- بقلم : سري القدوة
الاثنين 28 أيلول / سبتمبر 2020.
ان مواقف الرئيس محمود عباس تجاه عملية السلام كانت مواقف واضحة وثابتة وتعبر عن شعبه وعن مواقف فصائله فهو الرئيس المنتخب وصاحب أول تجربه انتخابيه حرة نزيه وهو ابو الديمقراطية والحوار والسلام ومن يعمل بصمت من اجل تحقيق السلام العالمي، وهذا ما عكسه خطابه التاريخي في الامم المتحدة في ذكري تأسيسها حيث جاء الموقف الفلسطيني واضحا، بالرغم من الضبابيه التي يشهدها الموقف السياسي برمته وجاء ليؤكد حرص فلسطين على المضي قدما في صناعة السلام العادل والشامل والمبني على الحقوق التاريخية لشعب الفلسطيني، ولكن الحقيقة واضحة هنا بان الاحتلال الإسرائيلي هو الذي يرفض السلام ويقف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي موقف همجي رافض الاعتراف باستحقاقات السلام متسمرا في بناء المستوطنات ومصادرا للأراضي، قامعا ومنتهكا حقوق الإنسان الفلسطيني ورافضا إطلاق سراح الأسرى ومستمرا في التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة الي أراضيهم .
لقد طرح الرئيس محمود عباس في كلمته تصورا كاملا ومخططا استراتيجيا واضحا تجاه عملية السلام في نطاق احترام القانون الدولي ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه التاريخية العادلة والمشروعة.
ان المشروع الامريكي الذي طرحه الرئيس ترامب ليس خطة للسلام وإنما خطة تعبر عن المواقف الإسرائيلية المتطرفة وتترجم عمليا وجه النظر الاسرائيلية تجاه الحول الامنية والتي تعالج المستويات الامنية فقط، وليس لها علاقة بعملية السلام الاستراتجي، ولا تعبر عن الموقف والإجماع الدولي، وإنما تعبر فقط عن وجه النظر الاسرائيلية تجاه بعض القضايا الخاصة والمعالجات الامنية على مستوي الاحتلال، وإعادة تمركزه في الضفة الغربية وقطاع غزة، وانه وبهذه الطريقة لا يمكن ان يتم فرض المفاوضات بقوة الهيمنة حيث ستكون نتائجها فاشلة بكل تأكيد وان اي عملية سلام حقيقي لا بد وان تنطلق على قاعدة منح الشعب العربي الفلسطيني حقوقه التاريخية، ودعم قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 في نطاق مفاوضات قائمة علي الشرعية الدولية، والتفاوض الشامل بدون تأجيل اي من الملفات الاساسية ويكون هدف هذه المفاوضات اقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال القائم، وتجسيد استقلال دولة فلسطين، وفق مبدأ حل الدولتين على حدود 1967، والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين وحل قضية اللاجئين حسب القرار الأممي 194 .
إن ما طرحه الرئيس محمود عباس في كلمته امام العالم يؤكد على الحقوق الفلسطينية وحرصه على اتمام عملية السلام وفقا للقانون الدولي حيث جاءت دعوته للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش بالبدء بترتيبات عقد مؤتمر دولي للسلام كامل الصلاحيات، يأتي كون الأمم المتحدة عضوا في اللجنة الرباعية، وبالتالي تحديد المرجعية هي القانون الدولي والشرعية الدولية والمرجعيات المحددة.
ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني وهي المخولة في الحديث باسم الشعب الفلسطيني اينما تواجد وهي تعبر عن وحدة الشعب وطموحاته وان المنظمة ترفض أن يتحدث باسمها أي شخص وهي لم تفوض أحد للحديث أو التفاوض باسم الشعب الفلسطيني .
ان الشعب الفلسطيني سيبقي صامدا على ارضه معبرا عن طموحاته ومجسدا وحدته وصموده رغما عن الحصار والعدوان الظالم واستهداف الاحتلال لشعبنا وتلك المؤامرات التي تستهدف القرار الوطني الفلسطيني المستقل، وان الشعب الفلسطيني لم ولن يركع ولن يستسلم، ولن يحيد عن الثوابت الوطنية والخطوط الوطنية الثابتة وسيمضي في طريق الانتصار برغم كل ما يتعرض له للنيل من ارادته وصموده .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت