شارك الآلاف من الفلسطينيين من مختلف محافظات الوطن، وشخصيات رسمية ووزراء وأعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية "فتح"، وفصائل وقوى العمل الوطني ومتضامنون دوليون، يوم الأربعاء، في فعالية شعبية دعت إليها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ضمن حملة "حماية الأغوار".
واعتدت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي على المشاركين بالضرب المبرح، وأطلقت قنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع باتجاههم، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق، كما منعت الطواقم الصحفية من تغطية الحدث.
وشدد جيش الاحتلال من إجراءاته العسكرية في الأغوار، ونصب العديد من الحواجز العسكرية الطيّارة في مختلف المناطق، ومنع الحافلات التي تقل المواطنين من الوصول إلى الأغوار.
وشملت الحملة التي تركزت في مواقع عدة على امتداد الأغوار الشمالية، مساندة المواطنين للوصول للأراضي التي منعت قوات الاحتلال أصحابها من زراعتها، وتنفيذ نشاط لحراثة هذه الأراضي.
كما تأتي هذه الفعالية للتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في أرضه، ورفضا للمخططات الأميركية والإسرائيلية و"صفقة القرن" الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وقد أدى المشاركون صلاة الظهر فوق أراضي المواطنين المهددة بالاستيلاء، رغم محاصرتهم من قبل جيش الاحتلال، الذي حاول إبعادهم وطردهم من المكان.
ومنعت قوات الاحتلال العشرات من أبناء محافظة أريحا والأغوار من التوجه إلى الأغوار الشمالية، للمشاركة في فعالية "حماية الأغوار".
ونصب قوات الاحتلال عدة حواجز على الطرق الرئيسية والالتفافية المؤدية إلى الأغوار الشمالية، ومنعوا 3 حافلات انطلقت من أريحا، وأجبرتها على العودة.
كما احتجزت قوات الاحتلال البطاقات الشخصية لعدد منهم ودققتها، ومنعت طواقم تلفزيون فلسطين ووكالة وفا في أريحا من الوصول لتغطية وقفة تضامنية في قرية فصايل بأريحا.
وكانت محافظة أريحا والأغوار قد دعت إلى المشاركة في اليوم الوطني لحماية الأغوار بالشراكة مع أقاليم حركة "فتح"، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ولجان المقاومة الشعبية.
قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف خلال مشاركته، إن قوات الاحتلال استولت على 11 جرارا زراعيا في هذه الأراضي، لمنع حراثتها وزراعتها، بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة، وأعلنت سلطات الاحتلال عن باقي الأراضي محميات طبيعية، مؤكدا أن هذه آلية تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من هنا، ولذلك جئنا الى هنا للرد على هذا القرار ولنحمي الأغوار.
وأكد، أنه سيتم كسر جميع الحواجز الموجودة في المنطقة، كما حدث اليوم مع حاجز "تياسير"، ليوصلوا رسالة أن شعبنا الفلسطيني موحد خلف الرئيس ضد "صفقة القرن"، والعمل على إسقاطها.
ولفت الى أن المقاومة الشعبية مستمرة في المنطقة، حيث سنؤسس لمجموعة من مراكز الطوارئ ولجان الحماية الشعبية للمزارعين، وستتولى هذه اللجان تقديم المساعدة لأي مزارع يتعرض لاعتداء، وسنوفر لهم الحماية، كما أن لدينا خطة لتوفير احتياجات الأغوار، حيث وفرنا 2000 تأمين صحي مجاني للعائلات، وسيتم بناء مدارس جديدة بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، وستتم حراثة الأراضي بالشراكة مع وزارة الزراعة، فيما سيتم إعادة بناء كل البركسات والخيام.
وأضاف: تمت حراثة جزء من هذه الأراضي، وكل شبر هنا سيتم حرثه، وقد قمنا بمد 4 خطوط مياه لتصل لأكثر من 7 تجمعات، ومد طريق 10 كيلومترات، ولدينا إرادة أن نستمر في العمل، وألا يهاجر فلسطيني واحد من الأغوار.
من جهته، أكد وزير الزراعة الفلسطيني رياض العطاري إن "الأغوار هي العمق الاستراتيجي الفلسطيني للأمن الغذائي، ومن الناحية الزراعية هي أرض غنية جدا وسلة الغذاء الفلسطيني، ومن ناحية سياسية هي حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية".
وأضاف: "وجودنا هنا كوزراء ومحافظين وقادة سياسيين يشكّل أول ترجمة حقيقية لمفهوم إعادة النظر في الدور الوظيفي للسلطة الفلسطينية"، مشيرا إلى أن شعبنا بكل تجلياته وأحزابه السياسية وشرائحه ينتصرون اليوم لمنطقة الأغوار رغما عن أنف الاحتلال، من أجل زراعتها وتعزيز صمود المواطنين فيها، خاصة المزارعين.
بدوره، قال عضو إقليم حركة "فتح" في جنين نصري حمامرة، "على ترمب ونتنياهو أن يفهما العلاقة القوية بين الشعب الفلسطيني وأرضه، ولا يمكن لأي قوة في العالم أن تنهيها، ونحن مستمرون في هذه الفعاليات المنددة بالاستيطان وضم الأغوار.
ولفت الى أنه ورغم اجراءات الاحتلال وتشديداته، إلا أنه لم يتمكن من منع المشاركين من الوصول للمنطقة.
بدورها، قالت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، إن الاحتلال الإسرائيلي يريد فرض السيطرة على كل الأرض الفلسطينية، وقتل كل ما هو فلسطيني، مضيفة ان شعبنا جاء اليوم الى الأغوار موحدا وثابتا وملتفا خلف القيادة والرئيس محمود عباس، الذي قال، لا لأقوى دولة في العالم رغم كل الإجراءات والقمع.
من جانبه، قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس: نقف خلف القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس الذي يخوض هذه المعركة، والجميع هنا قال كلمته بأنه لا لـ"صفقة القرن"، ولنثبت ان الاحتلال لن يثنينا عن الصمود على أرضنا، حيث ستكون هناك سلسلة من الفعاليات والاحتجاجات الشعبية.
وطالب دغلس بضرورة توسيع نطاق الفعاليات الشعبية، ووحدة الميدان والموقف لنسقط هذه المشاريع التصفوية، ومحاولة ضم الأغوار.