أنا لاعب فلسطيني لاجئ !! وفئة دمي مقدسية !!

بقلم: خليل إبراهيم العلي

خليل ابراهيم العلي

نعم نقر جميعاً أن الرياضة الفلسطينية على كل المستويات في تطور وتقدم وازدهار، نعم شاركنا في نهائيات آسيا وفزنا بالكأس الذهبية مرتين وفزنا بكأس التحدي، وشاركنا في تصفيات كأس العالم، نعم أنديتنا العريقة تقدم مستويات جيدة في بطولات الأندية، نعم منتخباتنا الشبابية تصل إلى المراتب المتقدمة، ونعم كرتنا النسائية في أفضل مستوياتها، ونعم الدوري في المحافظات الشمالية والجنوبية يقدم أداءً جيداً يفرز ويبرز اللاعبين والمتميزين.

لكني أنا لاعب فلسطيني لاجئ وفئة دمي فلسطينية مقدسية !! أفرح لفرحكم، وأبتسم حين فوزكم، وأنقل أخباركم لزملائي في الأندية اللبنانية والفلسطينية في لبنان ويسألني البعض منهم:" لماذا لا تلعب ضمن المنتخب الفلسطيني؛ وأنت لاعب متميز! هل من موانع لذلك؟ ثم أزيح بوجهي، وأخفي غصتي، وأمسح دمعتي التي لا أريد لأصدقائي أن يشاهدوها. فأنا فلسطيني! فلماذا لا أكون ضمن صفوف المنتخب الوطني !! وهذا أمل كل لاعب أو كل رياضي أن يمثل وطنه، وهذا طموح كل المتميزين من أبناء فلسطين، وهذا هو الهدف الأساس بل هو قمة الأمل لكل لاعب. ويسرح بي خيالي وأنا أحلم أني أرتدي لباس المنتخب الفلسطيني؛ وأضع يدي اليمنى على قلبي وتتراءى أمامي فلسطين حين نسمع نشيدها... هذا قبل أن أسمع صوت صديقي يسألني من جديد؛ فأستفيق وعلى خ  ي دمعة ساخنة.

ثم إني قرأت في محضر للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم المركزي-وفي أحد مقرراته -يطلب من المعنيين بضرورة إرسال لجان تشرف على اختيار اللاعبين للمنتخبات في المحافظات الشمالية والجنوبية !! وبحثت عن كلمة الشتات فلم أجدها؛ مع   ني فلسطيني وفئة دمي مقدسية. وظننت أني تجاوزتها بنظري، فأعدت القراءة فلم أجدها، فلربما سقطت سهواً من كاتب محضرها!!!.

وأنا اتساءل هنا: هل اللاعبون الفلسطينيون الشباب والكبار، والفئات العمرية في الأندية اللبنانية العريقة، أو في الأندية الفلسطينية المتميزة في الشتات لا وزن لهم أمام الوزن الفلسطيني الآخر؟ أم أن الدوري اللبناني ضعيف بنظر الآخرين؟ مع أن نادي العهد اللبناني بطل كأس الاتحاد الآسيوي لعام 2019! أو أن هناك معايير تستثني هذا اللاجئ المقتول ألف مرة، والمذبوح ألف مرة، والجائع ألف مرة، والمقيد آلاف المرات ؟؟؟... لكني على يقين تام أن المعنيين يحاولون الإصلاح والتطوير فلمَ لا نكون جزءاً من إصلاحكم ولم لا نحوز على ثقتكم؟

ثم أتساءل مرة أخرى: لماذا لا تكرر العملية الناجحة التي اعتمدت في كرة القدم الخماسية للصالات والتي شارك فيها المنتخب الفلسطيني في تصفيات غرب آسيا في البحرين؛ والذي - رغم الوقت القصير الذي تشكل فيه المنتخب- أثبت جدارته وناطح الكبار كالعراق والإمارات والبحرين ,والكويت ، وعمره لم يتجاوز الشهر الواحد، لكن طريقة إرسال المدرب إلى لبنان ورؤية اللاعبين عن قرب واختياره اللاعبين أثبتت نجاعتها رغم كل العوائق والتوقيت؛ فلماذا لا تكون اللجان المختصة الكاشفة عن اللاعبين في كرة القدم حاضرة في ساحة لبنان والشتات. هذا من جانب، ومن جانب آخر؛ ما دور المعنيين في ساحة لبنان والشتات ؟؟ فأنا فلسطيني وفئة دمي مقدسية، أتساءل: من المسؤول عن تحطيم أحلامي، وقتل أهدافي وآمالي؟ ومن المسؤول عن التعريف بالقدرات والمواهب في الشتات الفلسطيني؟ ولعلي أجد الجواب قريباً. فهذا لساني وحال كل اللاعبين الفلسطينيين في الشتات.

واسمحوا لي -هنا-أن أقدم التحية للاتحادات الأولمبية الفلسطينية التي تساوي بين الأبطال في الوطن وخارجه في المنتخبات والبطولات العربية والدولية، والذين يثبتون قدراتهم على منصات التتويج؛ ولعل أسماءهم وصلت العالم فهل يصل صوتي أنا؟ اعذروني ... فأنا فلسطيني!! وفئة دمي مقدسية!!!.
بقلم: أ. خليل ابراهيم العلي، مدير المؤسسة الفلسطينية للشباب والرياضة في لبنان.

 10/2/2020

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت