يوفر تطبيق للهواتف الذكية تم إطلاقه حديثا وسيلة للربط بين المسافرين في المدن الفلسطينية في خطوة هي الأولى من نوعها لتعزيز التكافل الاجتماعي في البلاد.
وتقوم فكرة تطبيق (وصلني معك فلسطين)، على الربط بين مالكي المركبات الخاصة والمسافرين الراغبين بالتنقل بين القرى والمدن في مسعى لتقليل النفقات والأعباء على الجانبين.
وأطلقت التطبيق المذكور الشابة مرح أحمد (30 عاما)، بغرض التخفيف من مصاعب توفير المواصلات العامة وتردي الأوضاع الاقتصادية لدى مواطني الضفة الغربية.
وتقول مرح لوكالة أنباء ((شينخوا))، من سكان نابلس إنها تعمل في جامعة "القدس" في مدينة رام الله ما يضطرها للتنقل يوميا لتستلهم فكرة توفير وسيلة للربط بين المسافرين.
وتضيف أنها لاحظت خلال تنقلها معاناة بعض زملائها الذين يعيشون في قرى بعيدة عن مراكز المدن، حيث يتوجب عليهم التوجه إلى المدينة أولا ومن ثم إلى مجمع الباصات للسفر إلى وجهتهم ومكان عملهم ما يستغرق وقتا وجهدا.
وتشير بينما كانت تجهز قائمة بالمركبات المتوفرة وفق إعلانات سائقيها عبر المجموعة، إلى أن من يمتلكون مركبة خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة يتكبدون مبالغ كبيرة كثمن للوقود ما يقدر بـ 250 دولارا شهريا للوصول إلى عملهم يوميا إذا كانت مدة الرحلة ساعة.
وتوضح فرح، أن أحد العاملين قد يضطر إلى طلب إجازة من رصيد إجازاته السنوية بسبب عدم توفر المال للوقود ودفع أقساط السيارة الشهرية.
ودفع ذلك مرح إلى ربط الطرفين ببعضهما لحل الإشكالية وإفادة الطرفين، بحيث يستعين الراكب بسيارة موظف آخر ذاهب بنفس طريقه ليصل إلى عمله بطريقة أسرع وأقل تكلفة بينما يستعين مالك السيارة الخاصة بالراكب لإعانته على المصروف اليومي للوقود.
وأنشأت فرح صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، لاستعمالها وبعد مرور عام تطورت وأصبح لديها زوار من مختلف الضفة الغربية بما يقارب ثلاثة آلاف عضو.
وحول التفاعل مع الفكرة، تقول "هناك تفاعل كبير، لكن مع زيادة الأعضاء أصبح من الصعب متابعة المنشورات من قبل المهتمين ويحتاج الأمر إلى تنظيم أكثر، فقررت عمل تطبيق بسيط لتسهيل العملية".
ونشرت فرح رابطا لتطبيقها الذي يعلن على نظام التشغيل "أندرويد" بشكل مجاني وغير ربحي ولا يهدف إلى جلب ربح للسائق وإنما إعانة على تكاليف السفر فقط.
وحاليا يوجد بعض التفاعل على التطبيق إلا أنه لا يمكن الحكم حاليا بمدى نجاعته بين المستخدمين إذ مر فقط يومان على إطلاقه.
وبشأن طبيعة المعلنين عن توفر أماكن لنقلهم من مدينة لأخرى، توضح فرح أن بعض مالكي السيارات الخاصة يعرضون توصيلات مجانية للركاب حيث يكون الهدف تكوين علاقات اجتماعية جديدة أو تكافل اجتماعي.
وتقول إن أغلب الركاب موظفون في وزارات ومؤسسات مختلفة وقطاع خاص، وبذلك تتكون فرصة للتشبيك بين المؤسسات المختلفة بطريقة غير مباشرة، فيما يكون النقل أحيانا مقابل أجرة أقل من الأجرة العادية.
وحول المعيقات التي تواجه مرح، توضح الفتاة أن "في موعد السفر، قد لا تجد راكبا أو سائقا يسافر باتجاهك في الوقت المناسب، لذلك أرى أن هذه الفكرة ناجحة أكثر بين الأشخاص الذين يخططون لسفرهم بشكل مسبق".
ويلقى التطبيق الجديد رواجا متزايدا من شريحة واسعة من سكان الضفة الغربية.
ويقول الشاب سعد كتانة من مدينة طولكم الذي يعمل موظفا حكوميا ويتنقل يوميا إلى رام الله عبر سيارته لـ ((شينخوا))، إنه يبحث عن موظفين آخرين لنقلهم معه للتخفيف وتقاسم ثمن الوقود بما يشكل توفيرا.
ويضيف كتانة (27 عاما) أن التطبيق يساعد "بكسب الوقت بدلا من إضاعته في التنقل والوصول إلى مواقف المركبات بين المدن وهي فرصة جيدة لتكوين علاقات اجتماعية جديدة أيضا بعيدا عن الربح المادي".
ويشير كتانة، إلى أن موعد التوجه إلى الوظيفة يكون عادة في السادسة صباحا حتى يتسنى لنا الوصول بوقت بداية الدوام وبهذا الوقت من الصعب الحصول على سيارة نقل عامة.
بدوره أثنى الشاب طارق جميل (26 عاما)، من مدينة بيت لحم ويعمل مهندسا في شركة خاصة على فكرة التطبيق، معتبرا إياه "فرصة لمساعدة الكثير من الناس في التنقل".
ويقول جميل لـ ((شينخوا)) بينما كان يتنقل بين مجموعات التطبيق، إنه بدأ بالنشر عن توفر إمكانية نقل مسافرين معه إلى مدينة رام الله، مشيرا إلى وجود صعوبات اقتصادية متزايدة.
وتصاعد الاهتمام بالمجموعة مع فترة الإغلاقات التي أعلنتها الحكومة الفلسطينية منذ الخامس من مارس الماضي عقب الإعلان عن أول إصابات مرض فيروس كورونا الجديد "كوفيد-19" ومنع التنقل بين المدن.
وتقول الشابة مجد حثناوي من جنين لـ ((شينخوا))، إنها استخدمت المجموعة وكانت لها فائدة كبيرة بفترة الإغلاق، مشيرة إلى أنها سهلت عليها أن تجد وسيلة مواصلات تنقلها إلى منزلها من مدينة رام الله.
وأعربت الشابة فرح عن طموحها بتطوير فكرتها وتشغيل تطبيقها عبر برامج تشغيل أخرى حال توفرت الإمكانيات لديها الأمر الذي سيساعد على مزيد من الرواج له.