- المحامي علي ابوحبله
المراقب لتطور العلاقات بين إسرائيل والإمارات المتحدة لم يفاجئ بالاتفاق الذي وصفه ترمب بالانجاز التاريخي ، وأطلق عليه نتنياهو بالاتفاق التاريخي ، وحقيقة أن الإمارات تطبع مع إسرائيل منذ سنوات وزيارة مسئولين إسرائيليين ورياضيين وهبوط طائرات إماراتيه في مطارات إسرائيليه تحت حجة تقديم مساعدات للفلسطينيين كانت مقدمه للانجاز التاريخي الذي أعلن ترمب عن تحقيقه ولو عدنا إلى ما كتبه السفير الإماراتي يوسف العتيبي في واشنطن ، حيث أفردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في وقت سابق في النصف العلوي من الصفحة الثانية لمقالٍ للسفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة، أحد أكبر مؤيدي التطبيع مع دولة الاحتلال، والذي تربطه علاقات جيدة مع السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون دريمير.
وجاء المقال تحت عنوان: "إمّا الضم أو التطبيع"، استهله السفير بالقول: "حتى الفترة الأخيرة، تحدث قادة إسرائيليون بحماس عن التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة ودول عربية إضافية. لكن هذه الأقوال تتناقض مع خطة الضم الاسرائيليه " ,وبدل استعراض موقف إماراتي تاريخي مؤيد للقضية الفلسطينية، اختار العتيبة القول في مقالته: "أبدت الإمارات العربية المتحدة على مدار سنوات تأييداً غير محدود للسلام في المنطقة.
لقد ساهمنا في الجهود وتقليص النزاعات، وساعدنا في توفير المحفزات، الجزر بدلاً من العصي، وركزنا الجهد على الأمور التي يمكنها أن تساعد كل الأطراف. لقد عارضنا بشكل مثابر وناشط العنف: صنفنا (الحزب ) كمنظمة إرهابية، وشجبنا تحريض (ح م اس)، واستنكرنا الاستفزازات الإسرائيلية، وبقينا طيلة الوقت مؤيدين متحمسين للشعب الفلسطيني ومريدين لمبادرة السلام العربية ونتوجه بالسؤال لقادة الإمارات المتحده هل الاتفاق التاريخي مع إسرائيل يتجاوز قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ، ويتجاهل المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية ، والتنكر لرؤيا الدولتين وتجاوز المبادرة العربية للسلام ، ما أقدمت عليه الإمارات خروج عن قرارات القمم العربية وتوقيت الاتفاق التاريخي مع إسرائيل لخدمة حملة ترمب الانتخابية ودعم موقف نتنياهو الداخلي الصمود الفلسطيني والموقف الأردني الداعم للموقف الفلسطيني هو الذي أوقف الضم لغاية الآن ، وتدرك حكومة نتنياهو مخاطر الضم وانعكاساته في علاقتها مع الأردن ، وكان الأجدى بدولة الإمارات تدعيم الموقف الفلسطيني والاردني لمواجهة المخطط التوسعي الإسرائيلي الذي لا يقف عند حدود معينه ، ان اتفاق الامارات واسرائيل لا يمت بصلة للشعب الفلسطيني ، " ووقف قرار الضم " ، هو كذبة لن تنطلي على شعبنا ولن توقف مقاومته للاحتلال ، فصراعنا مع الاحتلال هو صراع بين محتل يمارس سياسة الابرتهايد والتطهير العرقي وبين أصحاب الحق والأرض ، وكلمة وقف لاتعني إلغاء بل تأجيلا لحين تتحقق لترامب ونتنياهو فرصة جديدة للانقضاض على شعبنا وحقوقه ،
وهذا ما صرح به نتنياهو في معرض تعقيبه على التوصل لهذا الاتفاق " نتنياهو: لم أوافق على موضوع إزالة السيادة على الضفة الغربية من جدول أعمالي ، : أنا ملتزم بتعهداتي وسأنفذها وفرض السيادة بالضفة سيكون بالاتفاق مع الولايات المتحدة ، : كان هناك طلب واضح للتريث في بسط السيادة على الضفة ولم يتم شطب ذلك من جدول أعمالي وخلص الى القول : اتفقنا على لقاءات قريبة بين وفود إسرائيلية وإماراتية لترتيب بنود الاتفاق " وباليقين أن الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل هو تحقيق لمخطط ترمب لإيجاد منظومة أمنيه شرق أوسطيه تكون فيها إسرائيل الطرف الفاعل وهو يقود المنطقة لترسيخ سياسة المحاور ويهدد أمنها وامن وسلامة شعوب المنطقة ومحصلته استحواذ اسرائيل على مقدرات المنطقه وتوسعها على حساب الاخرين ضمن مفهوم الشرق الاوسط الجديد فهل ما زال متسع امام الامارات ليضغط حلفائها وفي مقدمتهم السعوديه لتاجيل التوقيع على الاتفاق والزام اسرائيل للاعتراف بدوله فلسطينيه مستقله بحدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس وفق بنود ما تتضمنته المبادره العربيه للسلام
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت