ما الذي يريده الاحتلال من فتح الثغرات

بقلم: خالد معالي

  • د خالد معالي

كان يقتل او يجرح او يسجن كل من يتخطى الجدار، والان عشرات الاف الفلسطينيين، يتدفقوا يوميا من الضفة الغربية الى الداخل المحتل والاراضي المحتلة عام 48، سواء خلال ايام عيد الاضحى، أو وما زالوا عبر ثغرات الجدار الفاصل بين الضفة وال 48، دون ان يحرك جنود الاحتلال الذين يراقبون كل صغيرة وكبيرة ويعدون انفاس الفلسطينيين عدا، بل ان بعضهم سهل اوة فتح بعض الثغرات، أو كأن فيروس "كورونا" غير موجود وانتهى.

تعددت الاراء في تفسير الدوافع والعوامل التي جعلت الاحتلال يسمح بهذه الاعداد الكبيرة بدخول ما يسمى "الخط الاخضر" الفاصل، وراح المحللون يحاولون قراءة الدوافع، ولعل من دوافع الاحتلال هو ما يتعلق بالنواحي السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها مما لا يسمح المقال التوسع فيه.

فمن ناحية امنية يقوم الاحتلال بدراسة نفسيات الفلسطينيين ومدى استعدادهم للقيام بعمليات ضد الاحتلال، وكذلك وجود حالة من الاريحية بربط او التواصل مع العملاء والجواسيس بكل سهولة مع مخابرات الاحتلال ودون وجود خطر لكشفهم او تقليل المخاطر للحد الادنى، عدا عن اختبار صحة قرائتهم للواقع الفلسطيني من خلال الاعداد الضخمة والتي هي عينة حقيقة للشعب الفلسطيني قد تصل لمئات الاف في محصلتها النهائية في وقت قصير جدا، بهدف رسم خطط وسياسات مستقبلية تتعلق بالضم وغيره.

التطرق للمخاطر الامنية كبير جدا ومتشعب والغوص فيه والتحليل يتشعب هنا وهناك، وبات بديهيا ضرب السلطة الفلسطينية من ناحية التعلميات المتعلقة بالوقاية من فيروس "كورونا"، فكيف سيفسر الفلسطينيين الاغلاق يومي الجمعه والسبت من قبل وزارة الصحة الفلسطينية، في الوقت الذي فيه تجمعات تفوق تجمعات المساجد والافراح على شواطئ يافا وعكا وتل ابيب – تل الربيع؟!

التطرق للناحية الامنية مرتبط بالناحية الاقتصادية، فدخول مئات الاف الفلسطينيين للداخل المحتل تلقائيا سينعش الاقتصاد التابع للاحتلال خاصة قطاع السياحة والنقل وغيرهما، ومن يظن ان ذلك غير محسوب له لدى الاحتلال فهو غير دقيق، وان كان يرى البعض ان الاهمية الاقتصادية لا ينظر لها الاحتلال انها ذات جدوى، فالاحتلال يحسب كل خطوة ويعد لها جيدا ويدرس انعكاساتها مسبقا، ولو كانت خطوة ادخال مئات الاف الفلسطينيين للداخل المحتل ستضر به لما فعلها.

القول ان هناك خلافات وتناقضات داخلية لدى الاحتلال دفعت لهكذا خطوة، فهو ايضا غير دارس جيدا لواقع الاحتلال، فالناحية الامنية هي الاهم لدى كيان قائم على الهوس الامني، فعند امنه ومصلحة امنه يتوقف كل شيئ بالنسبة لهم.

لعل من اسباب ودوافع الاحتلال هو خلق تناقض لدى جيل الشباب الفلسطيني وضرب ثقته بثقافته وقيمه، وثقته بسلطته وقواه الفلسطينية بشكل عام، فعندما يرى جيل الشباب دولة الاحتلال من الداخل ويرى تقدمها المزعوم- أوهن من بيت العنكبوت - في مختلف المجالات، سيعتقد تلقائيا ان الاحتلال افضل من سلطته وقواه الفلسطينية بالمجموع العام، وستهتز ثقته بالكل الفلسطيني وان القبول بالعيش في ظل الاحتلال والتطبيع افضل له.

الاسهاب في داوفع الاحتلال طويل جدا، ومتشعب، ومن يظن ان الاحتلال يتكرم على الفلسطينيين بالسماح له بالترفيه والتسلية والتخفيف من الضغوط النفسية، فهو واهم، فمكر الاحتلال بائن لكل ذي عقل، وسياسة الاحتلال بعبور ثغرات الجدار هدفها احباط وخلق حالة من عدم الثقة بالسياسة الفلسطينية ككل.

في كل الاحوال، سواء خطط وكذب ومكر الاحتلال وبقي يمارس كل طرق خداعه، وهذا ديدنه، الا ان كا اساليبه الخادعة ما عادت تنطلي على الشعب الفلسطيني، فقد خبر الشعب الفلسطيني كل طرق ووسائل الاحتلال، وبات يشتم خطواته وطرقه الماكرة عن بعد، وما هي الا مسالة وقت، قضية رحيل الاحتلال وكنسه، " وما ذلك على الله بعزيز".

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت