بقلم : سري القدوة
تتعرض مدنية القدس الي ابشع مؤامرات وخطط التصفية للوجود الفلسطيني ومؤامرات التهويد عبر تاريخها وتعاني من تداعيات وانتهاكات خطيرة والتي تمارسها عصابات الاحتلال وأجهزة مخابراته وشرطته القمعية والتي تتطلب صحوة عربية وإسلامية شاملة والوقوف العاجل امام المسؤوليات التاريخية التي تتناسب مع حجم ومكانة مدينة القدس المحتلة لدى العرب والمسلمين والمسحيين لما تشكله القدس من تراث ثقافي وارث حضاري وموقع ديني لدى جميع الديانات السماوية وهذا الامر يتطلب اتخاذ الدول العربية والإسلامية بشكل خاص والمجتمع الدولي بشكل عام العديد من الاجراءات والتدابير لمنع تدهور الاوضاع في مدينة القدس المحتلة وما تنطوي عليه من أهداف اسرائيلية ينتجها الاحتلال ويسعى الي تحقيقها حيث تستهدف تهويد المدينة بسلسلة الاجراءات والتدابير بدءا بعمليات هدم بيوت الفلسطينيين ومرورا بمخططات السطو على ممتلكاتهم وانتهاء بإغلاق جميع المؤسسات الفلسطينية ومنع الفلسطينيين من تنظيم وإحياء النشاطات الثقافية والتعليمية والفنية كما جرى منع الاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة العربية وإغلاق المسرح الوطني الحكواتي ومنعه من استضافة النشاطات والمهرجانات الفلكلورية والثقافية والأدبية بحجة أن كل ذلك يتعارض مع السيادة الاسرائيلية المفروضة على مدينة القدس فالصراع القائم هو صراع وجود او لا وجود وتهدف سلطات الاحتلال الي اقتلاع الوجود الفلسطيني وتهويد المدينة المقدسة .
حكومة الاحتلال الاسرائيلي تستغل الاعتراف الغير قانوني للإدارة الرئيس الامريكي ترامب بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارته من ما يسمى تل أبيب الى القدس وما جاء في صفقة القرن من ترتيبات تتيح لحكومة الاحتلال استكمال سرقة مساحات واسعة من اراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية بما فيها القدس للبدء وحسب ما هو مخطط له بعمليات سطو واسعة على ممتلكات الفلسطينيين باستخدام قانون أملاك الغائبين من جديد كما ما جرى عام 1967 حين سرقت قوات الاحتلال العسكري الجزء الشرقي من المدينة ووسعت حدودها على حساب الشعب العربي الفلسطيني وطبقت القانون الإسرائيلي عليها مما حرم ألاف الفلسطينيين من ممتلكاتهم وحقوقهم حيث بات واضحا أن قرارات اغتصاب الاراضي الذي تنوي حكومة الاحتلال تنفيذه يشمل ويستهدف اساسا تهويد القدس بأكملها وطمس اي معالم عربية متبقية فيها بدءا بمعاليه ادوميم وصولا الى الاغوار الوسطى الفلسطينية حيث ستكون له انعكاسات خطيرة على القدس الشرقية المحتلة بعد اقدام الاحتلال على تطبيق قانون ملكية الغائبين مما سيحرم المواطنين الفلسطينيين من مساحات واسعة من أراضيهم ويتم سرقتها واغتصابها من اجل توسيع رقعة الاستيطان وتهويد الارض الفلسطينية ويتم سرقه ما تبقي منها دون تحريك ساكن .
لم تعد لغة الاستنكار والتنديد كافية لما تقوم به شرطة الاحتلال من مداهمات واعتداءات مستمرة على المؤسسات المقدسية الفلسطينية والتي كان آخرها مداهمة مركز دائرة الخرائط ونظم المعلومات الجغرافيه في مدينة القدس وتفتيشه ومصادرة أجهزة الحاسوب والملفات فيه واعتقال مديره بحجة أن المركز ينتهك ما تسميه دولة الاحتلال السيادة الإسرائيلية في المدينة كما اقدمت سلطات الاحتلال على إغلاق ما يزيد عن 32 مؤسسة أهلية في مدينة القدس ومحاربة اي تواجد لمحافظة القدس ومؤسسات المؤتمر الشعبي والوطني للقدس ومنع تواجد موظفين السلطة الفلسطينية وممارساتهم لعملهم بداخل مدينة القدس الأمر الذي يتطلب من الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بشكل عام التدخل واتخاذ ما يلزم من اجراءات لردع سلطات الاحتلال ومنعها من مواصلة هذه السياسية الخطيرة في مدينة القدس المحتلة.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت