نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريراً حول عقد مؤتمر تطبيعي عربي مع إسرائيل حمل عنوان" مفكرون عرب يدعون للتخلي عن المقاطعة والتعاون مع إسرائيل" عقد في العاصمة البريطانية لندن نظمته مجموعة عربية تسعى من ورائه إلى الدفع بإتجاه التعاون نظرياً من إسرائيل ومساعدة مجتمعاتهم.
ويقول الكاتب الذي أعد التقرير ترى المجموعة المكون من صحافيين عرب وفنانين وسياسيين ودبلوماسيين وباحثين في القرآن ممن يشتركون بالنظرة، التي ترى أن عزل إسرائيل وشيطنتها كلفت الشعوب العربية مليارات الدولارات في التجارة، وأضافوا ان هذا الأمر أثر على بناء مستقبل مؤسسات القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى مساهمتها في تمزيق النسيج الاجتماعي العربي حيث طبق القادة القوميون والدينيون والجماعات العرقية أساليبهم ضد إسرائيل.
وأضافت الصحيفة في تقريرها قول المحامية المصرية – البريطانية " إجلال الغيطة" في اجتماع المجموعة الأول في لندن إن " العرب كانواً الضحية الأولى للمقاطعة" في إشارة إلى إسرائيل .
والمجموعة التي تتبنى هذه النظرية تطلق على نفسها إسم " المجلس العربي للاندماج الإقليمي" ينتمون الى عدة دولة عربية تبنوا فكرة غير شعبية في بلدانهم العربية وتعرض بعضهم للنبذ بسبب دعوتهم للتعاون مع إسرائيل، ويخشون من تعرضهم لانتقام حالة عودتهم إليها. ويضيف الكاتب بأن عددهم بالعشرات ومنهم شخصيات معروفة في عدد من الأماكن في المغرب وليبيا والسودان ومصر ولبنان والعراق ودول الخليج.
وأشار الكاتب إن الإعلام العربي الجديد والترفيه يركزان على برمجة الناس تجاه العداء ضد إسرائيل واليهود، في حين يقوم القادة والسياسيين بمنع الناس في التعبير عن رأيهم من خلا التخويف، مشيراً مثال على ذلك في لبنان التي تعتبر ألدء أعداء إسرائيل ولكن هناك من يريد التواصل معها .
وقال المحلل الأمريكي – العراقي من أصول يهودية " جوزيف برود" إن المجموعة تعكس اصطفافاً جيوسياسياً يربط دول الخليج وبقية الدول العربية وإسرائيل ضد إيران وجماعاتها الوكيلة في المنطقة،مضيفاً " الشعور بأن إسرائيل صديق عظيم أو عدو أقل من إيران هو عامل هنا"وهو عامل لن يظل للأبد مما يعني الحاجة لبناء علاقا تقوم على "الإنسانية المشتركة وليس المصالح الأمنية المشتركة.وبالنسبة للفلسطينيين فما يقول به المجلس هو ضربة لجهود عقود تعمل لعزل إسرائيل لإجبارها على تقديم تنازلات على طاولة المفاوضات. وحتى القادة الفلسطينيون الذين لا يدعمون حركة المقاطعة ضد إسرائيل يعارضون أي تطبيع عربي شامل مع إسرائيل وقالوا إن المكاسب الدبلوماسية التي حققتها إسرائيل منذ اتفاق أوسلو شجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.
وأكد رئيس بعثة فلسطين في المملكة المتحدة "حسام زملط" أن المجموعة الجديدة هي " هامشية وأفرادها معزولون" وأضاف إن مشاعر غالبية سكان العالم العربي تسير في الاتجاه المضاد لهم ابتداءاً من رئيس تونس الجديد الذي اعتبر التطبيع مع إسرائيل خيانة إلى المحتجين العرب الذين يرفعون العلم الفلسطيني، وتابع "إنهم سيقعون في شراك نتنياهو .
ويفرض أعضاء المجلس العربي الرأي الذي يقول إن إسرائيل ستقيم علاقات مع العالم العربي بدون التوصل لتسوية النزاع مع الفلسطينيين ويقولون إن الإسرائيليين عندما حصلوا على محفزات من العالم العربي مثل الاعتراف بوجود إسرائيل عبروا عن استعداد للتنازل حتى عن الأراضي ، حيث كان السادات ينتقد إسرائيل في معاملتها للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة ومواطنيها العرب
ويقولون إن الإسرائيليين عندما حصلوا على محفزات من العالم العربي مثل الاعتراف بوجود إسرائيل عبروا عن استعداد للتنازل حتى عن الأراضي. وكان ابن أخ الرئيس الراحل أنور السادات ناقداً لمعاملة إسرائيل للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة ومواطنيها العرب.
من جانبه دعا خبير الامن العراقي المقيم في ألمانيا جاسم محمود الأجهزة الأمنية العربية لوقف إنتشار ما وصفه بـ " الراديكالية والعنصرية" في وسائل الإعلام والمدارس والمساجد مطالباً بنشر مواد تصحيحية عن إسرائيل واليهود مضيفاً أن هذا الأمر يتعلق بالأمن القومي العربي وزاد :" أدوات كبش الفداء وحرف اللوم التي استهدفت اليهود وإسرائيل وجدت أهدافاً جديدة ولكن محلية".
وفي السياق ذاته حصلت المجموعة العربية الجديدة على تشجيع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي أثنى على جرأتهم الحديث علانية. وقال إن بناء علاقات عربية- إسرائيلية مهم لأي إمكانية تحقيق سلام دائم وحل الدولتين.
وقال رئيس تحرير مجلة "المجلة" السعودية "مصطفى الدسوقي" احد المتحدثين على ضرورة التعاون مع إسرائيل أن بعض المشاركين حضروا رغم المخاطر الكبيرة، فالسادات حذرته المخابرات من عدم المشاركة. وأثنى المشاركون على رجل دين من طرابلس في شمال لبنان صلاح حامد الذي شارك في المؤتمر رغم مخاوف من تعرضه لانتقام حالة عودته إلى البلاد.
وكان اللقاء الذي عقدته المجموعة العربة في لندن سرياً بهدف الحفاظ على أمن المشاركين لكنهم سمحوا لمراسل "نيويورك تايمز" بمراقبة مناقشات الاجتماع التي جرت بالعربية، بشرط عدم نشر أي تقرير عن اللقاء إلا بعد انتهائه.
ونظم المؤتمر السري العربي بدعم من متبرعين أمريكيين لكن المنظمين قالوا إنهم سيقومون بجمع الأموال في المنطقة. وأكدوا أنهم لم يتلقوا أموالاً من أي حكومة ولا دور للإسرائيليين فيه. ودعا المنظمون في المذكرة التأسيسية للمجلس أعداءهم للنقاش معهم بطريقة بنيوية "بدلاً من الحديث عن وسائل إسكات النقاد وشيطنة المصلحين .
يشار إلى أن من ضمن الحضور في المؤتمر التطبيعي الفلسطيني محمد الدجاني الداوودي الذي قال أنه خسر منصبه الأكاديمي في جامعة القدس بعد قيامه بأخذ مجموعة من الطلاب الفلسطينيين لمعسكر أوشفيتز، داعياً إلى تعليم جيل جديد من صناع السياسة وتحسر على فشل اتفاق أوسلو في تحقيق السلام لأن "السلام نوقش بين الدبلوماسيين والجنرالات ولم يرفق بتحضيرات لمواجهة السلام بين الناس والسماح للمخربين في الطرفين لأن ينتصر