الرسالة الوطنية وإستراتيجية العمل الوطني الفلسطيني

بقلم: سري القدوة

سري القدوة
  • بقلم  :  سري القدوة

التخلي عن اتفاقيات اوسلو من قبل الاحتلال الاسرائيلي يدفعنا الي ضرورة العمل الوطني وإعادة ملء الفراغ السياسي في اطار السلطة الفلسطينية التي كانت نتاجا واستحقاقا طبيعيا لمرحلة اوسلو وضرورة العمل على وضع الاستراتيجية الوطنية للنهج الوطني الشمولي لإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية والواقعة تحت الاحتلال بما يتوافق مع المرحلة الجديدة والحفاظ على وحدة الموقف الفلسطيني والتصدي لمؤامرات تصفية الشعب الفلسطيني.

الاحتلال يريد السيطرة على مجموعة يعيش بها تجمع للفلسطينيين في الضفة الغربية وتمرير دولة غزة وحتى يرفض مجرد مسمى الدولة ويريد فقط سرقة الارض وتدمير المشروع الوطني الفلسطيني في اطار خطة الدعم الامريكي المسماة بصفقة القرن وهذا يدفعنا الي التخلي عن كل الاتفاقيات الامنية والسياسية التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع الاحتلال مما يعيد المنطقة الي مربع ما قبل اوسلو وبكل المقاييس ومع الحقائق على الارض لا بد من تحول السلطة الي الدولة الفلسطينية لتكون دولة تحت الاحتلال ووفقا لاعتراف الامم المتحدة بعضوية دولة فلسطين وضرورة ان يتم اتخاذ القرارات السريعة لضمان حماية الصمود والنضال الوطني الفلسطيني والعمل على اعادة ووضع خطط لتحول السلطة الي الدولة وبناء مؤسسات الدولة في اطار مشاركة الجميع من الفصائل والأحزاب السياسية في بناء مؤسسات الدولة من خلال عقد المجلس الوطني الفلسطيني اعلى سلطة تشريعية فلسطينية وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وبيت كل الفلسطينيين اينما تواجدوا ولعل اهمية بناء استراتجية وطنية تأخذ على عاتقها الانفكاك عن الاحتلال والحفاظ على الانجازات الوطنية هو مهمة الجميع في المرحلة القادمة وأهمية هذا الانجاز يغلق الطريق على الاحتلال الذي يسعى الي وجود فراغ سياسي ليصنع هياكل بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية ويسعى الي التعامل معها وتحويل القضية الفلسطينية من حقوق سياسية الي مجرد قضية انسانية وتقديم مساعدات مالية وأدوية وتغذية للسكان فواقع الحال يتطلب من الجميع التأكيد على الحقوق الفلسطينية والحق للشعب الفلسطيني في تقرير المصير والإعلان عن قيام دولة فلسطين واعتراف الدول العربية والأوروبية بالدولة الفلسطينية وجواز سفرها والإجراءات الكفيلة بتحويل هذه الدول المحتلة الي واقع سياسي تتعامل معه الدول وفقا للاعتراف الدولي والقانوني بالشعب الفلسطيني وحقوقه.

ان مستويات النضال الفلسطيني تنطلق على عدة مستويات سواء كانت المستوى الوطني او المستوى العربي او الدولي وفي محصلة هذه المستويات العمل وفق استراتيجية بناء الدولة الفلسطينية وحماية الشعب الفلسطيني والتصدي لمخططات الاحتلال العنصرية ومؤامرات التصفية والخنوع التي يسعى التكتل العنصري الاسرائيلي الي تطبيقها وفرضها كحل نهائي غير قابل للنقاش او التحاور فهؤلاء هم ليس شركاء في صناعة السلام بل هم يعملون بكل عنصرية ويساهمون في نشر ثقافة الكراهية والعدوان على الشعب الفلسطيني وحرمانه من ابسط حقوقه في العيش بكرامة وعدالة وإنسانية.

ان الاحتلال لا يعرف الي لغة القوة والهيمنة فهو يسعى لتطبيق صفقة القرن التي تخدم التطرف والإرهاب الاسرائيلي ولكن تبقى الحقيقة بان فلسطين هي ملك للشعب الفلسطيني ومهما تمادى هذا العدو لا يمكن له النيل من الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني ولا ان ينال من عزيمة وإصرار هذا الشعب القادر على صنع المتغيرات والتعامل بإرادة وقوة الحق لمواصلة مسيرة الحرية والاستقلال وتقرير المصير فمهما طال الزمن لا يمكن ان ينالوا من ارادة الشعب الفلسطيني وحقوقه وحضارته الفلسطينية.

سفير النوايا الحسنة في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية


[email protected]

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت