قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار إن العلاقة بين حماس وإيران بدأت في العام 1991، عندما أبعدت إسرائيل بعض قادة حماس إلى مرج الزهور أرسلت إيران لهم وفداً يعرض المساعدة.
وكشف الزهار في حديث لقناة "الميادين" الفضائية بأنه إلتقى قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي اغتياله أمريكا مؤخرا في العراق، أكثر من مرة، ونقل سليماني إليه تقديره العالي للدور الذي تقوم به حماس.
وأضاف الزهّار أنه "في كل مرة التقيت بها سليماني كانت تتعزز ثقتي في أنّ هذا الرجل الذي سمّى نفسه قائد فيلق القدس وربط نفسه بالقدس كان صادقاً بدعمه للقضية الفلسطينية"، معتبراً أن سليماني كان على استعداد أن يعطي وقد أعطى كل ما تستطيع الجمهورية الإسلامية أن تقدّمه لقضيّة المقاومة.
وأكد أن القضية الفلسطينية ليست محصورة بشخص بحيث "إذا ذهب سليماني تضيع كل الإنجازات والعلاقات السابقة، أعتقد أنها ستستمر لأن قضية فلسطين هي قضية مركزية لإيران، وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت العلاقة بيننا وبين إيران علاقة سويّة وليست علاقة استخدام طرف لطرف". ولفت إلى أن السياسة في إيران ليست مرتبطة بشخص، بل مرتبطة بنظام وتداخلات كثيرة تحكم العلاقة بين إيران والقضية الفلسطينية.
وعن لقاء وفد حركة حماس مع قائد قوة القدس الجديد إسماعيل قاآني في إيران علق الزهار قائلاً إنه "من المنطقي جداً أن نلتقي مع القائد الجديد لقوة القدس، وأن تستمر العلاقة بين المقاومة في فلسطين وبين هذا الجهاز المهم والدولة الإيرانية".
وعن كلمة زينب ابنة قاسم سليمان قبل صلاة الجمعة في كرمان في إيران، علق الزهار قائلاً إنه "لو لم يكن سليماني مخلصاً لفلسطين لم تكن ابنته لتقول هذه الكلمات".
عضو المكتب السياسي لحركة حماس شدد على أن الجهات التي حاولت أن تضعف جبهة المقاومة بقولها إن إيران تسعى أن تكون حماس وكتائب القسام أداتين من أدواتها قد فشلت وكلامها غير صحيح، "لأن تجربتنا معهم لم تشِ لأي لحظة أنهم أرادوا أن يستخدمونا لأي قضية خارج إطار فلسطين".
وتحدث الزهار عن دول ليست لها علاقة بفلسطين تسعى لتشويه العلاقة بين إيران والقوى والفصائل الفلسطينية، من خلال محاولاتها أن تربط بين التدخل الإيراني في القضية الفلسطينية لصالح إيران وليس لصالح فلسطين.
الزهار رأى أن التدخل الإيراني لدعم المقاومة كان في غاية الأهمية، "لأن الجغرافيا السياسية ستتغير بتغيّر واقع الاحتلال، فيما تُصبّ الجهود الآن لضرب القضية الفلسطينية من خلال تشتيت الوحدة العربية وصرف العرب عن دعم القضية وهرولة بعض العرب باتجاه الكيان الإسرائيلي والتعاون معه".
ونفى أي حديث عن أن لإيران مشروعاً عقائدياً في فلسطين، وأضاف "أتحدّى أي أحد أن يقول إن إيران فتحت أي مؤسسة للشيعة في فلسطين، هذا كلام فقط لشق الصف". وأكد أن دعم إيران لفلسطين بلا ثمن.
وأعاد الزهار التذكير بأن أصل المشكلة في الحديث عن مشاريع إيران في فلسطين تتعلق بسرديات تم تضخيمها وبناء بعض المواقف عليها، وفي هذا الإطار تمنى أن "تؤخذ خطوات من الشيعة والسنة للتقريب بين المواقف السياسية وليس المذهبية"، داعياً علماء المسلمين لعقد مؤتمر يعلنون فيه انتهاء لعبة المذهبية التي يمارسها الاستعمار.
الزهار أوضح أن منع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية من العودة إلى غزة بعد زيارته طهران إشاعات وتحريض، بقوله إن "الكلام الاسرائيلي عن منع مصر وفد حماس من العودة هو تحريض للقاهرة على فعل ذلك".
وشدد على أنه "من حقنا العودة إلى قطاع غزة، واختلفنا أو اتفقنا، تبقى مصر دولة محورية".
وعن موقف رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل من إيران قال الزهار إنه لا علاقة سلبية بينهما "لكن نحن نعيش في بيئة ضاغطة علينا". في وقت أكد أن إيران لم تمل عليهم ما يصادر قراراتهم، مشدداً على رفضهم العام لأي مساعدة مقابل أي شيء.
وأوضح الزهار أن التغير في السياسات السعودية أدى إلى الاختلاف مع المقاومة الفلسطينية،في وقت كانت تسمح السعودية سابقاً لشخصيات بجمع الأموال وترسلها لحماس، مضيفاً أن التقارب الأخير بين دول الخليج وأميركا وإسرائيل أثر أيضاً على علاقة المقاومة مع هذه الدول، قائلاً إن "جهات عربية تزور الأرض المحتلة وهذا كله على حساب القضية الفلسطينية".
وأكد أن تبدّل السياسات لم يحدث من قبلهم لأهم لم يمسّوا أمن أي دولة عربية أو إسلامية، بل تركيزهم حصراً كان على القضية الفلسطينية، "ولا ندخل في لعبة المحاور كي لا نبدد جهدنا في الصراعات التي تحدث خارج فلسطين".
وقال الزهار إن "لا قوة لحركة حماس على مواجهة الصراعات الخارجية، بل قوتها في فلسطين".
الزهار اعتبر أن التعاون الأمني بين الأمن الفلسطيني وإسرائيل هو أكبر مشكلة في وجه المقاومة، وأضاف أنه لو انتشرت المقاومة في الضفة الغربية فإن كل محاولات إنهاء القضية الفلسطينية ستفشل.
وأكد أن صفقة القرن كانت عبارة عن حل للمشكلة الفلسطينية، لافتاً إلى أنه إذا فازت حماس في الانتخابات "فإن الذي يقال عنه الممثل الشرعي والوحيد لن يوقع صفقة القرن"، موضحاً أن إعلان السلطة الفلسطينية عن إجراء الانتخابات كان مناورة وهي بدأت تتراجع عن الأمر.حسب قوله