- د. عبد القادر إبراهيم حماد
دولة رئيس الوزراء المحترم
أقدر بداية انشغالكم بقضايا مصيرية في ظل ما يحدث بدءاً من جائحة كورونا وتكالب بعض الدول العربية للتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وليس انتهاء بالحصار الخانق على غزة والأزمة المالية التي تمر بها السلطة الوطنية.
وما دفعني للكتابة لدولتكم ليس حباً في الشهرة في ظل هذه الظروف، أو لتحقيق مكاسب شخصية، وانما هو مساندتكم قدر المستطاع في تحقيق مبادئ العدل والشفافية التي تبذلون جهوداً كبيرة لترسيخها حقيقة ظاهرة على أرض الواقع.
دولة الأخ رئيس الوزراء
في خضم ما يمر به شعبنا من مصائب وأزمات ورياح عاتية من مختلف الجهات، يبرز من بين هذه الأزمات بنك القدس – الذي وبكل أسف يحمل اسماً مقدسا لدينا جميعا- ليطل علينا لابتزاز الموظفين مستغلاً صعوبة أوضاعهم، بل وصل به الأمر الى محاولة اقتناص الفرص واستغلال انشغالنا في قطاع غزة بمواجهة كورونا ووجود حظر للتجوال على القطاع لتحقيق المزيد من الأرباح غير المشروعة. فقد فوجئ الكثير من الموظفين ممن قدر لهم أن تكون تعاملاتهم المالية في البنك المذكور بكل أسف، برسالة موجهة من البنك تخبرهم أنه سيتم منحهم جاري مدين مؤقت يستخدم حصرا في تسديد الأقساط غير المسددة، واعتبر البنك المذكور هذه الرسالة بمثابة إقرار من الموظف بالموافقة، وفي حال رغبة الموظف بغير ذلك يرجى مراجعة أقرب فرع لنك القدس، رغم أن البنك وجميع المؤسسات مغلقة في ظل حظر التجوال.
ولقد سبق ذلك دولة رئيس الوزراء قيام البنك المذكور يشكل مفاجئ بجدولة ديون الموظفين بشكل يقضي على آمال أي موظف بتوفير القوت الأساسي لأطفاله، حيث تم زيادة سنوات القرض، وكذلك زيادة القسط الشهري المسدد، والأدهى من ذلك غض النظر عما قام الموظف بسداده طيلة السنوات الماضية.
دولة رئيس الوزراء:
لقد بلغ السب الزبى بإبلاغ البنك الموظفين وتهديدهم بشكل صريح وواضح- وهذا حدث معي شخصياً- بأنه سيتم خصم الراتب كاملاً إذا لم يوافق الموظف على الجاري مدين.
يبدو أخي أبو إبراهيم أن ادارة البنك التي دأبت على استغلال ظروف الموظفين بغزة بدءا من اعادة جدولة الأقساط دون علم الموظفين وانتهاء بفرض جاري مدين عليهم تدلل بشكل مؤكد أن البنك المذكور يستغل ظروف أهل غزة لتحقيق مرابح غير مشروعة والزعم بأن ذلك بناء على توجيهات سلطة النقد.
اننا نناشد فيكم المسؤولية الوطنية والضمير الحي التدخل العاجل لوقف هذه المهزلة بحق الموظفين بغزة هاشم، وإلغاء جميع الإجراءات التي قام بها البنك المذكور.
د. عبد القادر إبراهيم حماد
أستاذ جامعي/ غزة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت