لم ينفك من تورطوا بمستنقع التعاون المختلف مع أعداء الأمة في فلسطين وغيرها عن رمي شجرة المقاومة في غزة كلما حانت فرصة بذلك ، بل ربما لم ينتظروا الفرصة لتحين بل يصنعونها و يدبروا امرهم بليل لينقضوا على المقاومة وانجازاتها بعد ان بدأت سواءاتهم أن تتكشف تباعا وتباعا ..
هذه السنة التي اتبعها المنافقون منذ عصر النبي الاكرم وعلى امتداد الازمان والعصور نفاقا وخذلانا وتآمرا وتخليا عن كل القيم بل بيعها ؛ هنا فلسطين التي تنازل فريق اوسلو عن ٨٠% من مساحتها للاحتلال وتركوا الباقي للتفاوض وأقروا بشرعية الاحتلال وحقه بملاحقة من يقاومه بل جعلوا من التعاون مع المحتل لملاحقة المقاومة أمرا مقدسا ؛ ليضيعوا ثلثي مساحة الضفة في فترة التفاوض البئيس بعد أن أطلقوا العنان للاحتلال ومستوطنيه ليفعلوا مايشاء وكبلوا في نفس الوقت كل يد شريفة تقاتل من أجل الكرامة والحرية ؛ كل ذلك ويطلب رئيس السلطة من ترامب على الهواء مباشرة أن يأتيه بصفقة القرن ليحل القضية الفلسطينية ؛ ومن ثم توجه السهام نحو المقاومة الصامدة بغزة أنها من تنفذ صفقة القرن وتشارك بها ؟!أي استخفاف بالعقول تتعامل به تلك القيادة الخاطفة للقرار الفلسطيني وتتهرب من كل استحقاقات الشراكة ؛ بل بشددون الخناق ويريدون قطع الهواء عن غزة بحجة محاربة صفقة القرن وهم من أرسى قواعدها أوسلو ..
ويستمرون في تبديد أموال شعبنا في محاربة المقاومة عبر ضخها في صناعة البروباغندا السوداء ضدها بأساليب ومحطات مختلفة ويساعدهم في ذلك كل من لا يحب الحرية ويرتضي بالعبودية للشيطان الأكبر ..
إن الحملة الشرسة ضد رموز المقاومة وشيطنتها في مواقف عدة هو نتيجة طبيعية للانجازات التي حققتها والثبات الاسطوري الذي أظهرته رغم كل المحن والعواصف والتحديات ؛ فلذلك نجدهم يحاولون أن يزرعوا نار الفتنة الطائفية وحتى العرقية ويؤججوها في أمتنا عندما يتعلق الأمر بموقف واجب تجاه من دعم فلسطين ومقاومته كالجمهورية الاسلامية في ظل تخاذلهم بل وحربهم المستعرة تجاه كل مقاومة للاحتلال والاستكبار ؛فلاهم قاوموا ولا تركوا غيرهم ليقاوم بل حاربوا كل من يظهر عورتهم بمقاومته للمحتل بل يحاولوا أيضا قطع الهواء عنه وتشويه صورته بعد الامعان في حربه ..
لا شك أن الأمر وصل ذروته ويحتاج الى مزيد من رص الصفوف وتوحيد المواقف بين من يتبنى نهج المقاومة ضد الظالمين وبالضرورة بمكان توحيد الخطاب والعمل الاعلامي لمواجهة سيل الحقد والعدوان ممن هو من جلدتنا او غيرها وهذا يتطلب حشد الطاقات المختلفة لتوعية الأمة فالمعركة معركة وعي لابد للحق أن ينتصر فيها ؛ فللظالمين سقطات ودناءات وحقارات تفضح زيف ماكنتهم الاعلامية ؛ وللحق أيضا رايات ورايات للحق يجب أن ترفع عاليا يمكن أن تزهق الباطل في معركته المتواصل مع الحق وأهله ..
بقلم/ د. سالم عطالله .. نائب الأمين العام لحركة المجاهدين الفلسطينية..
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت