دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى إطلاق أوسع حملة وطنية ودولية ضاغطة على الاحتلال من أجل إنهاء معاناة الأسير المريض أبو وعر وجميع الأسرى المرضى. وذلك خلال مسيرة واعتصام جماهيري حاشد نظمته في مدينة غزة دعماً وإسناداً للأسير أبو وعر والمرضى، بمشاركة واسعة من قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة.
وأكد عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية ومسئول لجنة الأسرى علام كعبي في كلمة الجبهة على ضرورة تصعيد العمل الانتفاضي ضد الاحتلال وخصوصاً على محاور التماس، ويتزامن معه فعاليات واحتجاجات واعتصامات ضاغطة أمام سفاراته في مختلف بلدان العالم، وأيضاً امام المؤسسات الدولية المتواطئة مع الاحتلال والصامتة امام جرائمه بحق الحركة الاسيرة.
واعتبر الكعبي بأن خطورة ما يجري داخل السجون، واستمرار تدهور الوضع الصحي الخطير للأسير البطل كمال أبو وعر يُحملّ الجميع مسئوليات كبيرة في العمل من أجل سرعة اطلاق سراحه والتدخل لوقف مسلسل المعاناة بحق الحركة الأسيرة، وهذا يستوجب منا القيام بأفعال بمستويات هذه الجريمة وهذه المعاناة.
وأشاد كعبي بالصمود الأسطوري الذي تبديه الحركة الأسيرة في مواجهة إجراءات السجان الصهيوني وأدوات قمعه وفي المقدمة منهم الأسير المريض كمال أبو وعر، داعياً لدق جدران الخزان واطلاق صرخة وطنية كبيرة بضرورة أن يكون هناك موقف وطني حاسم وضاغط لإنهاء معاناته قبل فوات الأوان، فلا يجب أن نسمح هذه المرة أن يكون مصيره مقبرة الأرقام.
كما توجه بالتحية إلى الأسيرات والأسرى الأبطال الذين يقامون سياسات العزل والسجن الإداري والإهمال الطبي، مشيداً بالمقدمة منهم بالأسرى المضربين عن الطعام تضامناً مع رفيقهم الأسير كمال أبو وعر، وبالأسيرات اللاتي يتعرضن للعزل.
واعتبر كعبي بأن محاولات الاحتلال نقل فيروس كورونا إلى عموم الحركة الأسيرة تستوجب تشكيل لجنة تحقيق دولية يقع على عاتقها زيارة جميع السجون، من أجل فحص إجراءات تعامل الاحتلال مع الفيروس، والضغط عليه من اجل القيام باتخاذ كل إجراءات السلامة لجميع الأسرى وخاصة الاسرى المرضى.
وأكد أن ما يتعرض له الأسيرات والأسرى من حرب صهيونية مجنونة وسياسة تعذيب ممنهجة تستدعي من الجهات الرسمية والمؤسسات المعنية ومؤسسة الصليب الأحمر توثيق هذه الجرائم واحالتها إلى محكمة الجنايات الدولية، لمحاكمة الاحتلال وفي المقدمة منهم ضباط ما يُسمى مصلحة السجون كمجرمي حرب.
وفي ختام كلمته، شدد كعبي بأن الوضع داخل السجون خطير جداً ولا يحتمل التعامل معه بنفس الوتيرة الحالية وبطريقة موسمية، وهو بحاجة لفعل ضاغط ومتواصل في الميدان، يرتقي إلى مستوى هذه المعاناة، مشيراً أن الوقت من دم وجرح وآلام ومعاناة، وإذا هناك فعلاً إرادة لإنقاذ حياة الأسير أبو وعر والحركة الاسيرة يجب أن يكون الجميع سيفهم ودرعهم الذي يحميهم ويدافع عنهم، ويساهم في انهاء معاناتهم وصولاً لتحريرهم.
وألقى محمد أبو عر شقيق الأسير كلمة عبر الهاتف توجه خلالها بالشكر على كل الجهود التي تبُذل من أجل شقيقه كمال وجميع الأسرى، مؤكداً أن قصة كمال هي قصة كل أسير فلسطيني.
واعتبر أن توحد الفصائل جميعاً من أجل دعم وإسناد الأسرى يؤكد إمكانية توحد توحد الجميع.
من جهته، ألقى بسام حسونة عضو اللجنة المركزية لحزب فدا كلمة لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية توجه خلالها بالتحية إلى أسيراتنا وأسرانا الأبطال في سجون الاحتلال، مثمناً غالياً صمودهم ومعاناة عائلاتهم في ظل قسوة الظروف التي يعيشها الأسرى.
وذَكرّ حسونة العالم والمجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية كافة بما يتعرض له الأسرى خلف القبضان من عزل وظلم وبطش وإهمال طبقي متعمد، ومنع لزيارات واعتقال النساء والأطفال، إلى الاعتقال الإداري الجائر مروراً بكل أشكال إرهاب الدولة ومصلحة السجون بكل ما يعني الكلمة من معنى.
واعتبر حسونة بأن خلف تلك القبضان الحديدية الكريهة حكايات وقصص وآلام ودموع ووجع عميق، مؤكداً ان الأسرى ليسوا أرقام فهم أصل الحكاية وكل قصة يوجد بها تفاصيل مؤلمة وموت بطئ تتقاسمه الأسيرات والأسرى.
وأشار بأن معاناة الأسيرة المريضة إسراء الجعابيص خير دليل على ذلك الوجع الذي يعاني منه الأسرى، داعياً المنظمات الدولية إلى بذل المزيد من الجهود من أجل فضح ممارسات الاحتلال بحق الاسرى خصوصاً سياسة الإهمال الطبي المتعمد والتي أدت إلى استشهاد عشرات الأسرى خلال السنوات الماضية، والتي كان آخرها الأسير الشهيد الغرابلي.
كما دعا جماهير شعبنا كافة وفصائل العمل الوطني إلى زيادة التحرك الشعبي وعلى كافة الصعد من أجل إرسال صوت اسرانا للعالم، داعياً لمزيد من العمل والجهد من المؤسسات الرسمية الفلسطينية.
كما دعا إلى مزيد من العمل والجهد من المؤسسات الرسمية الفلسطينية للقيام بحملة دولية للضغط على الاحتلال لتقديم العلاج المناسب والسريع للأسير أبو وعر والافراج الفوري عنه، داعياً ايضاً للمضي بخطوات عملية متفق عليها لتغيير الواقع المفروض على شعبنا وأرضنا من الاحتلال ورفع راية التحرير على كل ارضنا المحتلة.
وفي ختام كلمته، كشف بأن لجنة الأسرى للقوى سلمت المنظمات الدولية في القطاع مذكرة حول الأسرى وظروف اعتقالهم تحت عنوان " لا تساهموا في قتل الضحية بصمتكم".