أنشئ صندوق "وقفة عز" بمرسوم رئاسي يوم 2 ابريل 2020. بهدف جمع التبرعات والدعم من القطاع الخاص والمجتمع الفلسطيني للمساعدة في مواجهة حالة الطوارئ و الركود بسبب فيروس كورونا. يشرف على الصندوق مجلس إدارة مكون من 30 شخصية فلسطينية. جميعها من القطاع الخاص الفلسطيني. لاشك أن تشكيل الصندوق قرار لابد منه في هذه الظروف التي نمر بها جميعا و هي خطوة تعزز حالة التضامن بين أبناء الشعب الفلسطيني.
صرح السيد: طلال ناصر الدين، رئيس صندوق "وقفة عز" أن الأموال المتبرع بها وصلت لأكثر من تسعة ملايين دولار حتى يوم الاربعاء الماضي الموافق 15 إبريل. إن حجم الاموال المتبرع بها بعد إسبوعين من التأسيس هو منخفض مقارنة بالمهام الموكولة للصندوق والامكانات المتاحة التي يمكن توفيرها بسهولة. كذلك فإن طبيعة تشكيلة مجلس الادارة لصندوق "وقفة عز" يطرح اسئلة عديدة، هذه بعض الملاحظات و المقترحات التي تهدف لتحسين الاداء و تعظيم النتائج:-
• طالما هو ليس صندوق خاص بالقطاع الخاص، فلماذا إقتصرت عضويته على القطاع الخاص و لم يضم ممثلي قطاعات اخرى من المجتمع الفلسطيني مثل رجال الدين، بمسلميه و بمسيحيه و الاكاديميين و المجتمع المدني و الاعلام و العمال ؟ إن التنويع في تشكيلة إدارة الصندوق سيضمن دون شك الوصول إلى قطاعات متنوعة وسيؤكد الشراكة و التفاعل بين ومع الجميع. الوضع المثالي في وجهة نظري. هو أن يتكون مجلس إدارة الصندوق من 15 شخصا فقط يمثل القطاع الخاص فيه بخمسة اعضاء فقط و الباقي يوزع على قطاعات إجتماعية و مناطق جغرافية أخرى.
• إن حصر عضوية الصندوق مناطق الضفة الغربية يحرم قطاعات مجتمعية و جغرافية من المساهمة في هذا الصندوق. لماذا لم يتم ضم شخصيات من كافة مناطق التواجد الفلسطيني خاصة الشتات؟ جميعنا نعرف أن هناك عشرات بل مئات الاثرياء الفلسطينين الخيرين في شتى مناطق العالم ( الخليج و أوروبا و الامريكيتين ) و الذين لن يترددوا عن المساهمة في هذا المجهود الوطني.
• من المهم تحديد مهام لبعض الاعضاء في الصندوق إضافة لمنصب رئيس الصندوق. على سبيل المثال: الناطق الإعلامي، أمين الصندوق ، مسئول التواصل مع الشتات وغيره. توزيع المهام يعزز من كفاءة العمل و يؤكد الشفافية في استلام و إدارة أموال الصندوق مما سيساهم في تعظيم الثقة و زيادة التبرعات.
• قد يميل البعض، افرادا و مؤسسات و شركات إلى التبرع للمجتمع بشكل مباشر، دون المرور في الصندوق لضمان الحصول على الاهتمام الاعلامي و إكتساب المصداقية في المجتمع. مثل هذا الميل لدى البعض سيقلل من التبرعات للصندوق، لذا على إدارة الصندوق إيجاد معادلة توائم بين التبرع للصندوق و بين تظهير أصحابها.
• على الصندوق التوضيح بأنه لا يستهدف مساهمات الافراد فقط، بل المؤسسات أيضا، كذلك التأكيد بأن التبرعات لا تقتصر على المتبرعين الفلسطينيين بل يشجع و يستهدف المساهمات من جمعيات و مؤسسات عربية و دولية أيضا.
• من المفيد أن يكون للصندوق موقع على وسائط التواصل الاجتماعي يعرض فيه انشطته و برامجه ومع شرح كيفية التواصل معه و كيفية إرسال التبرعات التي ليست بالضرورة أن تكون نقدية فقط.
• من المهم جدا أن يصدر عن الصندوق وبشكل دوري تقارير مالية و إدارية توضح تفصيلا مصادر التبرعات و منافذ الصرف.
عمر شعبان
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت