الصدمة في تعريفها العام هي نازلة أو مصيبة تصيب الشخص فتقلقه أو تهزه أو تذهله أو تشله فكريا أو حركيا بشكل مؤقت. والصدمة أنواع منها الطبية والنفسية والعاطفية والثقافية والفكرية والحضارية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية والمالية والبيئية وفي كل مجال يمكن إطلاق مصطلح صدمة على على أي نازلة أو مصيبة تهز وتقلق الإنسان وتشله حركته أو عقله أو تفكيره مؤقتا.
كثيرة هي أنواع الصدمات التي صنفها الإنسان الصدمة أنواع حسب زاوية النظر إليها أو الأثر الذي يحدث من الفعل أو رد الفعل فيؤدي للذهول أو الشلل أو ما يعرف بالصدمة. الصدمة مثلا، من زاوية نظر معينة، تحدث من توقيت غير متوقع، أي تعني المفاجأة في وقت الفعل أو رد الفعل والمفاجأة تعني بالضبط وقت حدوث الفعل غير المتوقع.
الصدمة أيضا، من زاوية نظر أخرى، تحدث من حجم أو قوة الفعل أو رد الفعل، أكان الفعل أو رد الفعل هائلا أو ضئيلا في الحجم أو القوة أو الأثر، فنقول عن الفعل الكبير الحجم أو القوة، ساحقا أو حاسما أو مدمرا للهدف، ونقول عن الفعل الضئيل الحكم أو الضعيف أو المعدوم الأثر، تمخض الجمل فولد فأرا. في صفقة القرن تشكلت صدمات متعددة المجالات والأنواع التي ذكرناها عاليه، ليس على الشخص بل على الشخص والجماعة أو الشعب الفلسطيني بمجمله.
الصدمة الأخطر والأشد في صفقة ترامب والتي خرجت حتى عن تعريف الصدمة العام والمتعارف عليه، في أنها ليست فعلا مؤقتا أحدث الهزة أو القلق لوقت قصير، بل هي فعل من نوع فريد سيحدث هزات متلاحقة كالزلزال ويفوق حتى الزلزال وتوابعه التي هي أيضا محدودة في زمن معروف، فالصدمة في الحقيقة ستتحول لبركان ثائر دائم يقذف الحمم طوال الزمن رأس الشعب الفلسطيني واستمرار تعذيبه بالحرق حتى يوم القيامة، فترامب وضعنا في النار نتلظي بها دنيا وآخرة ووضعهم في الجنة والنعيم المقيم إن سلمنا بضياع حقنا.
في صفقة القرن، الصدمة في فلسطين وعلى الفلسطينيين ليست في جغرافيتها وخريطتها التي جاءت في الصفقة، وليست في المقدس الذي تحول من أصحابه لشعب له مقدس آخر، وليست في إنتهاك مبادئ حقوق الإنسان وشرعاتها، وليست في الخروج عن قرارات الشرعية الدولية، وليست في الحل غير القابل للحياة، وليست المميزات التي حصل عليها طرف على حساب الآخر، وليست في مواقف عربية غريبة، وليست في نزع سلاح الفلسطينيين، وليست في الدولة المسخ، وليست في فقدان السيادة والسيطرة لدولة جديدة، وليست في إنهاء حق العودة لشعب كامل، وليست في ال50 مليار دولار وكيف ومن يدفعها، الصدمة ليست في كل ذلك ، بل الصدمة الحقيقية أن الصفقة مفروضة بقوة السلاح من أمريكا وكأنها قدر مقدر من آلهة إسمها الولايات المتحدة ولا خيار لك حتى ليس بالرفض أو قول الرأي أو النقاش، بل ليس لك حق بالتألم أو قول آه أو أخ أو آي ..
الصدمة أن ترامب يقول أنا ربكم الأعلى أعز من أشاء وأذل من أشاء، لا لا يا ترامب الفلسطيني لا يذل، إنه الكِبْرُ بكل المعاني depravity فساد, فسوق, انحراف, سفالة baseness لؤم, خسة, انحطاط, سفالة, حقارة lowness خسة, سفالة, ذل immorality فجور, فسوق, لا اخلاقية, فساد, سفالة, خلاعة ignobility خسة, خساسة, سفالة, وضاعة imprudence تهور, طيش, سفالة, قلة أدب, عدم إتزان
د. طلال الشريف
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت