو من بطولة إدغار راميريز ودارين كريس ومغني البوب ريكي مارتن وبينيلوبي كروز.
ونال الموسم الثاني إعجاب النقاد والمشاهدين، وفاق ما حققه الموسم الأول من إعجاب، إذ رشح لتسع جوائز ونال ثلاثا أخرى، ويتوقع أن يحقق موسمه الثالث نجاحا مقاربا.
فهل يكمل مساره في المواسم القادمة بقضايا وقعت بنفس التتابع الزمني؟ بالتأكيد ستجيب ردود فعل الجمهور عن هذا السؤال، بعد عرض الموسم الثالث المنتظر في أكتوبر/تشرين الأول 2020 المقبل، إذ سيبدأ الإنتاج والتصوير في ربيع العام المقبل لإدراك العرض في موسم الخريف.