الضفة على المحك

بقلم: خالد معالي

الكاتب خالد معالي
  •  د. خالد معالي

اصعب امر يمر في حياة الافراد والاحزاب والدول هو اتخاذ القرار الصائب عند مفارق الطرق واللحظة الحاسمة الفارقة، لان اي قرار غير مدروس بعناية فائقة قد يودي بصاحبه الى مهاوي الردى، وقد يرفعه نحو المجد والعلى ان كان قرار صحيحا اتخذ باخلاص ومهنية ومعرفة ارتدادته.

المقدمة هذه تقوم لمعرفة ما هو القرار الصائب مع اعلان الاحتلال عن عملية الضم وتخصيص مئات الملايين للطرق الالتفافية الاستيطانية في الضفة الغربية، بحيث يفقد المزارع والفلاح مصدر رزقه وقوت يومه بمصادرة عشرات الاف الدونمات الزراعية كما يجري الان في بلدة حوارة جنوب نابلس، كنموذج حي واضح يوضح ما ستئول اليه امور مستقبلا  مع الاستيطان الذي لا يبقي ولا يذر.

في لقاء الرجوب – العاروري كان واضح جدا ان هناك حاجة لفعل فلسطيني على الارض لمواجهة تحدي الاستيطان والضم، لان ضم واستيطان متواصل هذا يعني لان لا وجود ولا حقوق للفلسطينيين، وان مواردهم وارضهم تضيع وتعتبر مشاع للاستيطان، وان ما على الفلسطينيين سوى ان يعملوا عمال في المستوطنات او مدن الاحتلال كمواطنين من درجة ثانية وثالثة ورابعة بلا حقوق سياسية او سيادية.

ثمن بقاء حال الضفة على ما هو عليه مكلف وكبير جدا،  لكن الانتقال لخطوة متقدمة تقود لاحداث جديدة وفعل فلسطيني مثمر ومؤثر سيجبر الاحتلال على التراجع عن قراراته، فالقرار ما دام هناك ثمن مضاعف له فلن يقبل الاحتلال عليه، ولن يسارع اليه، بل يتراجع، فميزان الربح والخسارة هو محرك الاحتلال في اتخاذ وتنفيذ القرارات، والامثلة كثيرة.

قد يقول قائل: في ظل الاقليم واحوال العرب، وانشغال العالم بكورونا، وقضايا اهم من القضية الفلسطينية، ليس من الحكمة التصعيد، فيما يرد عليه: الا يصعد الاحتلال من استعار الاستيطان في ظروف كهذه؟!

لا بديل للفلسطينيين عن ترتيب البيت الفلسطيني، والاتفاق  على برنامج وطني مقاوم موحد، ولو بالحد الادنى، فعالم اليوم يقوم على احترام القوي وليس احترام الضعيف حتى لو كان صاحب حق.

من يعول على التغييرات الاقليمية والعالمية في تحرير فلسطين هو مخطأ، والاصل  ان يعول  على قدراته وتطويرها في مواجهة الاحتلال، وتاريخيا هزمت وانتهت الحضارات القوية والكبيرة من داخلها، وليس من قبل قوة خارجية هجمت عليها او حاربتها.

في كل الاحوال ما زال الامل موجود، بوحدة قوى شعبنا، ولنغلب لغة الحوار والمنطق، على لغة المناكفات وتصيد العثرات والاخطاء، فالوطن بحاجة لتضافر ووحدة كل الجهود والطاقات لتحريره، وليس بحاجة لهدر المزيد من الطاقات في فبركات ومناكفات، وبرامج او اتفاقيات ومعاهدات وتحالفات ثبت فشلها، فهل من مجيب هذه المرة؟! نامل ذلك.

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت