منذ أن بزغ " نجم " الجنرال بيني غانتس وتشكيله حزب كحول لفان، قلنا انه لا يختلف عن نتنياهو بمواقفه ونهجه وطروحاته السياسية والأيديولوجية، فهو صهيوني حد الثمالة، بل أكثر وأشد من الصهيونية وفكرها العنصري الفاشي.
فغانتس يقبل بصفقة القرن ورحب بها ودعا للمصادقة عليها في الكنيست الحالية، ووافق على ضم غور الأردن وتوسيع رقعة الاستيطان في الأرض الفلسطينية، وأيد التصعيد العسكري الأخير على قطاع غزة، ويطالب بشن حرب جديدة ضد حماس، ويؤيد سياسة الاغتيالات.
والحقيقة أن جهيزة قطعت قول كل خطيب، فتصريحات غانتس القاطعة برفضه تشكيل حكومة في حال فوزه بالانتخابات " مع العرب "، أو حتى حكومة تعتمد على تأييد ممثلي القائمة المشتركة خارج الائتلاف، وتأكيده انه سيقيم حكومة يهودية وصهيونية شرعية، تسحب الأرض من تحت أقدام الواهمين والمراهنين عليه من بعض القيادات السياسية العربية.
نتنياهو يستغل صفقة القرن باعتبارها انجازًا تاريخيًا وفرصة تاريخية في معركته الانتخابية، وغانتس يستخدم ايضًا تأييده لصفقة القرن ليقول أنه لا يقل تمسكًا بالاحتلال والاستيطان والضم، وليس أقل جاهزية منه لإشعال الحرب والعدوان وسفك المزيد من دماء الفلسطينيين، وكل ذلك لكسب أصوات اليمين المتطرف.
لقد سقط خيار المراهنة على غانتس، ولو ان المشتركة وبعض قادتها أعلنوا رفضهم لأي مستقبل معه لكان اشرف من اجل حفظ ماء الوجه. ولذلك فإن الحاجة والضرورة الآن محاصرة نهج غانتس وهو النهج العنصري الصهيوني لكل قادة وحكام وساسة دولة الاحتلال، وزيادة الوزن النوعي السياسي لجماهيرنا العربية التي يزداد التحريض عليها ويشتد التمييز العنصري ضدها، وتستشري محاولات نزع الشرعية عنها، والواجب الوطني والاخلاقي والمسؤولية الوطنية والسياسية تتطلب تكنيس وتنظيف الشارع العربي من كل الأحزاب الصهيونية، ودعم القائمة المشتركة، رغم كل المآخذ السلبية على قادتها وممارساتهم وسلوكهم الذي لا يسر القلب.
بقلم : شاكر فريد حسن
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت