المفرقات وإطلاق النار بين هدر المال والصحة وعدم تطبيق القانون

بقلم: عبد الرحمن القاسم

  • عبد الرحمن القاسم

لغويا: مبارك لكل الناجحين بالثانوية العامة حسب المتعارف عليه شعبيا والانجاز حسب التعريف الرسمي. فكلمة مبارك وهي مشتقة من الفعل الرباعي بارك ويأتي اسم المفعول منها على وزن (مفاعل) (مبارك)، ومعنى مبارك هي البركة والزيادة والنماء في الشيء , وليس مبروك وكلمة مبروك من الفعل الثلاثي (بَرَكَ) ويأتي اسم المفعول منها على وزن مفعول (مبروك)، ومعناها برك البعير يبرثك بروكاً: أي استناخ البعير وأقام وثبت، فعندما نقول لشخص مبروك أي برك عليك البعير وأقام وثبت، ولكن لا حرج في استخدام كلمة مبروك للتهنئة والمباركة؛ فعادة ما يتعارف عليه بين الناس بمعنى معين يؤخد به على معناها المتعارف عليه وليس على معناه الأساسي.

وبما ان العادة والقصد من كلمة مبروك التهنئة فلا خلاف, كما الحال لا  خلاف بان ظاهرة اطلاق النار والمفرقعات في الافراح والمناسبات وحتى في تشييع الجنازات باستثناء احيانا اطلاق بعض العيارات كتحية وداع عسكرية لقادة كبار, تعكس حالة تخلف وابتهاح غير مبررة وليس لها اصول تاريخية. وانها مجرد هدر للاموال وقد تحول الفرح الى ماتم او اصابة البعض بحالة بتر او عاهة مستديمة تحت بند رصاصة طائشة او مفرقعة بالخطأ. وقد افتى رجال الدين بحرمتها وعدم جوازها ونصها: "أن في هذا إضاعة للمال وقد نهينا عن ذلك كما روى البخاري: إن الله كره لكم القيل والقال وأضاعة المال وكثرة السؤال.وأن في ذلك ترويعا للآمنين والنائمين وفيهم مرضى وأطفال .أن إطلاقها في الهواء مظنة الارتداد فتصيب الناس وممتلكاتهم، " ولكنها للاسف اصبحت ظاهرة وعرف اجتماعي للفرح والجاه والبذخ على قاعدة المثل الشعبي :(اذا انجنوا ربعك ما بفيدك عقلك".

ولكن للاسف الشديد تم تجيير الظاهرة رغم خطورتها على صحة وسلامة الأبرياء وتحريمها او كراهتها من الناحية الفقهية وجر الناس لمربع النقاش الى التداعيات الاقتصادية وتحول الكثيرين الى خبراء اقتصاد وتنمية واستثمار انه لو افترضنا ان كل واحد انفق 100 او مئتين شيكل اضرب واطرح اذا التكلفة 15 او عشرين او عشرة ملايين شيكل. وفرصة لمنظرين مواقع التواصل الاجتماعي ان ذلك مؤشر ان الشعب الفلسطيني اهدر وانفق ملايين الشواقل واعطوا انطباع الناس "كذابة" معاها فلوس وحتى بعض التصريحات الرسمية المحت انه تم هدر 15 مليون شيكل. وفي ذلك هروب للامام وتشويه للحقيقة والابتعاد بالمشكلة والظاهرة الخطيرة ووضع الكرة بحضن المواطن

اقتصاديا ليس صحيحا وليس مؤشرا لامتلاك الناس اموال ومش طفرانة,  وبصراحة عموم الشعب الفلسطيني ونتيجة مجموعة عوامل سياسية واقتصادية يتبع قاعدة "الفنجرة" والعيش يوم بيوم. وكثير من المواطنين وعلى قاعدة فرحة العمر او مرة واحدة ممكن يستدين او معه مئة او مئتين شيكل ويهدرهم بالهواء مفرقعات وليس انعكاسا لبحبوحة العيش ومن الظلم القول تم هدر عشرة او اكثر بالهواء فالرقم بالمجمل كبير ومرعب.ولكن كثيرة  هي الارقام والنفقات اذا جمعت لا تعكس الواقع المعاش للمواطن.تخيلوا إننا ننفق يوميا لا يقل عن عشرة ملايين شيكل هدرا للصحة والمال. بحسبة بسيطة لا يقل عن نصف مليون مواطن يدخنون متوسط علبة سجائر عشرين شيكل يوميا.

فالأجدى هو التمسك بخلاصة كون الظاهرة خطرة وتهدد سلامة وامن الناس الى جانب عدم جوازها شرعا وأخلاقيا وتطبيق الكثير من الأوامر الإدارية الصادرة عن أصحاب الاختصاص والتي عادة تصدر للتأكيد بمنع الألعاب النارية والمفرقعات وإطلاق النار وتعريض المخالفين لعقوبات الغرامة والمصادرة والحبس وفق نصوص قانونية موجودة أصلا.

لتفاجأ يوم المناسبة وتحديدا الذي شاهد يوم امس سماء بعض المدن الفلسطينية وكثافة الألعاب النارية والطلقات النارية تلعلع بسماء تلك المدن ذكر البعض بسماء العاصمة العراقية بغداد عشية الغزو والقصف الأمريكي لها.

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت