عثر العاملون في المسجد الأقصى المبارك يوم الأحد على فتحة في أرضية باحات المسجد الأقصى، وتحديدا بين المصلى القبلي والمتحف الإسلامي.
وتؤدي الفتحة إلى تسوية كبيرة مجهولة المعالم، برجح أنها بسبب عمل متعمد نفذ من خلال الحفريات أسفل المسجد الأقصى.
وما يثير المخاوف من هذه الثغرة وجود حفريات إسرائيلية مستمرة منذ عامين في سور الأقصى الغربي أسفل المتحف الإسلامي، وحُذر مرارا من إمكانية اختراق الأقصى من خلالها.
وقد شهد المسجد الأقصى قبل عامين، سقوط حجر من الجهة الجنوبية لسور المسجد الأقصى الغربي.
وحذر باحثون من وجود فتحات في السور تتوارى خلف سقالات الترميم الحديدية، محذرين من قيام الاحتلال بإخال أجهزة متطورة عبرها للاختراق والحفر والتصوير، مستغلا غطاء الترميم.
ووراء سور الزاوية الجنوبية الغربية وأسفل مسجد النساء والمتحف الإسلامي وساحة قبة يوسف آغا، تقع تسوية كبيرة مجهولة الطبيعة بالنسبة لعلماء الآثار المسلمين حاليا، وهي المنطقة التي يستهدفها الاختراق، لكبر مساحتها وعدم إمكانية وصول الأوقاف الإسلامية إليها من داخل الأقصى، الأمر الذي يرسم علامات استفهام كبيرة.
ويكمن خطر الاختراق في التسلل داخل الأقصى والتعرف إلى مخطط المنطقة الجنوبية الغربية والاستيلاء عليها لاحقا.
لم يكن هذا الاختراق الأول، فقد حاول الاحتلال ومستوطنوه مرارا اختراق المسجد الأقصى من الأسفل ونجحوا في ذلك، كما حدث في اختراق الجهة الجنوبية أسفل الباب المفرد والمزدوج، وحاولوا الدخول إلى الأقصى القديم عبر إحدى الآبار، وتسللوا عام 1982 نحو بئر سبيل قايتباي عن طريق باب "وارن" الروماني أسفل باب المطهرة في رواق الأقصى الغربي.
وتعرض الجزء الجنوبي من السور الغربي للأقصى إلى عملية تعرية تاريخية مستمرة، إذ هدمت سلطات الاحتلال عام 1969 مبنى الخانقاه الفخرية الذي كان قائما إلى شمال تلة المغاربة، ثم أزالت طبقات الردم المتراكم إلى الجنوب من مبنى الخانقاه المهدوم بعمق 6 إلى 9 أمتار، مما كشف حجارة الأساس العملاقة للسور وقلل من تدعيمها".
وقبل عامين أصدرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بيانا قالت فيه إن معلومات خطيرة جدا وصلتها عن حفريات تجري أسفل القسم الشمالي من منطقة المتحف الإسلامي الواقعة في الجزء الغربي من المسجد الأقصى قرب باب الـمغاربة، مؤكدةً أنها استخدمت تسرب الماء لفحص وجود الحفريات وأن تسرب الماء بشكل سريع أكد ذلك.
واعتبرت الأوقاف أن هذه المعلومات "تدلل على نشاطات سرية وجهود لربط الأنفاق المتعددة أسفل محيط الـمسجد الأقصى، خاصة في منطقة القصور الأموية، وأن شرطة الاحتلال تقوم بالتصوير اليومي والمستمر لهذا المكان".
ويسيطر الاحتلال على محيط المسجد الأقصى من الجنوب والغرب ويقيم فيها مشاريع تهويدية وحفريات أسفل الأرض.