وصلت منتصف العدم، لكنني لم أجدها هناك رغم أنها سارت في أزقة العدم منذ دهرٍ، وبقيت جالسة تتأمل سر الوجود وأفكارها ظلت تبحث عن فكرة سبب الوجود في كون يتسع بلا توقف، فالكون وحده يعي تماما معنى الحرية ويتمدد دون حواجز في فضاء لا نهائي هكذا تتفهم معنى الحرية حينما لا يوقفها أي حاجز مادي أو ميتافيزيقي.. فحين بدأت في البحث عنها وقعت في فراغ العدم، وتهت لدهرٍ، لكنني لم أجدها هناك، فهل أخذها العدم إلى عدم آخر أم وإلى ميتافيزيقا بداية تمدد الكون؟ سأموت هنا في العدم ستجدني ذات زمنٍ حاملا صورتها لأنني كلما أنظر إليها أجدني متلهفا في للبحث عنها في سراب العدم، لربما أجدها في جلسة تفكير صامتة، وهناك ستسر من رؤيتي العدمية.. فلا أدري هل سأجدها ذات زمن تائهة في سراب العدم، لربما ستصل هي في النهاية إلى عدم لا يشبه أي عدم لمعرفة سرّ الوجود، لكنها ما زالت تائهة في سراب العدم..
عطا الله شاهين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت