الحديث عن المرأة الفلسطينية ونضالاتها عبر محطات القضية الفلسطينية حديثا ذا شجون وهو عبارة عن الطيف والنسيم البطولي في تاريخ القضية الفلسطينية، فقد سطرت المرأة الفلسطينية مواقف ومشاهد بطولية خالدة عبر محطات تاريخ القضية الفلسطينية، ومنذ فجر التاريخ والمرأة الفلسطينية تناضل إلى جانب الرجل وواجهت المحتلين بما تمتلكه من قوة، والتاريخ يزخر ويرسم البطولات السامية للمرأة الفلسطينية، ويكفيها فخرا أنها مربية الأجيال وصانعة المناضلين والثوار الأحرار .
في هذا المقال نبرق بالتحية الكبيرة لأرواح الشهيدات الفلسطينيات والجريحات والأسيرات والأمهات الثائرات اللواتي قدمن الكثير لفلسطين منهن خنساوات فلسطين أم نضال فرحات رحمها الله وخنساء فلسطين أم رضوان الشيخ خليل، وأم الشهيد أحمد جرار وأم الشهيد مهند الحلبي وأم ناصر أبو حميد وغيرهن الكثير وسجل الشرف حافل وكبير بأسماء خنساوات فلسطين لا يتسع المقام لذكرهن .
وقد قام كاتب السطور بإعداد دراسة تاريخية توثيقية لدور المرأة الفلسطينية في مقاومة الاحتلال الصهيوني منذ عام 1976م وحتى عام 1994م رصد فيها الدور السياسي والدور العسكري والدور الاجتماعي والدور الثقافي والفكري، ورصدت الدراسة دور مؤسسات المرأة الفلسطينية في مقاومة الاحتلال، حيث سطرت تاريخا عريقا في مقاومة الاحتلال الصهيوني وكان لها دورا عسكريا وسياسيا وتربويا وثقافيا و اجتماعيا، وفي زمن الاحتلال البريطاني (1917-1947م ) شاركت المرأة الفلسطينية في المظاهرات والاعتصامات وكتابة العرائض السياسية وإرسال البرقيات الاحتجاجية رفضاً للمخططات الصهيونية، وكان للمرأة الفلسطينية دور بارز في الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م ، حيث وقفت المرأة تدافع عن أرضها ووطنها وتقدم العون للثوار، و في نكبة فلسطين عام 1948م برز دور المرأة في العمل الاجتماعي والإغاثي وحماية الأسرة الفلسطينية من التشتت والضياع جراء مجازر النكبة، وواصلت المرأة نضالها بعد عام 1967م حتى يومنا هذا
وللمرأة الفلسطينية سجل حافل في أعمال المقاومة العسكرية ضد العدو الصهيوني ، وقد نفذت عدد من العمليات العسكرية البطولية ضد الاحتلال الإسرائيلي حيث شاركت الشهيدة المناضلة شادية أبو غزالة في تنفيذ العديد من العمليات الفدائية ضد الاحتلال، واستشهدت في 28 نوفمبر 1968م حيث كانت تعد في بيتها قنبلة لتفجيرها في عمارة "إسرائيلية " (بتل أبيب)، فانفجرت القنبلة بين يديها مما أدى لاستشهادها، ولا ننسى المناضلة دلال المغربي التي استشهدت في 11 مارس 1978م خلال عملية فدائية، وسجل العمليات العسكرية للمرأة الفلسطينية في كافة محافظات الوطن كبير ولكن ما ذكرته نماذج قليلة؛ لقد نفذت المرأة الفلسطينية العشرات من العمليات الفدائية البطولية وقدمت التضحيات الجسام في النضال الفلسطيني، ونذكر هنا الشهيدة فاطمة النجار من مخيم جباليا أم الفدائيات التي استطاعت تنفيذ عملية استشهادية رغم كبر سنها وتفجير نفسها في عدد كبير من الجنود خلال اجتياح جباليا عام 2006، ولا ننسى الاستشهاديات ريم الرياشي، وهبة دراغمة، وآيات الأخرس، وهنادي جرادات، ودارين أبوعيشة وميرفت مسعود وغيرهن مما قدمنّا أنفسهن في سبيل الله ومن أجل الدفاع عن فلسطين
ولا ننسى ما تتعرض له أسيراتنا الماجدات في سجون الاحتلال الصهيوني من أقسى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي والإيذاء اللفظي ..لا تتسع الكلمات ولا السطور للكتابة عن نضالات المرأة الفلسطينية إنما هذا شيء يسير وكلمات قليلة في دورها النضالي والسياسي في مقاومة الاحتلال الدفاع عن أرضنا الفلسطينية..
بقلم / د. غسان مصطفى الشامي
إلى الملتقى ،،
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت