هادي العلوي .. صوت العقل وتوهج الكتابة

بقلم: شاكر فريد حسن

شاكر فريد حسن
  • بقلم : شاكر فريد حسن

هادي العلوي هو مثقف عضوي ونقدي عراقي، وباحث شفاف وعميق، ينتمى للفكر التحرري والديمقراطي والثقافة الماركسية والانسانية المقاتلة والمدافعة عن الحق والحرية والمساواة والديمقراطية والعدل الاجتماعي. تميز باتساع المعرفة والمصداقية والبحث الدائم عن الحقيقة ، والارتكاز الى العمق الفكري والارث الأخلاقي الانساني والابحار في التنوّر والتراث العربي والتبصر بالقضايا الثقافية والفكرية ، وموقفه النقدي نابع من منظور انساني.

فتح هادي العلوي عينيه مبكراً على عالم الثقافة والابداع والأفكار المضيئة وتأثر بالمفاهيم العلمية ، التي ترى بالفن أداة تعبوية وثورية في عملية التحول الاجتماعي لصالح الطبقات الشعبية المقهورة ، وجعل من قضيتي الأدب والوعي النقدي أكبر همومه الروحية والفكرية. وخاض أعنف المعارك الثقافية والسجالات الفكرية بكثير من الجرأة والاخلاص في سبيل مقاييس أدبية ومناهج نقدية تحرر الادب والثقافة من الفكر والجهل والادعاء والتقليد الزائف والشكلية الخانقة . وبمشروعه النقدي واصل هادي العلوي خطوط التنوير المعاصرة واستلهامها في النظر الى التاريخ العربي السياسي بما بدأه الدكتور طه حسين في كتابيه "الشعر الجاهلي" و"الأدب الجاهلي" .

هادي العلوي صاحب مؤلفات ومنجزات بحثية عديدة في التراث العربي والتاريخ الاسلامي والفكر السياسي ، نذكر منها:" فصول من تاريخ الاسلام السياسي ، في السياسة الاسلامية، من تاريخ التعذيب في الاسلام ، الاغتيال السياسي في الاسلام ، المرئي والا مرئي في الادب والسياسة ، مدارات صوفية ، فصول عن المرأة ، شخصيات قلقة في الاسلام ، المستطرفان ، أخبار الحلاج ، مطالعات في الكتب المقدسة، قاموس الانسان والمجتمع " وغيرها.

اهتم هادي العلوي بقضايا المرأة ونادى بضرورة تمكينها من المشاركة السياسية والشعبية والديمقراطية . وفي كتابه "فصول عن المرأة " يتناول وضعية المرأة في الجاهلية والاسلام من خلال موضوعتي الحريات والحقوق وما حققته من مكاسب ونجاحات ، وما فقدته من حريات ، ويستعرض مواقف الفقهاء والمفكرين من قضايا المرأة وتطور الأحكام المتعلقة بها . وهو يتوقف عند المشروع الناجز لتحرر المرأة في الصين كمحطة بارزة في تاريخ الكفاح النسوي تقف خارج الذكورية الحاكمة في الحضارات القديمة والاباحية الجنسية لحضارة الغربيين الحديثة .

امتاز هادي العلوي بلغته التي تستند الى التراث والمعاصرة والجرأة في ولوج عالم الممنوعات والمحرمات وطرح ما هو جديد وطريف في ميادين دراسة وتقويم التراث العربي الاسلامي الانساني . وتنم قدرته الفائقة في توظيف علمه الموسوعي والفلسفي وتمهيد الطريق أمام المثقفين لقيادة المعارك الثقافية والايديولوجية الحضارية الساعية لبناء الديمقراطية وفتح آفاق التقدم الاجتماعي . وقد أسهم بفعالية في انبعاث المشروع النهضوي والتنويري والخطاب العلماني العربي وطرح رؤية جديدة للمستقبل ، وناضل بالكلمة والممارسة والموقف من اجل ترسيخ هذه الرؤية في الثقافة العربية المعاصرة . وغني عن القول أن الوطن العربي يحتاج في هذه الأيام العاصفة الى فكر وأبحاث هادي العلوي ، وللعقول المتنورة للدفاع عن حرية الفكر والابداع ومواجهة الثقافة المتعولمة.

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت