- المحامي علي ابوحبله
اجمع غالبية الدول الاعضاء في الجمعية العامه للامم المتحده عن رؤيتهم لتحقيق السلام في الشرق الاوسط ، وجميعهم اجمع علي ضرورة تحقيق السلام عبر حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني برؤيا الدولتين وانسحاب اسرائيل من كافة الاراضي التي احتلتها عام 1967 ,
وهذا بحد ذاته اجماع دولي لرؤية دوله فلسطينيه مستقله وعاصمتها القدس ما يحقق الأمن والاستقرار الذي تنشده دول المنطقة علي أساس السلام الشامل والعادل وأساسه مرجعية قرارات الشرعية الدولية ، هذه المطالب المحقة وهذا الإجماع الدولي أزعج نتنياهو كثيرا وقلب كيانه السياسي وجعله يخرج كل ما في جعبته ويبث حقده وسمومه وكراهيته للفلسطينيين ، ويصور للعالم أن إسرائيل كيان مسالم وضعيف ومستهدف من المحيط الممانع للسلام ومنهم الفلسطينيين وان إسرائيل تتصدى لهذه المحاولات التي تستهدف في غالبها الكيان الإسرائيلي وتدافع عن نفسها .
خطاب نتنياهو يغلب عليه الكذب والخداع وأسلوبه يتسم بقلب الحقائق وتزوير للتاريخ واستغلال للأحداث التي قلبت حقائقها إدارة ترمب وتسعى لتحييرها لصالح الكيان الإسرائيلي بما يخدم أهدف الثنائي ترامب ونتنياهو وهما ملاحقان بتهم الفساد وتزوير الحقائق والتاريخ والجغرافية لم يتطرق نتنياهو في خطابه لأي مرجعيات وقرارات الشرعية الدولية التي من شانها أن تحقق السلام العادل والشامل وبدلا من ذلك أعلن عن نية إسرائيل العودة للمفاوضات مع الفلسطينيين علي أساس صفقة القرن فقط ، دون ذكر او تلميح لرؤيا الدولتين والاعتراف والاقرار باقامه دوله فلسطينيه مستقله بحدود الرابع من حزيران 67 لدولة فلسطينية,
إلا انه تفاخر بتوسيع دائرة السلام علي حساب العرب من خلال اتفاقات التطبيع معهم واعتبر أن هذا المسار هو الاتجاه الصحيح نحو التفاهم في الشرق الأوسط مشددا علي أن كافة الصيغ السابقة للسلام صيغ فاشلة لم تحقق شيء وكان إسرائيل بريئة من هذا الفشل ومن مسؤولية الجرائم التي ارتكبتها بحق الفلسطينيين وتنصلها من الالتزام بكافة قرارات الشرعية الدوليه واضفاء شرعيه على مشروعها الاستيطاني وتهويد القدس تعرض نتنياهو لحق العودة واعتبر ان الفلسطينيين هم الذين شنوا الحرب في العام 1948 علي الاسرئيلين في قلب واضح للحقائق وإنكار لسرقة الأرض وارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين وتهجيرهم قسرا عن أرضهم ، واعتبر أن اسرئيل لايمكن ان تستوعب عودة لاجئ فلسطيني واحد إلى ارض فلسطين التاريخية ، وتجاهل أن إسرائيل قامت على أنقاض دولة فلسطين بالإرهاب الذي مارسته عصابات الأرغون وشتيرن والبلماخ الصهيونية الارهابيه .
الأخطر أن نتني اهو اعتبر مطالبة المجتمع الدولي إقامة دوله فلسطينيه مستقلة بحدود الرابع من حزيران 67 ،استسلام دولي للمطالب الفلسطينية ، كل ما تحدث به نتنياهو مغاير للحقائق وتزوير للتاريخ وتضليل وخداع لدول العام ،كان الأجدر في نتنياهو أن يصارح شعبه بحقيقة الإرهاب الذي تمارسه حكومته بحق الشعب الفلسطيني وان يعلم علم اليقين أن مفتاح الأمن لإسرائيل بوابته القضية الفلسطينية وإنهاء احتلاله للقدس والتخلي عن الاستيطان ووقف مصادرة الأراضي والاعتقالات والتخلي عن ممارسات حكومته ضد تهويد المسجد الأقصى ليعلم نتنياهو علم اليقين أن فلسطين تحتل أهمية كبرى لدى المسلمين وان كان نتنياهو يدعي غير ذلك فهو مخطئ لان القدس والأرض ألمقدسه هي جزء من عقيدة المسلم ولن يتخلى عنها المسلمون لأنهم أصحاب عقيدة إيمانيه ، وهنا تكمن أهمية مراجعة التاريخ وقراءة التوراة ليعلم من خلال قراءته ومراجعته للتاريخ أن مفتاح امن اليهود وسلامهم هو التخلي عن القدس والاحتلال ومفتاحه الاعتراف بالحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني في فلسطين رسالتنا للسيد نتنياهو أن ما عرضته في الجمعية ألعامه للأمم المتحدة عبر خطابك المكرر الممل هو بضاعة فاسدة وهو برأي الإسرائيليين الذي يعلمون علم اليقين أن تحقيق السلام والأمن لن يمر دون الاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني الذي هو مفتاح الأمن والسلام الذي لن يتحقق بدونه
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت