- بقلم : سري القدوة
الاثنين 14 أيلول / سبتمبر 2020.
ان العمل الدبلوماسي الفلسطيني يتطلب مضاعفة الجهود وبذل كل الطاقات الممكنة من اجل ايصال صوت الشعب الفلسطيني الي المحافل الدولية وتجاوز محاور التطبيع القائمة فنحن اصحاب القضية ونمتلك الحق بالدفاع عنها وحمايتها ولذلك يتطلب اختيار الكفاءات في هذا المجال من اعلاميين ودبلوماسيين على قدر هذه المهمة الدقيقة والحساسة والتي تتطلب امكانيات عقلية وذهنية وإعلامية وسياسية عالية وإدراك المفهوم الوطني الفلسطيني وخاصة للعاميين في التمثيل الخارجي للشعب الفلسطيني .
ومما لا شك فيه ان الدبلوماسية الفلسطينية حققت العديد من الإنجازات الهامة علي هذا الصعيد في ايصال رسائل فلسطينية مهمة وخاصة علي المستوي الأوربي ولعل تلك الاعترافات البرلمانية في بعض الدول الأوروبية تركت اثار واضحة لتسجيل اختراق هو الاول من نوعه للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وفي حصيلة الامر اننا نقف امام استحقاقات عملية السلام التي يجب ان تثمر عن قيام الدولة الفلسطينية، فحان الوقت لجني ثمار العمل وبناء جسور الثقة من اجل سلام شعب فلسطين ومن اجل دولة فلسطين المستقلة.
ان حكومة الاحتلال تمارس عنصريتها وتسعي للحيلولة دون قيام الدولة الفلسطينية وهذا الواقع المر لا يمكن ان يستمر فهيا تمارس عدوانها الظالم ضد الشعب الفلسطيني وتفرض الحصار المالي على القيادة الفلسطينية كما تواصل عدوانها وتهديدها باقتحام قطاع غزة بشكل متواصل ضاربين بعرض الحائط كل القرارات الدولية وما تنص عليه الشرعية الدولية من فوانيين، وأننا بحاجة ماسة لتفعيل كل الامكانيات واتخاذ الخطوات التي تؤدي الي قيام دولة فلسطين وفضح ممارسات الاحتلال الذي يريد السلام مقابل الامن فقط ولا يهمهم قيام دولة فلسطينية.
ان مواقف القيادة الفلسطينية تجاه عملية السلام مواقف كانت واضحة وثابتة وتعبر عن الشعب الفلسطيني وعن مواقف فصائله وخاصة بعد الاجتماع الناجح في بيروت رام الله والذي جسد رؤيا فلسطينية ثاقبة لمواجهة المخاطر والتهديدات التي تواجه القضية الفلسطينية، وأهمية تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وتطبيقها واستعادة قطاع غزة، ووضع حد لمخططات التصفية والاستيطان التي تمارسها حكومة الاحتلال الإسرائيلي وكشف مخططاته امام العالم اجمع، وان هذا الاحتلال لا يريد السلام وهو يسعى الي الاستمرار برفض السلام ويقف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي موقف همجي رافض الاعتراف باستحقاقات السلام متسمرا في بناء المستوطنات ومصادرا للأراضي قامعا ومنتهكا حقوق الإنسان الفلسطيني رافضا إطلاق سراح الأسرى ومستمرا في التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة الي أراضيهم .
ان أهمية اتخاذ المواقف الصعبة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية، شكلت بداية لمرحلة هامة لإفشال التدخل الاستعماري على أرض فلسطين، ووضع حد لمشاريع صفقة القرن الامريكية، وان ما نواجهه من مؤامرات كشعب موحد وقيادة تحافظ على الثوابت الوطنية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، وإن القدس بمقدساتها والحفاظ على القرار الوطني المستقل بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وبصمود الشعب الفلسطيني وبعزيمته وإرادته، سنتجاوز المرحلة الخطرة التي تهدد مستقبل المنطقة بأكلمها.
ان نضال شعب فلسطين سيثمر علي قيام دولة فلسطين وان صراع شعب فلسطين هو صراع مع عدوه الاول الاحتلال الغاصب لأرضنا والسارق لوطننا وستبقى بوصلة فلسطين تجاه الوطن الفلسطيني مستمرة ولن ينالوا من دولتنا ولا من صمود شعبنا مهما تكالبت قوي العدوان والظلم والتآمر، ولن تسقط قلاع الثورة وستستمر المقاومة الشعبية حتى قيام الدولة الفلسطينية واحدة موحدة فوق التراب الوطني الفلسطيني .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت