اكبر أزمة سياسية تواجهها اسرائيل منذ قيامها

بقلم: كمال ابراهيم

كمال ابراهيم

لا شك أن نتائج الانتخابات للكنيست ال23 تشير الى حصول أكبر أزمة سياسية تشهدها دولة اسرائيل منذ نشأتها والتي راحت تتخبط في عدم تشكيل حكومة بعد جولتين من الانتخابات في ابريل 2019 وايلول 2019 وكذلك الانتخابات الثالثة التي جرت في 2.3.2020 اسفرت عن نتائج يصعب من خلالها تشكيل حكومة مما يزيد من امكانية اللجوء الى انتخابات رابعة . وهناك اسباب عديدة قد تحول الى عدم النجاح في تشكيل حكومة في هذه المرحلة ايضًا أهمها :

1) كون مرشح اليمين بنيامين نتنياهو يحظى بتأييد 58 نائبًا فقط وهم اعضاء كتلة اليمين الملتزمون له بدعمه وتأييده لتشكيل الحكومة وهذا ليس كافيًا .

2) أعضاء المركز – يسار بمن فيهم القائمة المشتركة  يعدون 55 عضوًا فقط لا يمكنهم تشكيل حكومة الا إذا حصل مرشحهم المفضل بيني غانتس على دعمٍ من حزب يسرائيل بيتنا برئاسة افيجدور ليبرمان الذي لا يقبل الجلوس في حكومة تعتمد على القائمة العربية المشتركة .

3) ان تشكيل الحكومة يتوقف اولًا على اسناد مهمة تشكيلها من قبل رئيس الدولة الى احد المرشحين من أكبر حزبين وهما بنيامين نتنياهو وبيني غانتس.

وهنا تكمن المعضلة اذ ان بنيامين نتنياهو لن يحصل على توصية لتشكيل حكومة لدى رئيس الدولة بأكثر من 58 نائيًا وهم أعضاء حزب الليكود مجتمعين مع الأحزاب المتدينة وحزب يمينا. وأصبح من غير الممكن أن ينضم الى هؤلاء حزب يسرائيل بيتنا برئاسة افيجدور ليبرمان الذي يؤكد موقفه الثابت من عدم تاييد حكومة يجلس فيها المتدينون والأهم تعميق الفجوة بين نتنياهو وليبرمان مؤخرًا وتبادل الاتهامات بينهما على خلفية تصريح ليبرمان بأنه يدعم سن قانون في الكنيست يمنع مِن مَنْ يواجه تهمة جنائية بتشكيل حكومة والمقصود منع نتنياهو من تشكيل حكومة ومما زاد الخلاف بين ليبرمان ونتنياهو توجه الليكود وزعيمه بنيامين نتنياهو الى المستشار القضائي للحكومة بفتح تحقيق ضد ليبرمان بادعاء انه ارتكب مخالفة جنائية أثناء اشغاله منصب وزير الدفاع بتقديمه التسهيلات للمبادر موشيه يشعياهو بإلغاء منع البناء له في منطقة تقع ضمن مناطق للتدريبات العسكرية وحسب ادعاء الليكود جاءت مخالفة ليبرمان هذه بعد لقاء أجراه المبادر يشعياهو مع ولدي ليبرمان في موسكو .

وعلى خلفية الاتهامات المتبادلة بين نتنياهو وليبرمان بات يبدو أن دعم ليبرمان لنتنياهو أصبح امرا غير وارد على الإطلاق الأمر الذي يبقي نتنياهو مع 58 نائيًا وهذا لا يكفي لتشكيل حكومة .

وكذلك الحال بالنسبة لبيني غانتس الذي يحتاج الى توصية لدى رئيس الدولة لتكليفه بتشكيل حكومة  من قبل عدد من النواب يزيد عن العدد الذي يحظى به نتنياهو أي أكثر من 58 نائبًا .

وهنا يبدو حنى الآن أن غانتس قد يحظى بدعم نواب حزبه  كحول لفان وحزب العمل جيشر ميرتس وكذلك نواب القائمة المشتركة الذين قد يمتنع من بينهم ثلاثة نواب من حزب التجمع الذين يعارضون تأييد غانتس ، وفي هذه الحالة سيوصي رئيس الدولة 52 نائيًا فقط بتكليف غانتس بتشكيل الحكومة وهذا ليس كافيًا الا اذا قرر حزب يسرائيل بيتنا تأييد غانتس وقبوله تشكيل حكومة تعتمد على تأييد القائمة المشتركة من الخارج . وكما صرح عضو الكنيست حمد عمر النائب عن هذا الحزب فإن الحزب سيتخذ قراره يوم الاربعاء المقبل .

والقائمة المشتركة هي الاخرى ستتخذ قرارها حول من ستدعم لتشكيل الحكومة في اجتماعها غدًا الأحد الذي سيتضح فيه ما اذا كان اعضاء التجمع الثلاثة سيوصون رئيس الدولة بالإضافة لبقية نواب المشتركة ال12 أو لا .

وفي كل الحالات مع الصورة التي نراها من خلال هذا التحليل يبدو أن امكانية تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو او غانتس صعبة للغاية ان لم تكن مستحيلة وليس من المستبعد أن تجرنا هذه الأزمة الى انتخابات رابعة قريبًا .

 بقلم كمال ابراهيم

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت