- كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
ثلاثة شموع انطفأت ، ثلاثة زهور ذبلت وماتت ، ثلاثة أطفال احترقوا حتي تفحموا ، في بلادنا الموت للفقراء فريضة فرضها الحاكم علينا ببطشه ولصوصيته ودجله ، في بلادنا الطفولة تحترق ، في بلادنا الشموع أصبحت نقمة ، وما عادت لأعياد الميلاد بل للموت والحزن ،
في غزة بمخيم النصيرات ثلاثة أطفال كالورود احترقوا نتيجة شمعة أضاؤها لتنير تلك العتمة التي أغرقهم فيها الحاكم الذي يتنعم بكل خيرات الوطن ويترك الوطن بظلام دامس ،
حكومة ووزارات وإدارات ورتب ومراتب لا تستطيع أن توفر للمواطن كهرباء ،
لم نسمع يوما ببيت مسئول احترق ، لم نري بيوتهم بلا كهرباء ، أطفالهم يعيشون حياة رغيدة ، فكيف سيشعرون بك أيها المواطن الفقير ؟؟؟!!!
سيخرجون علينا ببياناتهم يحملون الاحتلال مسئولية هذا الوجع ، نعم هو احتلال وعدو لا يريد بنا خيراً ، ولكن أين أنتم يا من تسمون حكومة يا من تحملون الألقاب الوزارية والرئاسية ومازال وطنكم محتل ؟؟؟!!!
سيخرجون علينا ويحمّلون الحصار مسئولية نزيف وجعنا ، فأي حصار هذا الذي جعل منكم برجوازيين ، كيف اغتنيتم كل هذا الثراء الفاحش في ظل الحصار بينما شعبكم لا يجد قوت يومه ،
ألستم محاصرين معنا فكيف بلغتم كل هذا الثراء ؟؟؟!!!
احتراق الاطفال بسبب الانقطاع المتواصل للكهرباء مأساة تتكرر ومازال الحاكم يتلصص السمع بلا مبالاة ، ولا يتقنون إلا صياغة بيانات النعي وتقدم الجنازات لالتقاط الصور ،
وسيسارعون لمد يد العون والتظاهر بالحزن كأنهم كانوا ينتظرون وقوع الفاجعة والمصيبة ليتذكروا أن هنا من تناسوهم حتي احترقوا ، فماذا يفيد بعد الرحيل كل أكاليل الورد علي القبور لمن تناسيتموهم وهم أحياء يستغيثون بلا مجيب ؟؟؟!!!
حزن عميق يخيم علي الوطن وألم ووجع ينزف من قلوبنا ، مأساة النصيرات بغزة ، الطفل "محمود عمر الحزين" ويبلغ من العمر"5"سنوات ، الطفل "يوسف عمر الحزين" ويبلغ من العمر "3" سنوات
الطفل " محمد عمر الحزين" ويبلغ من العمر "4" سنوات ، رحلوا يشكون إلي الله ظلم من تولوا أمرنا وتركونا نغرق في ظلام ، ليخبروا الله بكل شيء ويشكوا إليه هذا الظلم ، ففي الجنة لا يوجد ظلام ولا عتمة ولا ظلم ، فقولوا كل شيء ، فهناك لا خوف ولا فقر ،
أضاءوا شمعة لتنير لهم العتمة والظلام ، فتحولت من نور إلي نار تشتعل لتحرق أجسامهم الصغيرة وهم نائمون يحلمون بوطن أجمل وبحياة كريمة ، فأي ظلم هذا وأي وجع ؟؟
تتلعثم الكلمات ويرتجف القلم حزناً وألماً ، فهل هذا هو قدرنا ، مأساة تتلوها مأساة ووجع يتبعه ألف وجع ،
فالي متي ؟؟؟ إلي متي يا ولاة الأمر ، كفي ، فوالله أننا اكتفينا من الألم والقهر والظلم والمعاناة ، فارحمونا واتقوا الله ، فإنها أمانة في أعناقكم فان كنتم ليس بمستواها فاتركوها ، وارحلوا ،
رحم الله الشهداء الأطفال ، والصبر والسلوان لعائلتهم ، ودعوتنا إلي الله أن ينتقم من كل من تسبب بظلم شعبنا ومعاناتنا وآلامنا ،
وحسبنا الله ونعم الوكيل
2-9-2020
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت