أحيا شعبنا الفلسطيني الذكرى الثانية والسبعين للنكبة الكبرى التى تعرض لها شعبنا عبر اكبر مؤامرة شهدها التاريخ الانساني الحديث عندما اخذ من لا يملك ما لا يستحق بتواطؤ من دول الاستعمار الجديد وبمصادقة المؤسسات الدولية التى صنعها العالم الامبريالي بعد انتصاره في الحرب العالمية الثانية التي غيرت مسار التاريخ
لم تكن النكبة مجرد معركة حربية انتصر فيها طرف على اخر بل كانت عملية منظمة كبرى للتطهير العرقي والاقتلاع الديموغرافي وتدمير للتاريخ والثقافة والتراث تسببت بتدمير 531 قرية فلسطينية ، والسيطرة بالقوة والارهاب على ٧٨٪ من ارض فلسطين التاريخية وارتكاب 71 مجزرة دموية راح ضحيتها ما يقارب من 15 الف شهيد فلسطيني، وتشريد اكثر من 950 الف فلسطيني الى مخيمات اللجوء والذين اصبح عددهم اليوم بعد مرور ٧٢ على النكبة ما يزيد على سته ونصف مليون لاجئ منتشرين في ارجاء الارض اغلبهم ما زالوا يعيشون في ٥٨ مخيما للاجئين الفلسطينيين في فلسطين وعلى مشارفها
فى الذكرى ٧٢ للنكبة اكد شعبنا على انه كان ولا يزال وسيبقى متمسكا بالارض الفلسطينية ومؤمنا بحتمية الانتصار ونيل الحرية والاستقلال وعازما على التمسك بحقه في العودة مهما طال الزمن ومهما عظمت التضحيات
ان مرور ذكرى الاحداث الوطنية الكبرى لا يجب ان تكون فقط مجرد استذكار للآلام وتجديد التاكيد على المواقف والاصرار على الاستمرار في معركة الكفاح الوطني حتى الحرية والاستقلال والعودة بل يجب ان تكون محطه من محطات المراجعة والتقييم الموضوعي بجرأة وشفافية من اجل التقويم والاصلاح والتطوير للاداء الفردي والجماعي والمؤسسي وفتح الحوار الحقيقي مع الذات ومع المجمتع وبين كل المكونات الشريكة في معركة الشعب ضد الاحتلال وتشكل حافزا للنقد والنقد الذاتى والبحث عن الافضل لضمان الاستمرار الفعال للمسيرة وتعظيم النتائج وتقزيم التضحيات والخسائر
ان الذكرى ٧٢ للنكبة تتطلب اعادة الاعتبار للتاريخ والتأريخ واعادة كتابة السردية الفلسطينية وروايتها بحكمة وعمق ووضوح وتوريثها للاجيال القادمة من الفلسطينيين في كل اماكن تواجدهم في الوطن والمهاجر وترسيمها في التاريخ البشري والثقافة الانسانية
ان تسارع حركة الكون وانشغال العالم باحداث متلاحقة ومتنوعة واختلال اهتمامات البشر تجعل من الواجب علينا ان نضمن مكان للحكاية الفلسطينية في اجندة العالم مهما اختلفت اهتماماته باستخدام الثقافة والادب والفنون والاعلام والتكنولوجيا واي وسيلة متاحة والإبداع في ايصال السردية الفلسطينية الي كل مكان
رغم مرور ٧٢ عاما على النكبة الا ان الخاتمة للحكاية لم توضع بعد وما زالت برسم الصراع الذي لن ينتهي طالما بقي الشعب الفلسطيني على الارض الفلسطينية وبقيت السردية الفلسطينية للتاريخ حية تحميها تضحيات شعبنا وصموده وايمان مطلق بالحتمية التاريخية لانتصار الشعوب علي الاحتلال والظلم والاضطهاد
كتب د. وجيه ابو ظريفة *
• رئيس المركز الفلسطيني للحوار الديموقراطي والتنمية السياسية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت