ذكرى رحيل المناضل الحقوقي بسام محمد الأقرع - أبو علي (1962م -2018م)

سامي ابراهيم فودة

قال تعالى: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا "صدق الله العظيم ..
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة لرجل من رجالات الوطن الأوفياء المخلصين أنه الإنسان الوفي المخلص والمواطن الصالح والمناضل الثائر والرجل الحقوقي البارع, فهو أحد الوجوه الحقوقية البارزة والمشرفة في الحركة الحقوقية الفلسطينية,في رحيلة ترك إسهامات عظيمة وبصمات بارزة تسجل له في بناء قدرات الحركة الحقوقية الفلسطينية والتي تميزت بدورها وقدرتها الكبيرة على العطاء والتأثير الفعلي في مقارعة ومواجهة المخططات والمؤامرات التصفوية التي تحاك ضد القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا الفلسطيني الأبي الصامد تحت نير الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.
أخي الحبيب والصديق الوفي بسام الاقرع "أبو على" رجل العطاء والكرم والمروءة والمواقف الشجاعة والنبيلة صاحب الإطلالة المحببة والحضور الطاغي والخلق الرفيع والوجه البشوش والابتسامة الدائمة والقلب الأبيض الصادق في انتماءه والمخلص في حبه للوطن, فهو شعلة من النشاط والحيوية والالتزام يملأ المكان عطاءً وفرحاً، مدافعاً صلباً عن الحق والمظلومين،
ولد المرحوم/ بسام محمد الأقرع في مخيم جباليا الثورة مقر سكناه ومسقط رأسه بتاريخ 26/3/1962م ونشأ في كنف أسرة فلسطينية متواضعة لاجئة مناضلة محافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتعود جذور ‏عائلته إلى قرية برير في فلسطين والتي هاجروا منها كباقي الأسر الفلسطينية تحت تهديد السلاح وسكنوا مخيم جباليا وانتقل فيما بعد للسكن في غزة بجوار مسجد الكنز..
فهو متزوج من الأخت الشاعرة الأديبة دنيا الامل إسماعيل وأب وله من الأبناء أربعة وهم/ وشام- كرمل- اوغاريت - وعلي, تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وحصل على الثانوية العامة وأنهى دراسته الجامعية وحصل على ليسانس الحقوق، واسس مع زملائه المحامين الأستاذ/ راجي الصوراني مدير عام مركز غزة للحقوق والقانون ومن ثم أصبح المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، بقي مستمراً بالعمل والعطاء يناضل ويكافح دون كلل او ملل حتى باغته الأجل فجأة ورحل عن عالمنا إلى عالم أخر..
محطات مضيئة في حياة المناضل الثائر الرجل الحقوقي :- بسام محمد الأقرع (أبو علي)
- كان المرحوم/بسام أبو علي رجل مناضل منذ نعومة أظافره وشعلة في العطاء ومٌنظر تنظيمي ومثقف سياسي وناشط رياضي ومن كوادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, ومدافعاً عن حقوق شعبه وقضيته العادلة وله بصمات بارزة في فضح العدو الصهيوني وكشف اللثام عن وجه القبيح وخاصةً خلال انتفاضة الحجارة عام 1987، مما دفع أحد الصحفيين اليابانيين باتخاذ أسرة بسام الأقرع كنموذج عبر تطوعه كمترجم ومرافقاً للوفود الصحفية والتضامنية التي تزور قطاع غزة لينقل من خلالهم الصورة الحقيقية لواقع معاناة المواطن الفلسطيني تحت حراب الاحتلال الإسرائيلي,
- في عام 1993 بدأ بسام الأقرع عمله في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان من خلال مركز غزة للحقوق والقانون..
- في عام 1995 عمل مع طاقم من المحامين والباحثين في تأسيس المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، حيث عمل باحثا ميدانياً ليقوم برصد وتوثيق الانتهاكات التي تمارَس بحق الإنسان الفلسطيني وتدرج في عمله كمدير لوحدة التدريب بالمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان حتى وفاته..
- قام بعمل فيلم وثائقي مدته ثلاث ساعات رصد من خلاله المعاناة اليومية موثقاً الإجراءات والانتهاكات التي تُمارَس ضد العمال والفلاحين والطلاب وكافه شرائح المجتمع في الفترة ما بين عامي 1986 و2003.
- تعرض للاعتقال عدة مرات في غياهب السجون الإسرائيلية ولم يتوقف عن مواصلة نضاله ضد الظلم والاضطهاد والاحتلال الاستعماري لفلسطين.
- تمكن خلال مسيرته المهنية من تدريب المئات من الناشطين والناشطات من مختلف الفئات والتخصصات ومساندة الكثير من القضايا الوطنية والحقوقية وكان مؤثراً كبيراً في الدفاع عن حقوق الإنسان الفلسطيني.
بسام محمد الأقرع - أبو علي- ونظرة الوداع الأخيرة ...
وافته المنية مساء يوم الخميس الموافق 15/2/2018م إثر نوبة قلبية مفاجئة دون أن تتمكن زوجته دينا الأقرع وابنته الكبرى من وداعه الأخير, حيث كانت متواجدة في القاهرة لإتمام اجراءات دخول ابنتها "اوغاريت" في كلية الطب وثم الصلاة على جثمانه الطاهر الحقوقي/ بسام الأقرع (أبوعلي) ابن مخيم جباليا مخيم الثورة والصمود, ظهر يوم الجمعة الموافق 16/2/2018م في مسجد العودة, حيث شاركت جماهير غفيرة في تشييع جنازته المهيبة في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة ليوارى الثرى إلى مثواه الأخير في مقبرة الفالوجا ..
رحم الله المناضل الحقوقي/ بسام الأقرع (أبو علي) واسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ..

بقلم :- سامي إبراهيم فودة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت